Part 1

62 7 4
                                    


[*لينا*]

أزلت السماعات من أذني ،ووضعتها هي و هاتفي في الحقيبة،لأرفع بصري نحو المكان المتواجدة أنا فيه.

إني الآن في المطار ،أنتظر موعد وصول طائرتي ،كل شيء مر بسرعة ،بدأت بترتيب الأفكار داخل عقلي ،آهه ،هل هذا بسبب أمي أم بسبب أبي ،إني ضائعة ، ضائعة جدا ، تعرفون العصفور الذي اعتاد حضن أمه لكنه بمجر تعلمه للطياران تم طرده ، فلم يعرف أين سيذهب ،و عند من ؟ ،انها أنا ، إن العصفور يمثلني

قبل شهر اكتشفت أنا وأمي أن أبي يقوم بخيانتها ،صدمت حقا ،و تحدثت معه ، لكن الحديث معه كان كمحاولة جمع الماء في السلة ، لذلك كان على أمي التدخل ،لكنها لم تفلح .

المشكلة كانت ستحل بطلاق الطرفين ، وسأكمل أنا و أمي حياتنا الطبيعية، و لأبي رأي آخر ،فرغم خيانته لا يريد ترك أمي ،لأن ذلك سيسبب له فقدان الشراكة مع عائلها

أمي العزيزة امرأة ذكية ،لكنها تتسرع في أخذ القرارات ،و خطتها هي أن أسافر الى اليابان ،حيث مسقط رأسها من أجل إكمال دراستي ،هناك سأجد صديقتها المقربة ، و سأقطن عندها حتى انهي دراستي ، في هذا الوقت ستحاول امي حل المشكلة واللحاق بي للعيش في اليابان.

لم أرد الابتعاد عن أمي ، ولم أرد مجادلتها في نفس الوقت ،أرد مساندتها ،المحاربة معها ،أن نتخطى كل شيء معا ،ان أكون معا ،لكن هي قررت ابعادي عن كل هذا؛ لن أكذب كل ما حدث أثر سلبا على شخصيتي، دراستي، حياتي الطبيعية، لربمى لهذا أبعدتني أمي.

الأمر الثاني الذي يقلقني هو ذهابي الى مكان لم أزره إلى قليلا عندما كنت طفلة، و امرأة لا أتذكر حتى ملامحها، لا أعرف عنها شيئا سوى أنها لطيفة، هذا ما أخبرتني أمي عنه، ثم كيف سأترك بلدي الحبيب، أمريكا، انها أمي الثانية، هي حيث ترعرعت، كبرت، سعدت و حزنت وها أنا أملك الآن بعض الدقائق لشتمام هوائها الذي لن أنساه مهما طال ابتعادي عنها

[*الكاتبة*]
لفت انتباهها صوت المضيفة تعلن وصول طائرتها، لتخرج من شرودها و تجر حقيبتها نحو مكان لا تعرف عنه سوى اسمه

دخلت الطائرة و اتجهت نحو مقعدها، ركزت عينيها حول النافذة الصغيرة تريد ان تشبع بصرها بأمريكا لأخر مرة ربمى، لتتجمع تلك الدعمة بسرعة، لكن لم تترك لها مجالا للانسدال على وجنتيها كي لا تثير ريبة وشك الجالس أمامها.

•••

•••

[*لينا*]

و أخيرا وصلت الطائرة، إن المسافة بين اليابان و أمريكا طويلة بمعنى الكلمة، أشعر أن كل عضم في جسدي يبكي وحده، آآهه الرائحة حقا مختلفة، أشعر بالإختلاف حقا هنا، أنا لا أنتمي الى هنا، فقط ملامحي توضح هذا الاختلاف، إني أشبه أبي، أو لنقل نسخة أنوثية عنه، في شعري الأسود، وعيوني العسلية، حتى بشرتي الحنطية، شفتاي المنتفختين كأبي، إني لا أشبه أمي إلى في شكل جسدها، جسد قريب للمثالية، و قصير للأسف، علي أن أتوقف عن التفكير، وأحاول بناء حياتي من جديد

"أنت جيد.... هم السيئون" /"You are good....They are the bad ones  "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن