البداية .1. عينًا كارِها.

1.6K 84 124
                                    


َ
َ

'- السلام عليكم.'

'- ممتنة لكل من تشوق لرجوعي حتى بعد مضيِّ ستة سنوات، فهم من أوائل أسباب الرجوع'

'- والآن عزيزي القارئ، إن كنت تقرأ في الظلام، فأخفضّ من إضائة الهاتفِ فضلًا.'

'- قرائة ممتعة حتى اللقاء القادم.'

َ
َ

-------------------------------------------

َ

َ
َ
َ


__________________

"الجميع غريب، لا أحد يشبه أحد، مثل الأنس والجان؛ انا وانت، فطرتنا في التباعد عن بعضنا"

- شادي

__________________


َ
َ
َ

َ

عام 2013 م.

في إحدى مدارس الابتدائية، القابعة في أخر المحافظة المتحضرة بعض الشيء بمعالمها البنائية. كانت الفصول والساحات قد خلت من أكثرية طلابها، وغادر بعض المدرسين اسوارها، ولم تكن الجلبة، التي تصدر من إحدى فصول السنة الأخيرة، قد وصلت بعد لمسامع أي شخصًا بالجوار..

منحنيٍ الجسد يلتقطان أنفاسهما الهاربة بسرعة وثقل، وقد أصابهم الإعياء لدقائق. انتهوا لتوهم من شجارهما الثاني لليوم. ليتورم وجه كلًا منهما قليلًا، و أحدهم يبصق دماءً من لثته الجريحة بالأرض، وأما الأخر يمسح شفتهِ التي شقت ونزفت الدماء بمنديل كان قد سقط من جيبه في أثناء الشِجار. تبادلا نظراتٌ خاوية، ثم التفت كِلاهما بسرعة بعيدًا عن وجه الآخر في نفس اللحظة.

كانا قبل نصف ساعة ينتظران على أحر من الجمر خلو فصلهم حتى ينتهِزا فرصة استئناف ما بدأوا به في بداية اليوم، دون مقاطعةٌ من أي بالغًا أو زميلًا لهما مجددًا...قد كان من المخيف لهما كأعداء انتهاء العام الأخير هذا بدون شجارًا أخير.

أخذ الطالب الذي مسح شفتهُ بالمنديل؛ الكرسي الساقط على الأرض إثر شجارهم، وأعاده إلى ما كان عليه بهدوء، وأما الآخر نظر إلى ما فعله عدوه، و في آلية أخذ يعيد الطاولات والكراسي لحالتهم السابقة معه..

بعد أن أخفوا أثر شجارهم؛ حمل الطالب الأول الهادئ حقيبته الزرقاء الداكنة من الأرض وسار بها يود الرحيل، وقبل أن يخرج من الفصل، أسرع الآخر بأتجاهه وأمسك ذراعه بشدة ساحبًا إياه ليتوقف

التفت بملامحه الطفولية الغاضبة، وببحةٌ مميزة:

- ماذا الآن خالد؟

أفلته خالد، ومد يمينه، المحمره المنتفخة قليلًا من اللكمات، بمعنى المصافحة، ليتعجب منه الأخر و يرمقه بحذر وعدم ثقة، ضحك خالد قليلًا...وكان هذا امرًا نادر أن يضحك بصدق، هذا ما فكر بهِ الطالب الهادئ.

أخٌ بأخْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن