22|| ظننتك أخًا

26.8K 1.9K 810
                                    

الفصل الثاني والعشرين : ظننتك أخًا.
.
.
.

« سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله....»
.....................

كانت آفرا تجلس على الأرض متكئة على الشريط الخشبي للسرير الصغير تنظر للطفلتين النائمتين بعمق، حقا هي حزينة لما حصل مع والديهما كانت صوفيا متحمسة لتكون أمًا وتعيش شعور الأسرة لكن في النهاية قدر الله وما شاء فعل ...

زفرت زفرةً طويلة والتفت ببطء حين سمعت صوت خطوات إبراهام كانت متعبة ولم تستطع أن تقف لذا اكتفت بإعطائه ابتسامة خافتة جعلته يقترب منها ينحنى لمستواها ويقبل فروة رأسها ...

همس لها حتى لا يوقظ البنات
" لن تذهبي للجامعة "
ردت بنفس نبرته
" لا فأنا مرهقة من بعد ليلة أمس وأخشى أن تمرض إحداهما مجددا"

أومأ لها بتقديرٍ لما تفعله، فحقا بالأمس حين مرضت ميرا ومايا قضي نصف الليل بالمستشفى وحين عودتهما سهرت آفرا معهما خوفًا عليهما فهما أمانة عندهما ...

" سأذهب لشركة الآن وإذا احتجتي لشيء اتصلي بي"

هزت رأسها بموافقة في حين استقام إبراهام وحمل سترته البنية من السرير وغادر الغرفة ...

أغمضت عينيها تتذكر حالة صوفيا ذلك اليوم لن تتمناها لعدوها حتى، كانت تبكي بهسترية في المستشفى حين قال الطبيب أن زوجها يعاني من سرطان في الرئة ...

انهارت حينها ولولا معجزةٌ من الله أن الأطباء أخبروها أن هناك احتمال لنجاح العلاج  والعملية في ألمانيا ماكان قلبها ليستطع أن يواصل نبضه، ولكنها  أصبحت بين نارين فمن جهة ميرا ومايا ومن جهة سفرها مع زوجها دين ...

مازالت آفرا تذكر كلماتها بالحرف الواحد حين أتت ببناتها عندها للبيت وقالت بالحرف الواحد

" إذا مات دين أموت خلفه أنا متأكدة من ذلك يا آفرا، ولن أقدر على البقاء هنا وتركه يسافر لوحده ليصارع المرض ... وأيضا لا أريد أخذ بناتي نظرًا لصغرهن ولن أستطيع رعايتهن وأمي وأخي سيرافقونني في السفر، ووالدة دين مريضة سكري وانهارت حين سمعت لذا لم يبقى سوى أنتِ يا آفرا آمنها على بناتي"

لم تكن لدى آفرا أي مشكلة بل بالعكس كانت تبحث عن أي طريقة تقدم لها المساعدة بها.

مسحت آفرا دمعتها التي سقطت، تعلم أنها لن تشعر بما تشعرُ به صوفيا لكن حقا حين تتخيل نفسها في ذات الموقف يرتجف جسدها وينقبض قلبها فكيف لها أن تتخيل حياتها بدون زوجها وحبيبها إبراهام ...

رفعت رأسها قالت برجاء

" يا الله احفظ إبراهام من كل شر"

ضيقت عيناها حين دق الباب بخفة لكنها ابتسمت حين انزلقت دانية إلى الدخل وعلى وابتسامة لطيفة تلوح على وجهها.

صراطٌ مستقيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن