-السعادة!!.

0 0 0
                                    

-لماذا تتحدثي كَـعجوز بالخمسينات؟ لأنني مررت بالكثير والكثير لأصبح ما أنا عليه الآن جميلة وعقلانية وهادئة من الخارج ، لكنني حقًا عاصفة داخليًا أنا آمل نفسي كل ليلة محطمة في سريري فقط لأقاوم في الصباح الباكر من أجل أن تروني بمنظري هذا ، الأشخاص كَـتقلبات امواج البحار تارة هادئة وتارة تعصف بكَ وتغرقك في محيط هادئ، تمامًا مثل العالم الذي تعيش به.. ذهبت مسرعة ناحية المتحف لترى رسمات رسّامها المفضل ليوناردو دافنشي ومن أشهر رسوماته الموناليزا..تلك الفتاة العاشقة للكتب والقراءة وأشهر الكتابيين الذي تحبهما كانا فيكتور هوغو ومن أشهر الكتب والذي أصبح كرتوناً هي البؤساء الذي ينعرض في سبيستون هذه الأيام،  يحكي عن فتاة فقيرة تحملت قسوة العالم الخارجي بقلب ضعيف مرهق وجسد ذابل بعد وفاة والدتها التي تعبت كثيرًا ، فأصحبت خادمة لعائلة تستبدُها وتشتمها بين الحين والآخر،كانت تتعرض للتعذيب والمعاقبة لأسباب تافهه، لم تكن تملك اصدقاء فأصبح الأبن الأصغر لتلك العائلة صديق محبوبًا لها تشعر بالسعادة والطفولة معه ومن ثم تعود إلى كئآبتها ، بعد مرور من الزمن أتاها رجلًا لطيفًا وعد امها أن يعتني بها قبل وفاتها ، لقد بدأ بالبحث عنها حتى وجدها ، وجدها ذابلة العينين رغم ابتسامتها الظاهره على محياها ، طفلة صغيرة لم ترى من الحياة سوى عذابها ، اخذها وقام بتربيتها حتى
كبرت الفتاة وصار الجميع يحبها بسبب حياؤها ولطافتها الجميع حقًا اطفال وشيّاب وشباب وفيتات.
ذات مرة كانت تمشي مع هذا الرجل في أحد الأزقة فـرأت شاب جميلًا للغاية وخجولًا بعض الشيء اعتقد انه الحب من أول نظرة؟ لم تستطيع سوى النظر إليه مُطولًا ، لقد مرت على هذا الحال لشهر كامل وأنعجب بها الشاب وعندما قرر مصارحتها بشأن مشاعره ناحيّتها لم تأتي الفتاة في تلك الليلة فقلق الفتى عليها ولم تفارق عقله ثانية ، هي أيضًا كان بالها مشغول به وكانت تنتظر اليوم الذي ستخرج به حتى تُلاقيه وتخبره عن مشاعرها نَحوه ، جاء هذا اليوم وخرجت الفتاة من منزلها متجهة إلى الحديقة التي ترا فيها الفتى دائمًا وحمدًا للإله كان موجودًا وفي انتظارها مستعد لقول كل شي يخبئه لأجلها ، تقدمت نحوه وتبادلا أطراف الحديث حتى أستجمع الشاب شجاعته وأخبرها ؤ لم تستطيع الفتاة أخباره كونها خجولة بعض الشيء فأنزلت رأسها قليلًا ولم يستطيع الشاب إبعاد مقلتيه عنها وعندما أراتد استجماع كامل شجاعتها أتاها أباها فذهبت إليه مسرعة بعد أن ودعت فتاها الذي هي متيمة بهِ ، عند اقترابهم من منزلهم قررت الفتاة إخبار أباها بشأن إعجابها بالفتى لكن فاجأها أباها بصراخه عليها -خوفًا- لما كنتِ مع الفتى غريب الأطوار ، لا تكذب الفتاة خافت بعض الشيء لكن شعور الفرح والفراشات التي تدغدغ قلبها الان لن تجعلها تعكر مزاجها ، ذهبت نحو غرفتها وتقدمت إلى الرفوف تأخذ كتابها وتبدأ بقرائتهِ حتى سمعت صوت حجر يرمي من الخارج نحو نافذتها، استقامت منفزعة نحو النافذة لترى من يكون هذا لكنها لم ترى شيء ! فقد كان الفتى مستخبي في مكان لا تراه ، اذهل للحظات حينما رآها وبعد ذلك توجه ناحية منزله الذي يكون في الجوار:
-ياصديقي ما الذي تفكر بهُ لجعلك تبتسم لم أراك تبتسم هكذا منذو فترة؟.
-لقد رأيت فتاة وأعجبتُ بها واليوم حصلتُ على عنوانها ولكنني أخافُ والدها ذو شخصية قوية وصلبة المنظر لكنهُ مع طفلتهُ يبدو شخصاً أخر كنت اراقبهم من فترة ليس ببعيدة ولكنني أسرتُ بتلك الفتاة الخجولة ذات المظهر الرائع وشخصيتها الجميلة المرحه لقد كانت تلهو وتلعبُ مثل الأطفال الصغار بينما تنظر إلى والدها بسعادة وتحادثهُ بمختلف الأحاديث الجميلة كأنها لوحة فنية لا يستطيع أحداً أبعادُ أنظارهُ عنها..جميلة جداً!!.
-صباح اليوم التالي ذهبت الفتاة لأبيها: مرحباً هل يمكنني الحديث بشأن ذاك الفتى؟ أنهُ معجباً بي وأراد أن يحادثك بشأننا وأنهُ خجول وخائف بعض الشيء هل تستطيع الألتقاء بهُ اليوم؟.
أبنتي أصبحت كبيرة جداً لتختار زوجاً لها بنفسها كم هذا رائع كم تمنيت أن تكون والدتك هنُا وتنظر إلي أبنتها الجميلة وتكن بجوار أبنتها عندما يأتي من يطلب يديها لقد مرّ العمر سريعاً وأصبحتُ عجوزاً سوف أطمئن عندما تكونين بقرب من تحبين ياعزيزتي..
-لم تتمالك نفسها وأرتمت بين أحضان أبيها تبكي أبي لا تقل هذا أنني أبنتك وسوف أكون بجوارك دائماً ولن يبعدني عنك أي شيء هل تستطيع الفتاة أن تنسى من رعاها وأهتم بها,وحماها,وخفف عنها إلى أن كبرت وأصحبت بعمر العشرين؟.
أبتسم أباها ونظر اليها بعيون دامعه فخوراً بأبنته الجميله التي قام بتربيتها فخور جدًا بها..
بعد مرور بضع ساعات ذهبت الخادمه لفتح باب المنزل لترحب بخطيب السيدة الصغيرة والذي تعتبرها أبنتها الصغيرة:
-مرحباً سيدتي
ذهب الفتى للداخل والقى التحيه لوالدها وجلس مقابلاً لهُ وتحادثا معًا ، وأعجب والرجب بهُ وعندما أحتضنهُ قال لهُ ستكون أبنتي أمانهُ لديك فأنها أغلى ما أملك حافظ عليها أن لمُ تستيطع ذات يوم أن تحافظ عليها أعدها إلي أبيها وسأكون مموناً لك أندهش الفتى قليلاً عندما رأى حب والدها اليها كأنها جوهرتهُ الذي يخاف ضيعاها كثيراً وعندما أنحنى لهُ  مودعاً أباها..
-أعدك ان كان الوعد يطمنك أنني سأكون حافظاً للهدية الذي أهديتني ياها.
أبنتهُ الذي كانت بالجوار عندما سمعت حديث والدها مع خطيبها لقد فرحت كثيراً وسعادتها نابعة ما بين أهداب عينيها الجميله ذهبت لوالدها تشُكره لأعطائه فرصة,لم تنم تلك الليله وعندها تذكرت رسالتهُ لها لكنّك أول إمراة تعجُبني وأحبها,أول منّ أجُن معها لهذا الحد,أول من أضحك معها وأبكي بسببها,أول منّ يشاركني صوتي,صمتي,قهوتي,الأغاني ولن يكون لي من بعدهُ رغبه أو شغف,ستكونين دائماً مدللتي وجميلتي الرائعه,ستكونين دائماً بلادي وغربتي الأخره,ستكونين عالمي وأول الساكنين بهُ ولن يكون هنآك سواك..جميلتي أنتِ امراة شاماتُها نقطة تجمع النظرات الشاردة!!.
ذهبت بسبات نومها العميق تستحق تلك الفتاة الجميلة الفرحة بعد تلك الذكريات المؤلمه الدي خاضتها طويلاً,لتذهب بالنعيم الذي أنتظرتهُ.. بعدّ مرور أسبوع زفافها من الشخص الذي أختارهُ قلبها لتعيش بنعيم حبّهم لتعانقها السعاده بالقرب بمن أحبتهُ بروحها..حضن كفين يديها بين يديه فقال لها مَعُ إمرُاة حَنونة مِثلك يُولد الحُب مكُللاً بالعِناَق..أنحنى لها مثل الأمير طالب أميرتهُ لساحة الرقص..تتميل أجسادهم مع نغمات الموسيقى الهادئة لقد كنّا جميلين كالفراشات المضيئه,تنتهي الأمسية الجميله بحضن أبيها مودعتهُ قاله لهُ وأنا الذي تحبك يا أبي حباً لو غطاها ليلٍ عتيم لبَقِى واضح..لقد رأيتك مثل جبل كبيراً لتعلم أنني أفتخرت دائماً لكونني أبنتك..عندماً أبتعدت من حضن أبيها آتاها صوتهُ الدافئ أنتِ زهرتي يا عزيزتي وأنا أنمو بك..مررت يديها الصغيره تمسح دمعة أبيها با أبتسامة الدافئه سأشتاق اليك,رجاءً أهتم بصحتك من أجل أبنتك وسوف أتي اليك للأطمئنان عليك..بعد مرور سنتين أنجبت طفلاً أسمتهُ بأسم والدها الذّي حمل حفيدهُ بين كف يديه لتدمع عيناه بالسعاده ليرؤية أبنته أماً جميلة ورائعة وبين أحضناها طفلها وبالقرب منها زوجها..أبتسم لأبنتهُ أبنتي لقد تمنيت كثيراً أنو تتوسط والدتك حدثينا لترا مدى سعادة أبنتها أخبرتني قبّل موتها أن أعطيك رسالتها الأخيره تمنيت حقاً أن تذهب لتلك البلده لتراك وأن تتوسطي أحضانها قبل أن يأخذها المرض:أبنتي إليك دايماً إلى خطواتك الذي تكبر يوماً بعد يوم لتصل إلى ما تريد لقلبك الذي عرفتهُ منذ الصغر وأنا أشعر أنّ المسافات كذبة لأنه محبتك تحاوطني دائماً إلى روحك الجميلة والمرحه الذي أحببتها دوماً إلى أبتسامتك الرائعه..يليق بكِ أنّ تكوني ضوءاً لا ينطفى,أن تكوني ورداً لأ يموت,وماءٌ لا يجُفّ,يليق بكِ أن تكوني كلّ الأشياء السعيدة التي لا يمكن أن يعبرها الحزن يوماً ما..أمسكت بها بقوه ولم تتوقف دموعها
-أبي أنني أفتقدها كثيراً أريد أخبرها ما الذي تحملتهُ بغيابها أريد أن أشكي لها عن هذا العالم الذي مررتُ به وأنا أتعثر بخطواتي دون لأشياء الذّي تمنيت يوماً أن تكون موجودة وتلك الأشياء الذي تمنيت قرّبها لقدّ كانت أمي يا أبي هل تعلم ما القسوة الذي تحملتها من أولئك الحمقى..لم أضحك مثل أولئك الأطفال الذي رأيتهما مع والديهما لقد رأيت سعادتهما وصوت ضحكتهما العاليه وحُب عائلتهما وصرخات أصدقائهما وصوت الألعاب من حولهما لقد عانيت كثيراً لكنني تحملت الكثير للوعد الذي عطتني والدتي..تمنيت أمّي دوماً يا أبيّ..أمسّك وألدها يديها بكفّ يديه أبنتي أرجو أنّ تتنعمين بظٍل زوّجك الدافئ أن تشرق الشمس نورها حيثما تذهب خطاكِ وأن تتشكل السحب مطراً أينما ذهبت بك الطرق أتمنى أن تستمرّ هذّه الضحكه الحنونه مثلما عرفتها أن يظلّ صوتك الذي يمنح الحكايات لوناً مُفعماً بالحياة إلى نهاية أيامه..أبتسمت لحديث والدها ذهبت اليه مسرعه معانقتهُ وصوت ضحكتها السعيده مثل الموسيقى الهادئه أخدها ذاك العناق الذي يهدأ فيه كلّ شيء,أكملت تلك الفتاة نيفلا ذات العمر خمسه عشر أخر سطور كتابها تنهدت بالراحه يالها من معاناة تستحق تلك الفتاة الصغيره السعادة..يجب عليك أن تعلم يوجد طريق للسعآدة بعدّ الحزن الطويل والأهم من ذلّك آلصبر والأيمان بمن حولنا حتى وأن أصبحُ ذكرى جميلة..
———————————————————————
-أتمنى أن تنال أعجبابكم🤍!.

حدِث بَلا قيوُد .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن