" سنة حلوة يا جميل "
" تشا تشا تشا "
" سنة حلوة يا جميل "
" تشا تشا تشا "" سنة حلوة سنة حلوة .... سنة حلوة يا بهيج "
ثم صياح وتصفيق الكل ينظر للطفل المسمى ب(بهيج) كما عرفنا ، أم الطفل تطلب منه برقة إطفاء الشموع قائلة: تمنى أي أمنية تريدها .
(بهيج) ناظراً إلي أمه: أي شيء ؟
(الأم): بالطبع يا صغيري .
(بهيج): أريد أن يرحل ذلك المهرج .
(الأم) بصوت منخفض: لماذا يا عزيزي أليس مضحكاً بمكياجه الذي يزيد منه سخفاً ، و شهره الأزرق و صلعته التي المحصورة بين قوسين ، ومن ثم أنفه ، أنظر أنفه .
نظر الطفل للمهرج مرة أخرى ، كان إسمه سعيد سعيد المهرج ، كان على موقع لمستلزمات أعياد الميلاد وكانت تقيماته جيدة ، وكان أيضاً سعره منخفض ..خمسون جنيهاً في الحفلة ، هو بتأكيد يربح كثيراً وراء جعله من نفسه مهزلة للصغار وللكبار ، لكن من أتى إلي الحفل مختلف عن الصورة قليلا ، فالذي في الصورة شاب وسيم ، أما الماثل أمامهم الأن رجل أربعيني بدين ذو إبتسامة تنزع الطمأنينة من القلوب ، لم تكن تدري أمه أن طفلها يعاني ما يسمي ب(الرهاب من المهرجين) .
نظر له المهرج عندما لاحظ ملامح الخوف متكونة على محياه ، إتجه ناحيته و هو مبتسم ويمد له يده إلى أن أمسك بخصره ورفعه للأعلى .
(المهرج) : هااا أمسكتك !!
(بهيج) باكياً: لا ..لا أنزلني .. أنزلنييي !!
(الأم) : (بهيج) إهدأ ما بك يا عزيزي ؟
وضعه أرضاً -المهرج- ثم إنحني ناحيته منزعجاً بطريقة مضحكة ، مهماً وهو يلعب في جيب بنطاله الكبير -السالوبيت- يبحث عن شيء ما ، إنتبه إليه جميع الأطفال و إحتشدوا حوله ، ليخرج يده أخيراً ممسكاً مصاصة كبير الحجم دائرية بشكل حلزوني مخططة بالأحمر والأبيض .
(المهرج) مبتسماً: هاك ..تفضل .
(بهيج) مبتسماً: إنها مثاثة .
(المهرج) بأداء حماسي: نعم إنها كذلك ..(ثم إستدار بنفس الأداء الحماسي مخرجاً المزيد من جيبه) وهناك المزيد للكل .
الأطفال يحتشدون حوله ، وهو يردد في إبتسامة عريضة بشفتين ملونتين بالأحمر : مصاصات ، و سكاكر ،حلوة الچيلو ، و التوفو ، بكل الأطعمة، الفراولة والموز ، جوز الهند و الليمون ، و الشوكولاتة بالطبع ، الكثير منها عندي أنا (سعيد)، المهرج سعيد صانع البهجة و الإبتسامات (سعيد) ، المهرج سعيد سفير بلاد الضحك والنكات والهزل ، أنا هنا لكم اليوم لنمرح و نلهو (إستدار وهو يشير بيده ممدودتين لأخرهم) ها يا أطفال .. من يريد أن يلهو ؟
الأطفال في هتافات متفاوتة الصوت والوقت وهم يقفون للأعلى نحوه : أنا .. أنا .. أنا .
بعد أخذ المصاصة حلزونية الشكل بدأ خوفه من المهرج أن يهدأ قليلاً ، نظر لأمه ثم تكلم :
أنت تقرأ
ما رواه الرعب (قصص قصيرة)
Terrorلنرى بعض القصص التي تقشعر لها الأبدان ، ويزول السواد من الشعر منها ، عن الأشباح التي تسكن البيوت القديمة ، والحوادث الشنيعة ، والكثير الكثير من الغرائب .