الثامن عشر من شهر ديسمبر - 1942
ـ بولندا ، بوابة المعسكر ـ الفرع الثاني ـ الساعة السابعة .الحرب لا تتعلق في المقام الأول بالنصر أو الهزيمة، بل تتعلق بالموت وإيقاعه ، تجسيد للكراهية وانتصار لثقافة الموت والنهب والإبادة الجماعية ، الحرب تفاقم أيضاً الفقر وتولد المجاعات والأوبئة. وبالإضافة إلى الأنقاض التي تحدثها، تترك جروحاً مفتوحة لا تندمل في ذاكرة الشعوب وقلبها . مخربة للسلام وجالبة للدمار .
ذروة فن الحرب هي إخضاع العدو من دون قتال.متى كان العقل زينة ؟ في الحرب هناك الكثير .
نزلتْ ذات الخصل الداجية بتروي من على متن سيارة البانزر ، عدلتْ من قبعتها الدائرية ذات اللون الرصاصي بفتور والتفتتْ نحو الخلف باعين مضيقة مشاهدة خلفها الخال و متاففة عدة مرات ساعلة بتكرار كثر الدخان الصادر من احتكاك عجلات السيارة رحيلاً .
تنهدتْ وراحت تعدل من كتفها المنحني اسى ، تكدر جارة حقيبتها الكبيرة ، طالعتْ البوابة مع حرسها بجمود قبل ان تخرج الهوية الخاصة بهدوء ، اقتربتْ من احد العسكر وسلمته البطاقة طالعها الاخير بتفحص قبل ان يشير لها بضرورة الدخول سماحاً ، تجاهلتْ انظاره الجافية ودخلتْ لتستقبلها الساحة الامامية الواسعة ، معسكر أوشفيتس ،هو مجمع يضم أكثر من 40 معسكر اعتقال وإبادة أدارته ألمانيا النازية في الجزء المحتل من بولندا (في جزء جرى ضمه إلى ألمانيا عام 1939) خلال الحرب العالمية الثانية.
كان يتألف من أوشفيتز الأول وهو المعسكر الرئيسي (ستاملاغر) في أشفنشم؛ وأوشفيتز الثاني في بيركينو وهو معسكر اعتقال وإبادة بغرف الغاز؛ وأوشفيتز الثالث في مونوفيتز وهو معسكر عمل للمجموعة الكيميائية ، يعتبر مركزي والرئيسي. أصبحت المعسكرات موقعًا رئيسيًا للحل النازي النهائي للمسألة اليهودية.
تم ارسالها الى المعسكر الثاني ، هذا القسم تحديداً والذي يضم المعتقل الخاص بالقتل الغازي حسب ما سمعتْ ، لديها المعلومات اللازمة رغم ان التفاصيل مجهولة ، مكانها الجديد هو الثلاث خيم المخصصة للتمريض والحرس تقصياً احوال المعتقلين .
توقفتْ عندما لمحتْ بعيد الجنود الواقفين بعشوائية وضيقتْ مقلها بتحير من انظارهم الغير مريحة ، سفهاء ، اقرنت حاجبيها بثبات ومثلت البرود رغم داخلها الغير مرتاح مقتربة بتروي متوقفة ومتقصية باستفهام هادئ ، مختصر وراكز ، " اين الموقع الرئيسي للتمريض هنا ؟".
" اذا انتِ ممرضة جديدة ، خلف ذلك المعتقل هناك المقر المخصص لكم " ، رد الواقف بلهجة ساخرة مبتسماً بلا مبالاة نحو الواقفة بصبر ، اماءتْ وشكرته باستعجال بعد ان طالعها بكثافة مقلا قذرة ، الامر اسوأ هنا من المشفى الذي تعمل به ، الكثير من الجنود والقادة ، عملها هنا يقتضي على الحاجة السريعة ليس الا .
![](https://img.wattpad.com/cover/363617547-288-k136710.jpg)
أنت تقرأ
معسكر أوشفيتس
Romanceميكاسا آكرمان الممرضة والحارسة داخل معتقلات الإبادة للتطهير العرقي عام 1942 ، مجريات الاحداث تقودها الى مشكلة حلها الخلاص او الدمار فكيف تصور الاحداث الواقعية داخل المعسكر ضمن وجود النازية ؟ .