سَارِع إليّ،

45 6 0
                                    


أَمام عتبة بيتي، خرج ثلاثة أو... أربع؟
بحنق، يَتَلون وجه الواحد منهم بالأصفر
لانهم فقدوا أعصابهم !
آخذين بقيادة سياراتهم الثلاث أو... الأربع؟
و فروا هاربين
و أنا على النافذة أتبع غيابهم بِنظري و أقول:
كَم هؤلاء محظوظين جداً
ليتني مثلهم، أغادر بيتي كأنه شيء لا يعنيني أبداً
المشكله كان أنه بيتي
و حتى إن أصلحو باب الغرفة،
فإنهم لم يكونو ليباتو هنا ليلة
ليتني مثلهم لست مجبر على البقاء بالبيت مهما بلغ مني الاختناق.
و أملك حُرية لِأرتحل معهم مِن بيتي.

************************************

قفزة للمُستقبل .

داخل أنبوبة الهاتف العمومي
تحمل يده سمّاعة الهاتف ينتظر رداً من أحدهم

بات‌َ صوت ترنيم الاتصال رتيباً
و مُطولاً حتى أَتاهُ أخيراً الرد مُخمراً، مُرتباً

" أَلوْ ، مَن المتصل؟ "

" أكياس العلف لم تعد تَصلح لِدواجن "

انتفض الطرف الآخر مِن مَضجعه سَريعاً
و ظهرَ هذا جلياً في سماعة الهاتف

ليردف و قد تغيرت نبرة صوته بِدهشة يَشوبها القلق

" فادي؟! "

" أجل ...
هل جيسو حولك "

" لا حول و لا قوة إلا بالله
الوضع سيكون خطيراً عليها،
أنت خير مَن يعلم هذا يا رجل
لا تُقحمها معك
الافضل ألا تقابلها، حتى لا يرتبط اسمك بإسمها "

" أَمُر بِوضع عاجل
أريد أن أسمع صوتها فقط "

تَنَهد مارك حائراً يفرك فَروةِ شعره
ثم هَدأ الاتصال فترة وجيزة بدون رد
و خطوات مارك في الممر تشغل سماعة الهاتف

أبان صوته و هو يُحادث جيسو بِشأن المتصل
، ثم مَسْكها للهاتف النّقال، جعل قلبه يضرب بشدة
كل ما يشعر بِه هو الخوف الآن
خائف مِن ردة فعلها، خائف كيف سيحادثها ثانيةً
بَعد هذا الوقت الذي طال
هل من الطبيعي أن يتحدث معها كالسابق؟
يشعر بشعور الغربة گأنها شخص لأول مرة سيعرفه
لكنه تشّبع بالألفة عندما ذكر مارك اسم جيسو

بادر بالحديث معها، مُطلقاً عليها الاسم الذي عَهِدَاه معاً في تلك الفترة
حينما ظلت صامتة

" كيف حالك، عائشة "

انهمرت دموعها بِصمت
و ترك هذا الخط الهاتفي كمقبرة
لا يحتوي على صوتها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Wattanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن