I became the Omega emperor

الحرب

Enjoy 💙

كانت امراة لا كهلا و لا عجوزا لكن اثقلها الهم في قلبها و ارهقها حتى طال ملامحها الوضاحة و سرق شبابها اليافع
بكف تحمل رضيعها و آخر يمشي على قدميه يجرها من ثوبها لاعبا ضاحكا جهلاً بقسوة الايام و مرها
بيدها الآخرى تحمل دلوها الفارغ تصبو نحو نهر اغاريس العظيم الذي يشقها من منتصفها و حتى الأخدود الكبير

تختطف الدمع بثوبها بسرعة لا تريد أن يشعر صغارها بالحزن لدمعها
لكن ماذا تفعل هي الأرملة التي تسعى إلى الماء سعيا و هذا هو الشئ الوحيد الذي تستطيع أن تقدمه لاطفالها الآن
لم يبقى لها قرش واحد و لا عمل بسبب الكساد الناتج عن أمد الحرب التي استمرت لثلاثة أعوام
لا خبز تملك لا مرق لا لحم لا بصل
بلا لا حطب و لا فحم و لا  غاز !
إلى أين تذهب و بمن تستعيذ !

تنهدت بثقل و هي تمضي في طريقها حتى إذا انحنت على الضفة لتملأ دلوها فلمحت عيناها ظلالا سوداء طويلة تجانبها ابتلعت و هي ترفع راسها ببعض القلق لتتبينهم..

حراس المملكة من الشرطة العسكرية
لكن ماذا يبتغون منها ؟ نظرت لهم مستفسرة فتقدم أحدهم و قد بدى الحديث ثقيلا على لسانه خجل منه غير قادر على اخبارها وقد شاهد الأسى في وجهها لا يحتاج إلى المزيد

" يُمنع على اي احد منذ اللحظة أن يأخذ من مياه النهر دون دفع ضريبة الماء بأمر من الإمبراطور "

شحب وجه الأرملة و سأل ماء عيونها بشكل منكسر طفلها يمسح على خدها بكفه الصغيرة ارهف قلوب الحاضرين أمامها و هي تتمتم بصوت خافت

" ضريبة ... على الماء ؟ "

ما اجابها الحارس و ما كان له قوة فقط أعرض عنها و وقف كالتمثال برفقة رفاقه يسدون مجرى النهر عن الظمآنين و الجوعى الذين كان الماء هو قوتهم الوحيد و حتى هذا اُقتلع منهم

يجلس بخيلاء بهالة سوداء على عرش مهيب كان له ذلك الحضور المثقل الذي يرهب جميع من حوله
بشكل يتناقض مع رقة ملامحه
إمبراطور اغاريس الاوميغا كيونغسوو جوفيل دي اغاريس

يخلف ساقا على الاخرى يطمر في وجهه معالم النفرة و البغض مرتديا قناع البرود الملول اليوم
ملتحفا بدلته السوداء التي تنبس عن فخامة و أناقة كما العادة
و بين انامله يستقر كأس من النبيذ الأحمر القان و فاخر يلاعبه ببطء و يرتشف منه يستشعر طعمه اللاذع
يحدث عن بذخه في ظل ظروف مملكته القاسية غير ابه بالشعب او ما يطالهم من جوع