جالبة الخراب الدمية المهجورة

151 73 85
                                    

تجري أحداث قصتنا في الرابع من أيار،حين كانت السيدة أليسون تتفقد الأقسام في ميتم لون وير،كانت تفتح أبواب الغرف في كل طابق من الطوابق الثلاث، فتلقي نظرة على الأيتام في منتصف الليل.

وعندما كانت تتفقد الطابق الثاني رن جرس الباب،فتسائلة:من ياترى سيزورنا في هذا الوقت المتأخر من الليل؟ بدأت ترتب شعرها وملابسها أمام المرآة المعلقة في الحائط ضنا منها أن الزائر أحد الأغنياء القادم لتبني أحد الأطفال.
ولما فتحت الباب،وجدت فتاة بيضاء ذات شعر أحمر مغطى بالثلج،فسألتها مندهشة: مرحبا،من انت؟لكنها كانت تعبة للغاية فسقطت مغما عليها.

كانت ليلة باردة، ولم أستطع تذكر ما حدث بعدها. وعندما استيقظت وجدت نفسي مغطاة فوق السرير في غرفة دافئة،ثم استدرت فوجدت السيدة أليسون جالسة على كرسي خشبي تقرأ كتابا.
كانت تبدو في الخمسينات من عمرها بسبب التجاعيد التي في وجهها،ذات شعر بني تتخلله شعيرات بيضاء متفرقة، فنظرت إلي ثم قالت:
- هل استيقظتي؟حسنا لا تخافي لقد إتصل بي السيد جيمس وأخبرني بكل شيء،كان خائفا عليك،يمكنك البقاء في هذا الميتم إن أردتي، لكن يجب عليك أن تعلمي أن لكل شخص مهمته،وكما أنك تبلغين ثمانية عشر عاما،ومن واجبك القيام بذلك مثل جميع الذين في سنك،وغدا سنتكلم في الأمور الأخرى،أما الأن فستصطحبك المرافقة لغرفة نومك.

وكما تعلمين نحن لن نوفر لك غرفة خاصة،لأن هذا ميتم،وعدد الأطفال يتزايد يوما بعد يوم،ولهذا ستنامين في غرفة تحتوي على تسعة أطفال.
- هيا ساعديها يا سطيلا.
غادرت الغرفة متجهة نحو الدرج محدقة في النوافذ الكبيرة في الرواق الطويل والأبواب الكثيرة،ولما وصلت إلى آخر غرفة في الطابق الثاني والتي سأنام فيها،سمعت صوت بكاء منبعث من الطابق العلوي. ثم دخلت الغرفة غير مكترثة للأمر،وأخبرتني المرافقة أن مكان نومي سيكون في السرير الفارغ تحت النافذة، وعلي ترتيب حاجياتي قبل النوم ثم غادرت.
بدأت أمشي في الغرفة المليئة بالأطفال النائمين فوق الأسرة المصطفة بانتظام والنوافذ الثلاثة الكبيرة والمغلقة ورتبت أغراضي ثم نمت.

الفقر لعله الدافع الرئيسي لإرسال معظم الأهالي لأطفالهم إلى دور الأيتام،والظروف الصعبة والقاسية التي تمر بها تلك الأسر ولهذا فهم يجدون أن الميتم هو المكان الأنسب لإعالتهم وتوفير ظروف جيدة لعيشهم.

وفي الصباح الباكر استيقظت فلم أجد أحدا،فبدأت أتقلب من ناحية إلى أخرى فوق السرير ثم نهضت من مكاني.كان الجو غائما وأحسست بصداع في رأسي، فأخذت أمشي في الغرفة منغمسة في التفكير وأنا أمشط شعري،وعند إنتهائي بدلت ملابسي ونزلت إلى الأسفل ثم سألت المرافقة عن غرفة الطعام واتجهت إليها.

وعند دخولي وجدت المكان فارغا فأخبرتني الطاهية ماري أنني تأخرت في الإستيقاظ وقد انتهى وقت الفطور وذهب الجميع إلى الصف،لكنها قدمت لي بعضا من الخبز والحساء وأعلمتني أن من يتأخر لا يحصل على طعامه،لكن لا بأس هذه المرة لأنني لازلت جديدة ولا أعرف القوانين بعد،و يجب علي أن أتجه إلى مكتب المديرة بعد انتهائي.

جالبة الخراب الدمية المهجورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن