سيرك الموت

part 02

اليوم 20

حل الخريف سريعا، بدأت اوراق الشجر بتغيير الوانها الى لوني الاصفر و البرتقالي
لتبدأ بالسقوط لتغطي الاراضي بألوانها الجميلة

لكن رغم ان الخريف قد حل الا ان الشمس كانت تتوسط السماء لم يكن الجو معتدلا كان حارا قليلا، يبدو ان الصيف قد نسي شمسه قبل مغادرته

في احدى البنايات شقة صغيرة مكتوب عليها A5
مرورا بالباب نجد رجل يبدو في 65 من عمره

جالسا على مقعده امام مكتبه بينما كان التلفاز شغالا على نشرة الاخبار

"بدأت الناس تختفي خلال هذه الفترة بطريقة غريبة، وصل عدد المفقودين الى 50 شخصا خلال 20يوما
تقول الشرطة خلال تحقيقها انهم يجدون دمية صغيرة على شكل مهرج في اخر مكان كان فيه الضحية قبل ان يختفي، ولحد الان لا احد يعرف من السبب اختفاء كل هؤلاء الناس بدون اي دليل وانه.."

اطفئ التلفاز لأنه سمع كفايته لم يرد ان تستمر المذيعة في الحديث فرأسه بالفعل يؤلمه

امسك برأسه و ملامحه كلها ألم،ذلك الصوت لا يفارق ذاكرته كلما اغمض عينيه تتكرر تلك الصورة في ذهنه
"ابي ساعدني ارجوك يا ابي"

"كفا"
صرخ بعد ان ضرب المكتب بكفيه ووجه كان يتعرق بشدة

قبل يوم واحد

مزرعة صغيرة تتوسط سنابل القمح الصفراء الطويلة اضاف لها غروب الشمس جمالا مميز

كان فتى بشعر اشقر طويل قليلا يبدو في 12 من عمره يقوم بربط الفزاعة وسط الحقل كي تخيف الغربان التي بدورها لم تخف و جلست فوق الفزاعة المجاورة وهي تشاهده

بينما كان مايكل من الجهة الاخرى امام اسطبل الاحصنة يقوم بإصلاح جراره، اقترب من المقود و قرر ان يشغله ولكن خرج دخان من المحرك ليبدأ بالسعال

نظر للفتى الاشقر و صرخ
"إيدي هل انت من عبث بالجرار"

"لا لم افعل"
اردف الاشقر وهو يقوم بربط الفزاعة ولم يكلف نفسه عناء الاستدار لوالده

"ادي صدقني ان كنت انت فسأعاقبك"
اردف العجوز بجدية ليصرخ الاخر
"اخبرتك انني لست انا"

حينها خرج شاب من تحت السيارة بملابس ميكانيكي وهو يحمل مفتاح الربط
شعره كان بني غامق و عيونه بنفس لون شعره

وقف بعدها و نظر له مايكل
"هل انت من عبث بالجرار يا جاكي"

أضاق جاكي عينيه ليستدير ناحية إيدي ليردف بصراخ كي يسمعه الاشقر
"إيدي ايها الغبي صدقني سألقنك درسا"

نزل الاشقر من امام الفزاعة ليستدير لشقيقه
"قلت لكم لست انا"

تنهد مايكل ليدخل الى البيت بينما جاكي قد داعب كلبه قليلا و عاد لكي يكمل عمله تحت السيارة