الخاتمة

472 8 1
                                    




غادرتني هيام .. بجسدها لكنها لم تغادر قلبي وبقيتْ بروحها معي..

احسستُ كأني ولدتُ من جديد..وشعور الحب يخالج صدري ويسير بروحي مجبرا قلبي على الخفقان من جديد..

فكأن هيام اعادت لقلبي الحياة من جديد بعد تكشف الحقائق مثل ما يفعل جهاز الصدمة الكهربائية لأنعاش القلب..

فرحتُ جدا فرحً غامر واعتراني شعور بسعادة عملت كملطف لجميع جروح روحي وقلبي وداوتها على الفور.. كالسحر..

هذا هو الحب.. بإمكانه ان يميتك بلحظة.. وبإمكانه كذلك ان يحييك.

نظرت للساعة فاذا بها السابعة صباحاً.. لم اجد وقتا اضيعه في النوم..

ذهبت للحمام اغتسل..
ثم تناولت كوباً من القهوة.. كعادتي

وقبل ان اخرج من البيت متوجها للمحل.. اطلَّت هيام برأسها من غرفتها وهي تبتسم لي وتنظر لي بعيونها ألجميلة التي بدأت تتفتح الهالات السوداء ماحولها وتستعيد نظارتها بشكل ملحوظ..

وتورد خديها فصار كتفاح لبناني ينتظر القطاف..
وعادت الحياة لشفتيها الممتلئتين رطبتين مغطاتين بالشهد.. وخصلة من شعر هيام المجعد تنزل على جبينها.. فبدت بعيوني وكأنها ملكة جمال الكون دون منازع..
لن تقنعني كل نساء الدنيا بديلا عنها ابدا..

حركت هيام شفتيها تحريكا استطعت ان أقرأهما وهي تودعني وتقول لي( احبك.. خلي بالك من نفسك.. هتوحشني)

وارسلت لي قبلة من شفتيها عبر الاثير.. فاجبت على قبلتها بقبلة وانا مبتسم وسعيد..


لم تكتمل سعادتي رغم متعة اللحظة الآنية واستمتاعي بها..

فلايزال شبح عبيد وحكمت.. يطارداني.. ويقضيان مضجعي..

أما مسالة هناء.. فسأتعامل معها لاحقا.. الأهم.. ثم المهم..

طوال طريقي للمحل وانا اضع سماعات في اذني واستمع لأغاني العندليب الطربية السعيدة..
غير منتبه للواقع الذي يدور حولي.


وصلت المحل وبدأت عملي وهيام لا تفارق فكري وخيالي ولا حتى ربع لحظة..

وانا لا اريد سواها.. لتحتل كل تفكيري و عقلي وقلبي وروحي

كل ما فكرت به .. هو كيف اضع حلا عقلانيا ومنطقيا وقابلا للتنفيذ لتخليص هيام من براثن عبيد ..

انا لست سوبرمان لكي افعل ما اريد بلحظة.. يجب ان تكون كل خطة تخطر في بالي.. واقعية ومنطقية وقابلة للتطبيق على ارض الواقع.. وكذلك قابلة للنجاح.. والا.. فالنتائج ستنعكس علي وعلى هيام بشكل اسواء..

لم يبق في بالي سيناريو.. من افلام كثيرة شاهدتها ومن قصص وروايات اكثر قرأتها.. إلا وحاولت تطبيقه .. فلم اجد بعد شيئا..يناسب ظروفي وامكانياتي..

وبينما انا منغمس ومشغول بافكاري.. وسعيد بنفس الوقت.. حتى انتبهت لبائع متجول بسيط كان يمر من امام المحل كل يوم يبيع الجرائد ..

كنت اشتري منه الصحف لا لأطالعها.. بل حبا في مساعدته.. وكنت ارمي تلك الصحف في المحل كيفما اتفق.. واحيانا استفيد من استخدامها في مسح زجاج المحل او ماشابه..

اشتريت منه جريدة اليوم واكرمته.. ورميتها في زاوية من المحل.. فوقعت عيني بالصدفة على  صحيفة كانت تقبع تحت كومة من اثقال الميزان وبعض اكياس السكر ومعلبات الأطعمة..
وكانت تحتوي على عنوان بارز بالبنط العريض  ( الشرطة الأسرية تعتقل متحرشاً بأبنته وتقدمه للقضاء) !

شدني العنوان كثيرا فأزلت كل ماعلى الصحيفة بحذر.. وسحبتها بعناية  ونفضت الغبار عنها  ..

كانت ملوثة ببعض البقع المختلفة..
من اثار كوب قهوة او قدح شاي....
لكني أستطعت أن اقراء الخبر بكل تفاصيله..وكان في ذيل الخبر خط ساخن للتبليغ عن مثل تلك الحالات وكذلك عنوان القسم المسؤل عنها..

فلمعت في بالي فكرة.. للإيقاع بعبيد.. لكني بحاجة لدليل دامغ وقوي استخدمه ضده.. لكي استطيع تقديمه للعدالة ..

عشق شبه ممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن