٢| مرة أخرى

61 15 135
                                    

«تفادي الخطأ لا يسمح للأخرين بعدم الوقوع فيه.»

استقمت واقفة بين أشجار الغابة الساطعة أسفل ضوء الشمس المختبئة خلف السحب، تجاهلت رائحة قطرات الندى التي غزت أنفي، وضعت يمناي على يدي اليسرى محاولة مني لإيقافها عن الارتجاف، متجاهلة أن يمناي ترتجف أيضًا. كانت الأجواء مظلمة والمطر يهطل بغزارة فوق رأسي بينما أتقدم نحو للأمام بحذر على الأرض المبللة، وأنا أراقب الغيوم السوداء التي تتجمع في الأفق وهروب قطرات الماء منها إلي.

لا أدري كيف لي بالاستيقاظ في وسط غابة الحي، شعرت بأنفاسي تتسارع وقلبي ينبض بسرعة والقلق يتراقص بين أفكاري، لا أعلم ماذا يحدث في حياتي التي أصبحت مظلمة لكني أعتقد أني عدت إلى الحياة مرة أخرى.

صوت ارتطام قطرات المطر على الأرض العشبية وتحطم أغصان الأشجار الملقية جراء مروري عليها ذلك ما رافقني، لا أقوى على التفكير أو ذلك ما أخشاه لأكون دقيقة.

سيارة دهستني مساء اليوم واستيقاظي في غرفة بيضاء تخبرني بأن أعيد المحاولة ثم وجودي في غابة إيستفورد التي لم أزرها قبلًا وكل ما أعرفه عنها أنها المكان الأنسب للانتحار والقتل.

ما اللعنة التي أنا بها؟

عند ابتعادي عن تجمع الأشجار ذاك اتضحت الرؤية جدًا، أستطيع رؤية منازل الحي من هُنا، حمدًا للأله أنني كنت على حدود الغابة.

اكملت سيري للأمام اجول بنظري في انحاء المكان الفارغة، في العادة يعم الصمت الحي اثناء اوقات العمل ومواعيد النوم الرسمية، وقفت ارفع رأسي تجاه السماء المتلبدة بغيوم كثيفة لاحظتها الآن، الرياح قوية في الارجاء تصدم بي كلما سانحتها الفرصة تنشر في جسدي بروده سببت قشعريرة قوية تأثرت بها نظرًا لخفة القميص والسروال القماشي اللذان ارتديهما.

أكره الشتاء.

أحتاج للعودة للمنزل ورؤية والداي وكل شيء سيصبح بخير، أنا متأكدة.

لففت يداي المرتجفان حول جسدي اتطلع لبعض الدفيء، أتنفس لتخرج أنفاسي تتشكل في الهواء مثل كرة ثلجية تتلاشى ببطيء، لماذا الجو سيء  هكذا؟ حركت رأسي لليمين ثم إلى اليسار اخرج الافكار التي تشتتني، تقدمت بخطى قوية على الأرض الممتلئة بالماء، اشق طريقي تجاه المنزل بنهاية الحي لكن كانت الرياح تعصف بشدة، لن أتوقف يجب عليّ الوصول إلى الوجهة قبل تدهور الطقس أكثر.

حجب رؤيتي مرور جسد مألوف لي، فتى طويل القامة يحمل تعابير مستاءة، رمشت بسرعة اناديه: «مايكل!»

عند وصول صوتي إليه استدار تجاهي ليبصر حالتي المزرية سرعان ما أن اتسعت عيناه دهشةً ليصيح: «أيسل ما حالتك تلك!» لم ينتظر اجابتي يخلع معطفه يقترب مني يلفه حول جسدي، استجبت له ارتديه على عكس عادتي ارفض ملامسة اشياء الآخرين لكن أنا احتاجه فقد اوشكت على التثلج.

مرة أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن