1.حياة يومية

24 1 0
                                    

في مدينة "ألديرسك"، حيث تمتزج فيها أضواء المدينة بظلام الليل، تبدأ قصتنا بليلة عادية في مستشفى "روزمونت"،    ترتدي المباني الطبية الضخمة والقديمة في هذه المدينة الصغيرة مظهرًا مقبولًا، ويشعر الناس بالأمان والحماية تحت ضوء القمر.
وسط هدوء غرفة العمليات  ، وقفت  إيليز،  مستعدة لإجراء عملية دقيقة. كانت ترتدي الزي الطبي، ووجهها الجاد كان يعكس التركيز الشديد والاهتمام بكل تفاصيل العملية المقبلة.

"أعتقد أننا جاهزون للبدء،" قالت إيليز بصوت هادئ متماسك، مما أدى إلى تهدئة أعصاب الممرضة المساعدة التي كانت تقف إلى جانبها.
"نعم، الأدوات جاهزة والمريض مستقر."
"جيد، أعطيني المقص، من فضلك."
"هل تحتاجين إلى أي شيء آخر؟"
"لا، شكرًا. بدأنا."
وأثناء سير العملية، استمرت إيليز والممرضة في تبادل الحديث بينهما، حيث تنقلن بين الإرشادات الطبية والمزاح الخفيف لتخفيف التوتر. كانت إيليز تظهر قيادتها القوية والثقة في مهاراتها الطبية، بينما كانت الممرضة تستجيب ببراعة لتوجيهاتها، مما أدى إلى سير العملية بسلاسة ودقة.
وعندما انتهت العملية بنجاح، تبادلت الاثنتان ابتسامة راضية، علامة على التعاون الفعّال بينهما.
"عمل رائع،" قالت الممرضة، وهي تمد يدها لتهنئة إيليز على العملية الناجحة.

"شكرًا لك،" ردت إيليز بابتسامة، معبرة عن امتنانها لجهود الفريق. ثم، وبعد لحظة من التأمل، عادت إلى تركيزها على العمل الطبي المقبل، حيث كانت تعرف أن هناك المزيد من الحياة تنتظر الإنقاذ والرعاية في مستشفاها.
بمجرد خروج إيليز من غرفة العمليات، وجدت مالك  ينتظرها في الردهة،  و هو رئيس الممرضين ، و قد تتسائلوا لماذا أتى بنفسه فبما انه الرئيس كان بإمكانه ارسال اي احد آخر. مالك صديق ايليز منذ صغرها، فهم لا يعتبروا أصدقاء بل اخوة. كانت علاقتهم فريدة من نوعها، فهو لم يكن كباقي اصدقائها الذكور كان شخصًا مميزًا بالفعل، يتميز عن غيره بقلبه الطيب وحسه العميق بالمسؤولية والرعاية. كانت إيليز ترى فيه الصديق المخلص والزميل المثالي، الذي يمكن الاعتماد عليه في أي وقت وفي أي موقف. كانت العلاقة بينهما تمتاز بالقرب والثقة،  مالك كان يتميز ببعض الصفات والسلوكيات الأنثوية، مما جعله مختلفًا عن الرجال الآخرين. كان يظهر اهتمامًا بالتفاصيل والمشاعر، وكان يتصرف برقة وحساسية تجاه الآخرين. كانت هذه الصفات تجعله شخصًا فريدًا ومميزًا في نظر إيليز، وتعزز العلاقة القوية بينهما.  تبادلوا التحية، ثم سألت إيليز بفضول: "هل هناك شيء جديد؟"
"نعم، هناك بعض التطورات. هناك حالتان جديدتان تحتاجان إلى اهتمامك."
عبّرت عن قلقها: "ما هو الوضع؟"
أجاب مالك  بصوت مطمئن: "لا تقلق، الحالتان تتحسنان بشكل جيد. لكنني أردت أن أخبرك بهما لتكوني على علم."
" حسنا،سامر  بهما"
......................................................................
يرتدي آياز ملابسه البيضاء الطبية بثقة وهو يتجول في أروقة المستشفى في تلك الليلة الهادئة. يبدو عادياً، لكن هناك شيئًا غامضًا في نظرته، كما لو كان يحمل عبئًا ثقيلاً. يتجه إلى مكتبه حيث يفتح ملف المريض الذي تم تشخيصه بمرض نادر، ويبدأ في دراسة حالته بعمق. بينما يستعرض آياز ملف المريض، يجده مليئًا بالتفاصيل الطبية المعقدة والنتائج المخبرية المتنوعة. يراجع بعناية تحاليل الدم والأشعة التي تُظهر تدهورًا في وظائف أحد أعضاء المريض الحيوية. يلاحظ  تعقيدات الحالة ويستنتج أن العلاج اللازم يتطلب تدخلًا جراحيًا فوريًا.
بينما يتفحص الملف، يتأمل  في التحديات الطبية التي تواجهه ويبحث عن الحلول المناسبة. يعلم أنه يجب اتخاذ القرارات الصائبة بسرعة لضمان سلامة المريض ونجاح العملية الجراحية المقبلة.
طرق الباب، و إذا به مانويل ،صديق آياز الوحيد و الابدي، و هذا يعني انه مصاص دماء هو الاخر
مانويل هو شاب طويل القامة، يتمتع بإطلالة جذابة وساحرة. تتسم ملامح وجهه بالحيوية والنشاط، ويتناغم ذلك مع عينيه البنيتين الساحرتين. يتميز بشعره الأسود القصير الذي يضفي على ملامحه لمسة من الجاذبية والجاه. يبدو دائمًا مستعدًا للمزاح والمرح، حيث ينبعث منه طاقة إيجابية تنعكس في ابتسامته العريضة ونبرات صوته المليئة بالحيوية. يتمتع مانويل بحس الدعابة الذي لا يمكنه أن يكون جديًا لفترات طويلة، ويجد دائمًا طرقًا لإضفاء الفكاهة على الأوقات الصعبة.
"حسنًا، دعني أخمن، هل تحتاج إلى مساعدة في التخلص من جثث الموتى؟
" لا"
" هل تحتاج إلى مساعدة في تحويل الماء إلى دم؟ أم أنك تفضل البقاء مرتبكًا لبقية الليل؟"
" توقف، مانويل "
" حسنا حسنا، يبدو أن احدهم منشغل في إيجاد حل لمشكلة ما و لا يتقبل المزاح "مرة أخرى""

Sun Of Darkness - شمس الظلام Where stories live. Discover now