قُدس
يا ربي تشتي واروح عند ستي
تعمل لي فطيره وأوكلها وأنام
وامطري وزيدي
بيتنا حديدي
بيتنا شَعْر الغنم
وعمنا عبد الله
ورزقنا على الله
وامطري وزيدي
بيتنا حديدي
عمنا عبد الله
ورزقنا على الله
امطري يا مطره
على عروق الشجرة
***
:جهاز الصعق الكهربائي مُعدّ
:واحد اثنان ثلاثة بسم الله
:لا نبض
:مره أخرى
:لا نبض
:مره أخرى وأخرى و أخرى ونبض
نبضة ذكرته بقدس
نبضة ذكرته بقصي
نبضة ذكرته بشامه
ونبضة ذكرته بألا ينسى
_منزل دافئ وأسرة أكثر دفئاً ذلك كان حلمي حتى حققته
:شامه بسرعه لقد قارب منتصف الليل والأولاد جائعون
رددتها بمرح وسمعت صوت جميلتي الرنان من المطبخ
:لا حول ولا قوة إلا بالله جهير لا تأخذ الأطفال حِجَّةً لفجعك وأخبرتك، لن نأكل حتى نُطفأ الشمعأفحمتني تلك القصيرة بردها وبالصدفة التفتت لأرى طفلتي قدس ذات السنوات السبع تنظر لي بحقد
:ها لما صاحبة الحفل عابثه؟
وضعت الصغيرة إصبعها بفمها وردت
:لست عابثه أنا محتاره
وحين تساءلت عن السبب أخبرتني
:أنت أبى ومع ذلك تريد إفساد حفلي ألم تمتلئ معدتك من طعام العشاء لقد أكلت نصيبك وأكملت معنا
:ها وأنت يا أخ قصي ألديك سُباباً لي
قلتها وضحكت بصخب ولكن انقطعت ضحكتي ونهضت سريعا لأحمل عن معشوقتي بعض الأطباق دقائق والتففنا حول طاولة الطعام غنينا ضحكنا وحين دقت الساعة معلنة عن انتصاف الليل اقتربت صغيرتي من الشمعات السبع ونفخت
قدس: هوووف
"هوووف" ربما تراها محض صوت الهواء الخارج من فم طفلتي ولكنه لم يكن.
"هووووف" هي أخر ما صدر من ابنتي أخر ما سمعته أسرتي
"هوووف" لم تطفأ الشمعات بل أطفأت أرواحنا
بلحظه صراخ وعويل الدخان انتشر والأرض اهتزت حملت طفلاي وجررت زوجتي خلفي جرًا وحين فتحت باب منزلي لم يكن هنالك شارع أو منازل وقبل أن أفكر حتى وجدتها تنطلق باتجاهنا ألقيت طفلاي على الأرض بقسوة وبكل قوة دفعت زوجتي خلفهما وسقطوا أطفالي وزوجتي وقذيفة حطمت منزلي على رأسي.
***
ماذا يحدث لا أحد يدرى انطلقت شامه بالطرقات تحمل طفلتها وتسحب الأخر زوجها مات استشهد قتل أياً كان يجب أن تحافظ على إرثه طفليه نبتته جرت بالشوارع سيارات مشتعلة جثث وأشلاء وبيوت صارت مقابر لأصحابها الدموع تنسدل من عينيها، زوجها والدها سندها قد راح لا يهم الأرض تستحق بأخر الشارع تجمع البشر اقتربت ببطأ وأسرعت حين وجدتهم من أهل بلدتها
:يا الهي ماذا يحدث هنا
صرخت بها حين وصلتهم لكنّ ما من مجيب سوى ملامح من بؤس ووجوه تقطر مرارة وحين كررت صيحتها أجابتها إحدى النساء
:إنهم يبيدوننا يريدون إنهاء الإرهاب يريدون اقتلاع جذورنا النجسة من أرضهم
برأس منكس رددتها ببطئ وتيه وفجأة رفعت رأسها ولطمت خديها وتابعت صارخة باكية شاكية
:إرهاب نحن الإرهاب لهم الحق لقد قتلوها منذ لحظات إرهابيه نجسه نجسه
أخفضت صوتها وتمتمت وكأنها تحادث نفسها
:ابنتي طفلتي صغيرتي لقد كانت إرهاباً لقد كانت بعمر السادسة ولكن بالتأكيد لم يقصدوا قتلها أو ربما قصدوا ربما, أو ربما شكو أن الدب الأبيض بأحضانها قنبلة أو مثلا شكو بكونها نازية مختبئة ربما نعم ربما ولكنه خطأي نعم لماذا ألبستها الأبيض شبيه الكفن لماذا أبقيت على الدب ولكن أتدرين حمدا لله أقسم انه حمدا لله موتها رحمة أقلها لن تتشتت لن تجوع لن تعطش
ظلت تهذي وعيناها قد تورمتا من البكاء وفجأة توجهت نظراتها لقدس الصغيرة فأشارت لشامه ونظرها معلق بقدس وتابعت هذيانها
:أقتليها يا إمراه ارحميها منهم تحملي آنتِ الذنب حتى لو تعفنتى بالجحيم لم يعودوا يكتفون بالقتل والله إن القتل لرحمة لها مما قد تلاقى منهم
توقفت عن المتابعة وقد وقفت على قدميها متوجهة ببطئ للصغيرة وما زالت تردد كلمتيها "أقتليها وارحميها"
بكت الصغيرة فأمسك بيدها أخيها الأكبر باعثاً بها بعض الطُمأنينة وخشيت والدتهما من المرأة وقد جُنت مما لاقت فأخذت صغيريها وانطلقت في زقاق جانبي تهرول حتى نهايته وبنهايته وجدت نهايتهم زي موحد سلاح باليد وأقدام غاصت بين الجثث
ارتعبت على طفليها لا نفسها عادت سريعا وبهدوء تحاول الفِرَار ولكنهم كلاب والكلاب تَشتم طلقه مدوية بقدم شامه أبطأتها ولم توقفها أكملت المسير وخلف خط الدماء تتبعوها سارت وسارت حتى أُنهكت وبالنهاية سقطت عاجزة عن الحراك عن التنفس ليتها سمعت ما قالت المرأة ليتها رحمت طفليها
اقتربوا ضاحكين فريسه جديدة ولكنها حرة من أرض حرة خبئت طفليها قبل أن يصلوا
:قصي لا تفلت يد أختك مهما حدث دافع عن أختك شرفك عرضك حتى أخر قطرة دماء بجسدك
اختبئا الطفلان وبقيت هي تنتظر هلاكها وما عاد برأسها سوى
"وإن لم تنجُ روحها لن يُدنس جسدها"
اقتربوا أكثر فأكثر ثلاثة كانوا حتى ارتصا أمامها قطعة حجر أمسكتها بيدها وانتظرت
تأملها الأول وسال لعابه
"أقترب أكثر أكثر خطوه فقط أقترب" رددتها بعقلها كأمنية وقد تحققت اقترب من وجهها بوجهه وحين حاول وضع يده عليها رفعت يدها الضعيفة وصدمت طلقتها الحجرية رأسه فشجتها لم يصارع لم يتألم رأوه حجرا ورأته درعا يخبأ شرفها فمات
طلقة
اثنتان
خمس سبع تسع عشر عشرون أفرغوا خزائنهم بجسدها فلم يبقى منها إلا أشلاء وليتهم أكتفوا لقد صدقت المرأة لم يعد القتل يكفيهم استحلوا جسدها الطاهر فليت للروح أذرع تحمى رفات صاحبها
وتابعو المسير لعلهم يجدون ما يمتعهم
***
رأسي يلتف وقدمي لا أشعر بها
أنت تقرأ
قدس
Historia Cortaهل شاهدت الأخبار؟ وإن شاهدت فماذا رأيت؟ وإن رأيت هل تعاطفت؟ دعني أبلغك رسالة قدسي إليك "تعاطفك وحده لن يعيدني للحياة"