-الطرِيق إِلۍٰ بارْمودَ-

136 27 16
                                    

زُقَاق مُظْلِم وَصوَّت عويل يَدوي كَأنَّه ذِئْب جريح يَشكُو أَلمُه،لَكنَّه فالْواقع لَيْس إِلَّا عُوَاء لِكلاب ضَالَّة تُندِّه على بعَضهَا بِإلْحَاح.

كُنْت أسير وَحِيدَة فِي ذَلِك الشَّارع وقد اِعتراني شُعُورٌ مُلِحٌ بِالرِّيبة والْهَلع.

يُخيَّل لِي أنَّ هُنَاك خُطوات تَتبُّع خَاصتِي فِي الخفَاء.

أَتلَفت يُمنَهً وَيُسرَهً ولَا أَلمَح شَيًْء،أَسرَع فِي مِشيَتي عَسايٰ أَخرُج مِن ذَلِكٰ اَلحَي اَلمعتِم اَلذِي يُثير وسْواسيٌّ لٌـ آخر فِيه إِنارة لَِعَل مَا يَسكُن أَيسَر صَدرِي تَخِف طُبوله عن العزْف فِي أُذُني وأطرافيٰ عَن الأرتِعاد.

لَكِن فَجأَة وَدُون سَابِق إِنذَار اِسْتقَرَّتْ قُمَاشَة بَيْضاء ذات رَائِحة نَفَّاثة على ثَغْر وَأنفِي سَرقَت الوعْي مَنِي رُوَيْدًا رُوَيْدًا حَتَّى أَلقَت بِي فِي غياهبِ اللاوَعْي المُقفَهرةِ دُون عِلمٍ لي بِما سَيَحصُلُ هُنَاك .

* * *

فِي صَبَاح اليوْم التَّالي اِشْتعَلتْ الأخْبار على القنوات التِّلْفازيَّة ومواقع التَّواصل وَكذَلِك الصُّحف.

أَخبَار تَتَمحوَر حَوْل ذَلِك الشَّارع المشْؤوم اَلذِي فقد فِيه العشرات وَجرَى فِيه طَائِل مِن التَّحْقيقات والتَّحرِّيات حَوْل مِن المفْتعل وأيْن الضَّحايَا لَكِن دُون أيْ جَدوَىً تَذكُّر.

لَقد لُقِّب ذَلِك الشَّارع ب " اَلطرِيق إِلى بارْمودَا "
كُنْيةً لَمنطَة مُثلَّث بارْمودَا،تِلْك اَلتِي شَهدَت الآلَاف مِن قضايَا الاخْتفاء كَذلِك دُون أيْ تفْسيراتٍ أو أيِّ ضَرُوفٍ طَبيعِية.

بَعْد أن فقد سُكَّان الأحْياء المجاورة ثِقتهم اَلتِي كَانَت تَتَلاشَى مَرَّةً بَعْد أُخرَى مع كُلِّ حَادِثة اِختِفاء تَحصُل فِي ذَلِك اَلحَي، قَررُوا جَمْع الأشْخاص وَكذَلِك عَزيمَتِهم لٖـ البحْث فِي الأمْر بِأنفهْسم.

اِنْتقَوْا مَجمُوعة مِن النُّخْبة فِيهَا الأذْكى والْأقْوى واتَّفقوا على لَيلَة اِتَّجهوا فِيهَا سَويَّة لِيخْطوا خُطواتهم دَاخِل ذَلِك اَلحَي اَلمهِيب ولم يَنسَى الخوْف غَرْز بَراثِنه فِي ألْبابهم.

‌يُتبٰع

------

-رأيكُم؟

-تَوقعاتكُم؟

في حِفظ الرَحمٰن.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"الطَࢪِيق إِلۍٰ باࢪْمٰودَ". حيث تعيش القصص. اكتشف الآن