1.|| صوت عذب ||

111K 4.2K 1.7K
                                    

الفصل الاول : صوتٌ عذب
.
.
.

«كل بنُ آدم خطاء ..... وخير الخطائين التوابون »

.......................

في غرفة شبه معتمة بسبب الضوء الخافت والستائر الثقيلة التي تغطي ضوء الشمس وقفت آفرا من سريرها، والظلال تلعب على ملامحها المتعبة. تحركت ببطء شديد، نحو منضدة الزينة. تفتح الدرج بيد مرتعشة.

تلك اليد التي كانت يومًا ما مليئة بالحياة والطاقة،سحبت علبة الدواء الباردة التي تحمل وعدًا بالراحة من وطأة الألم النفسي. علبة أقراص مضادة للإكتئاب.

رفعت عينيها الغائرتين لتلتقي بإنعكاسها في المرآة، نظرتها كانت تحمل في طياتها قصصًا من الأسى واليأس. تسللت السخرية إلى زوايا فمها، فحتى انعكاسها يبدو كأنه يشفق عليها. جسدها الهزيل يرتجف، وبشرتها الشاحبة تكاد تكون شفافة، والهالات السوداء حول عينيها تشهد على ليالٍ من الأرق والتفكير المستمر. حدقت بنفسها وهمست بصوت محمل بالاحتقار والأسى

"أنتِ مقرفة، آفرا."

ابتلعت حبة الدواء وشقت طريقها نحو الحمام لتغتسل ... ارتدت بنطال الجينز الأزرق و قميصها الأبيض. شعرت بالإستياء لأنها تبدو مثل الهيكل العظمي، تجاوزت ذلك وحملت القبعة الشمسية السوداء تضعها على رأسها تاركةً شعرها الأحمر الذي كان يصل طوله لكتفيها منسدلا .....

سابقا كانت تحاول وضع مساحيق التجميل لتخفي لون بشرتها و ملامح وجهها المنهكة إلا أنها فشلت في ذلك و أصبحت لا تهتم للأمر أيضا ....

حملت حقيبة الظهر الجلدية ذات اللون الأسود وغادرت بيتها الفوضوي من يرى شكلها لن يحسب أنها ذاهبةٌ للجامعة و الأكثر أنه اليوم الأول من الموسم الجامعي فعادة ما يكون الحماس لدى الطلاب مرتفع لكن في وضعها لا يوجد لا حماس ولا شوق ... أشارت بيدها لسيارة أجرة لتتوقف أمامها ركبت و أرخت جسدها على المقعد الخلفي ثم نبست له

" الجامعة"

مسدت المنطقة بين جبهتها فهي تكره الجامعة و من فيها لكنها مجبورة على الدراسة بما أنها سنتها الأخيرة.

*****************

جامعة البوليتكنيك، مدريد، 8:15 :

نظرت للساعة في هاتفها ووجدت أنها وصلت قبل الوقت بربع ساعة، زفرت بعمق وأعادت الهاتف لجيب البنطال وواصلت سيرها نحو المدرج الخاص بطلاب الهندسة المعمارية ...

مع أول خطوة عند باب المدرج سمعت صوتً لم تكن مفهومة لهجته،فآثار إستغرابها وتدفقت أسئلة فضولية داخل عقلها حول هوية الشخص وما قد يكون يفعله بالداخل.

صراطٌ مستقيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن