الجزء السابع

7.5K 159 10
                                    

(قمر)

"أعترف لا أملك صبر أيوب .. ولا أحتمل ذلك الشيء البعيد الذي أراه وبذات الوقت أتمنى أمتلاكه." #عنود بنت راشد
نصبر كثيرا على شيئا أخذ من عمرنا طويلا وعندما تصبح الامور بين أيدينا ونصل الى جميع مانريد, عندما نصل الى نهاية المطاف نفقد صبرنا ذاك ولم نعد نتحمل شيئا غير انهاء ما بدئنا به. نود ان نضع النقاط على الحروف لننهي هذا الوجع حتى لو كان التخلي عن من نحبهم فقط لنحضى بحياة هادئة حتى لو كانت بعيدة عن السعادة ... نود ان نستمر في العيش من دون ذاك الوجع الذي حطمنا كثيرا.
أستيقظت في صباح اليوم التالي وكانت رهف ونوف ما زالا نائمتان. أخذت هاتفي وقمت بفتحه ثم توجهت الى الحمام لكي اغتسل بعد ان انتهيت وقمت بتغيير ثيابي, عدت الى الغرفة وكانوا البنات متحضرات لنذهب الى الجامعة.
"اني اريد اروح للمستشفى وبعدين امر الجامعة."
قالت رهف, "نجي وياج وين ترحين وحدج!"
"لا اني اريد اروح وحدي احسن."
بادرت نوف, "متأكدة؟ يعني ما بيصير بتمين معاها بروحكم. يمكن تخبرج شي وما تتحملين."
أبتسمت لها, "لتخافين ميصير شي."
تركتهم وتوجهت الى عربتي. بينما كنت اقود الى هناك اجتاحني الخوف, شعرت بأنني مشتتة, كنت اود ان أسألها عن والدتي وعن باقي الحقيقة التي اجهلها ..
وصلت الى المشفى وسألت عن غرفتها, عندما كنت قريبة من هناك رأيت مؤيد وهو يخرج. ظهر عليه بأنه كان مشوش للغاية, صدمة على وجهه جاعلته لا يلاحظ وجودي تماما.
"مؤيد!"
نظر لي للحظات ثم اتى بقربي وأحتظنني بقوة, كان ممسكا بي لدرجة شعرت بأن اضلعي قد لامست اضلعه هامسا في اذني, "احبج قمر."
"واني هم احبك."
تركته للحظات من دون نطق كلمة وانا اشعر بأنفاسه على رقبتي. بعدها اخبرته, "صاير شي. مؤيد شبيك؟"
جرد يداه ثم ناظرني, "انتي ليش هني؟"
"اريد اشوف رند واحجي وياها."
"مافي داعي خلينا نسير من هني."
"بس اريد اعرف اذا تعرف وين ماما! اريد اعرف ليش هيج سوت وضمت علية وليش بابا مراد اعرف. اريد أسألها ...."
قاطعني قائلا ساحبني من يدي متوجه بي الى الخارج, "بنتكلم في البيت."
"مؤيد الله يخليك ليش هيج دسوي؟"
"قمر لا تحنين بقلج بنسير البيت عشان نتحجة."
"مؤيد ..."
قاطعني صارخا في وجهي, "بلا مؤيد بلا زفت! خلينا نسير."
لم أقل شيء وتوجهت معه الى عربتي لاحقة به الى المنزل. عند وصولنا الى هناك كان غاضبا جدا لدرجة لم أستطع فهم ما حدث .. انتابني الفضول وانا اريد معرفة ما يدور حولي.
تشعر أحيانا بحب من يحبك في لحظات ضعفهم, في اللحظة التي يكونون محتاجين لاحدهم ليرتموا في احضانهم ولا يجدوا غير حضنك وسيلة لتخفيف بعض الذي يتعبهم. يجدوك امامهم ويقوموا بأخذك اليهم ولا تستطيع قول شيء بسبب ما تراه في اعينهم من معاني مختلفة غير قادر على تفسيرها ...
وانت أيضا تهرب لهم لتشعر بذاك الدفء في الوقت الذي تظن بأنهم تخلوا عنك وكنت على وشك تركهم بعيدا! يعودوا لك بسبب صدفة, أو ربما القدر هو من لا يود تفرقتنا لانك كتبت لهم كما كتبوا هم لك. مهما حاولت الهروب والابتعاد ووضع الحواجز فيما بينكم لكن تراهم امامك في النهاية محتظنيك كي تشعر بذاك الامان الذي كنت تنتظره .. ذاك الامان الذي لطالما افتقدته ولا تجده الا وانت معهم!

رواية خيانة ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن