2 : القيد والحرية

168 5 19
                                    

هل يزهر الاقحوان في ضل الحرب ؟.

كانتْ ميكاسا تجلس لثوان مفكرة بعمق توجساً مقلاً قلقة ، اساس حضورها الى هنا غاية خفية لا يجب على احد معرفتها ، تقدمتْ الى هذه الوظيفة لتستطيع الولوج دون أشكال الى المعسكر ، حدث لغط ادى الى خطأ فضيع على اثره اخذتْ امها الى هنا .

والدتها مسيحية والمانية الانتماء فلا أشكال في الجنسية حتى تجلب الى هذا المكان ذو السمعة المعروفة وغير المعروفة مع هذا جرتْ الى أحدى الفروع ، لا علم لها ان كانت هنا ام في الاول او الثالث ، البحث بين الاف الناس مهلك خاصة وهي في الفرع الثاني وحيدة فما الحل ؟ هل ستجدها وكيف ؟ ، ان عرف أحد بغايتها ستسحب في المحرقة الخاصة - -الهولوكوست بدلاً عنهم كخائنة واسوأ .

تنهدتْ ذات الخصل الغرابية بحسرة ومسحتْ على شعرها حيرة ، من اين تبدأ حتى ؟ ، عنبر النساء ستراه بعد الظهيرة وهنا نقطة الانطلاق ، هل من الامن التحدث مع الاسرى هنا دون انفضاح اساساً؟ غير معروف فلا ثقة تتطاول اضافة الى هذا وضع آني المتأزم والكسيف وجعاً ، لا تستطيع حتى تخيل حجم المرار الذي ذاقته بتلك الايام ، انتهاك جسدها دون ارادة والروح هي الفاصل ، يحشر المسدس على صدغ جمجمتها اثناء الاعتداء لعدم اصدار اي صوت او مقاومة ، الشناعة التي تتطاول حتى تقرف الانفس تطبق وما هو اسوأ مختف خلف ظلال ملايين القصص.

امالتْ رأسها متكأة بيدها ضجراً وهماً لعدسات انزوتْ اكتئاباً ، المصائب لا تنتهي في الحياة ، منذ ان قامتْ الحرب على ارض الواقع وهي لن ترى ذرة من الصحوة رغم ان قبل الخلاف كانت الحياة تعيسة غير ان حالياً لا منفذ من البؤس، يوماً بعد يوم املها ينقطع ، الاحلام تندثر والنجاة وسط معترك العيش هو أول الهدف واخره ، مواصلة التقدم دون الالتفات هي اصعب القرارات ، مشاهدة المعارف يختفون يدكن حياتها أكثر ، الوحدة التي تتمكن من الروح دون سند وقت الشدة تجعل الانسان ذو عود قوي ، شرس وحاد وما اصعب اللين عندها .

رمشتْ بوعي كامل لشفه مسحوبة قهراً عندما سمعت طرق الباب ، نقلتْ نظرها المباشر الى من يقف عند المدخل ، تركتْ شفتها السفلية تعنيفاً غير محسوس ومالتْ نهوضاً بعد ان لاحظتْ الصمت السائد غير ان عدسات الثابت قد انمازتْ ، جرتْ رمادية العدسات الهواء بتمكن ونطقتْ بلهجة رسمية ، متحفظة وهادئة احتراماً كثيفاً ، " تفضل سيدي هل تحتاج الى أي مساعدة؟ ".

رأته يطرق رأسه جانباً قبل ان يرفع يده ويخلع القبعة مزيحاً شعره عن جبهته رافعاً خصلاته متحاوراً بصوت مبحوح ، هادئ ورزين ، " هل يمكنكِ خياطة الجرح ؟"، ركزتْ ميكاسا النظر مضيقة مقلها اهتماماً فرأت الشق الذي كان فوق حاجبه دماً سائحاً ، هناك واحد اخر حيث رقبته عندما جر الياقة متنفساً بعدم راحة جلية امامها ، يده كذلك عند التركيز ستجد ان زيه ملوث قليلاً عند الكتف لانهدال واضح رغم استقامة ظهره وانضباط جسده .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 12, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

معسكر أوشفيتسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن