طلعت من غرفتها ...ناظرت أبوها لثواني وبعدها تقدمت بتردد وخجل ...ابتسم لها وهو يؤشر لها: تعالي يا خزامى!!
اقتربت منه وقبلت رأسه بابتسامة خجوله: عساك طيب يبه!!
هز رأسه بملامح مرتاحه: بخير يا بنتي ..كيف تجهيزاتك للزواج!!
قبل ما تنطق حس بملامحها مترددة بالكلام.. وباستفسار نطق: تكلمي وش فيك؟!
بتردد نطقت وهي تشوف نظراته الي تحثها على الكلام: يبه ءءء أنا اقول لزوم بالاول الرجال يشوفني وهذا حقه الشرعي ...
قاطعها بتردد: بس
نطقت بضيق : كذا على البر أفضل!!..لزوم يعرف إني عرجاء!
سكت للحظات وهو يفكر بالموضوع....تنهد وهو خايف إن طلعت له يكنسل الزواج ..طول المدة الماضية منعها تطلع من باب البيت حتى ما يشوفها ...وبحزم نطق: ما له داعي يا خزامى ..هو ما طلب يشوفك ...لو كانت هذي الامور تهمه كان طلب هالشيء ...وبعدين انت اضحيه حتى تكونين خاليه من العيوب ...انت لا تشغلين بالك ...اكيد رح تعجبينه مين يشوف هالقمر وما يحبه!!!
ابتسمت بمحبه لابوها وهي متأكدة إنه جالس يعطيها معنوية...وواضح هالرجال مغصوب عليها .. اكيد انحرج من أبوها ومن رجال القرية بعد ما ساعدوه....
نطق أبوها وهو عاقد حواجبه: أمك للحين ما رجعت؟!
هزت رأسها بالنفي..وبملامح دافئة نطقت: اجهز لك شيء يبه تاكله؟!
تمدد على طوله وهو ينطق برفض: ما ابغى شيء ...لا تطلعين برا البيت باي لحظة يرجع الرجال للبيت!!
هزت رأسها : إن شاء الله يبه!!
**
**
***
يوم الزواج جالسه بالغرفة وتناظر نفسها بتقييم ..عبست ملامحها والتفتت على امها : أحس حاطين هنا كثير
وأشرت فوق عيونها!!
ام خزامى اقتربت منها: ليه كل هالقلق يا خزامى؟!
ناظري نفسك مثل القمر!
ابتسمت مجاملة لكلام امها...وناظرت نورة الي دخلت وهي تتكلم بسرعه: كل حريم القرية هنا .. تأخرت عليهم!!
خزامى نطقت برجاء: تعالي يا نوره خففي من هذا
قاطعتها ام خزامى بحزم: ما تغيرين شيء ..والحين رح نطلع للحريم تاخرنا عليهم!!
نورة مطت شفتها وما عجبها نبرة ام خزامى ....وقفت جنب خزامى ومسكت يدها: يلا يا عروس!!
ناظرت خزامى امها للحظات ... بعدها تحركت لما هزت امها رأسها بالرضى!!
مر وقت جلوسها قدام الحريم وقلبها يطق طبول ..خايفه من القادم ...مطت شفتها بضيق وهي تشوف نغزات بعض الحريم ... متأكدة ينغزون عليها وعلى شكلها...نزلت نظرها للأرض بضيق وهي تشوف أغلب عيون الحريم على نورة ... وكأنها هي العروس ..سرقت الاضواء منها ...تحس نفسها جدار ما احد معبرها!!
ما تلوم حالها يوم كرهت القرية من صغرها ...مقياس تقييمهم للناس بالجمال مقرف..
عندهم مقاييس ومواصفات للعروس غريبه وعجيبه..لزوووم تمون مثل الاضحية ما فيها اي عيب خلقي!!
تحسست جبينها المليء بالحبوب من اثر المراهقه...يرعاها وتبغى تفركه ..بس مع هالمكياج تحس نفسها مكبله!!
متى تنتهي هالمراسيم وتغسل وجهها ....
بعد وقت طويل كان بالنسبة لها انتهت مراسيم الزواج ...والحين جالسه مع زوجها بعد مغادرة الجميع....مو قادرة تسيطر على دقات قلبها ....يدينها ترتجف وبأي لحظة تحس انها رح تفقد الوعي!!!
جالس يناظرها ببرود منزله راسها وباين عليها ترتجف ... للحين ملامحها ما هي واضحه له ...ما يعرف كيف يتصرف ...تنحنح وبعدها نطق: كيف حالك يا خزامى ؟؟!
رفعت نظرها للحظات وسرعان ما نزلتهم وبنبرة خجوله نطقت: الحمد لله!!
سرعان ما احتضن رأسه بيدينه بقوة والصداع داهمه اول ما شافها !!!
مو قادر يتحمل الصداع ...يحس رأسه رح ينفجر بأي لحظة ....ويصدر أنات خفيفه!
ارتعبت لما شافت حاله كذا ...وبداخلها تردد" يا حسرتي انخرع من وجهي" وبصوت متردد نطقت وهي تقترب منه: بسم الله عليك..بسم الله عليك
رفع رأسه بعبوس من شدة الألم ...ناظرها وهو يحاول يبعدها عنه بطريقه مهذبه: أنا بخير ...ارتاحي انت!!
حست على نفسها وبحركه سريعه رجعت لمكانها وهي تنطق باحراج : انا أسفه خرعتك!!
قلت لأمي ما له داعي لذي الخرابيط على وجهي ..الله يسامحها أصرت عليهم!!
سكتت باحراج لما انقطعت الكلمات وما عرفت وش تكمل ...رافقها الضيق وهي تحس إنها تكلمت بكلام ما له داعي!!
تنهد بعبوس وهو يناظرها بصمت للحظات ...يحس نفسه شافها من قبل بس ذاكرته ما تسعفه...طرد الافكار لعله الصداع يخف ...وبنبره ثقيلة نطق: لا تهتمي أنا يداهمني الصداع من فترة لفترة ... وما شاء الله عليك جميلة
سكت عند هاي الكلمة وهو يشوف انحراجها ..كان يبغى يقول لها جميله بأخلاقك...بس الظاهر ظنته يمدح شكلها...زم شفته بضيق الحين عرف سبب عرض أبو خزامى الزواج عليه من ابنته ...ما لقى احد يقبل فيها ...وهو الغبي الي تدبس فيها بكل سهولة...وهو مستغرب من شهامة الرجال يوم زوجه بنته وطول الوقت يمدحها وإنه ما يبدلها بكل كنوز العالم ...وبالاخير اعطاها إياه ببلاش حتى يخلص منها ....يعني المفروض ترك له حق القبول او الرفض بعد ما يشوفها!!
يعني بعد ما فقد اهله يكون هذا العوض عنهم ...استغفر بداخله على هالكلام ما يصير يعترض على اقدار الله.
نزلت نظرها باحراج بعد كلمته مع انها متأكدة إنه يقولها مجاملة ...رفعت نظرها مرة ثانية وهي مستغربه من نظراته المسلطه عليها ...حست بالضيق ما تحب احد يناظرها كذا ...نسيت نفسها ونطقت بتسرع: ابو الشباب مضيع شيء بوجهي ؟!!
حرك رأسه متفاجىء من كلامها وجرأتها ...وبزلة لسان نطق: مضيع نعالي!!
حست بانتكاسه من رده ...مثل ما توقعت منصدم من شكلها وواضح إنها ما عجبته ....واكيد للحين ما اكتشف انها عرجاء...حاولت تتحكم بملامحها بعد كلمته ... لذي الدرجة تشبه النعال حتى يقول لها كذا؟!
هذا مع المكياج ..لو يشوفها بدون مكياج الا يفقد الذاكره ...
تندم على كلمته ..هذي وبعدها عروس يقول لها كذا ...وبترقيع: انا امزح معك !
هزت رأسها بتسليك طول عمرها تسلك للناس من هذي الناحية ما وقفت على أبو الشباب... وبنبرة جدية نطقت : انا ادري ابوي احرجك بالزواج مني ...واضطريت توافق وانت جالس في بيته ما هي حلوه بحقك ترفض ... انا اعتذر واعتبر
حس بالحزن والشفقة عليها وواضح إنه كسر بخاطرها ....قاطعها حتى يرقع كلامه: لا تقولين كذا .. أنا وافقت على الزواج ..وراضي بكل شيء ... واوعدك اكون لك الزوج والاب والاخ!!
انت نعمة من الله وإن شاء الله ربنا يقدرني اشكر هالنعمة!!
والحين ابتسمي وانسي الهرج الي تكلمنا فيه !!
ابتسمت بدون نفس على كلامه ..وعقلها يفكر باختيارها كان صحيح أو غلط!!!
وقفت وتحركت تبغى تبدل فستان الزواج ...بدون ما تنتبه عليه عفس ملامحه وهو يشوف العرج برجلها... يحس إنه تم خداعه بكل سهولة!!
متزوج عرجاء؟!
يحس نفسه مكبل وعاجز عن التصرف !!!
**
**
بعد مرور اسبوع على الزواج
كملت تنظيف البيت ولبست عبايتها وطلعت لابوها وهي تنطق بحماس: تأخرت عليك؟!!
ابتسم لها بمحبه: يا ليت كل بنات العالم بانضباطك بالمواعيد!!
ام خزامى وهي تمد لها بحافظة الاكل: خذي يا خزامى!
واقف يناظرهم بهدوء ومن داخله متضايق وهو يحس نفسه مغفل وانضحك عليه ..ليه ما خبره أبوها إنها عرجاء ....ليه تكتم على الموضوع؟!!....مر على زواجه اسبوع عايش حياته الزوجية الطبيعية.... ما راجع أبوها بالموضوع... ولا عاتب أحد ..ما له عين وهو عايش في بيتهم وياكل من أكلهم ...ناظر خزامى وهي تكلمه: اذا تعبان اجلس عند امي وأنا و ابوي نروح للمزرعه!!
هز رأسه بالنفي وهو ينطق ببرود: انا بخير!!
ابتسمت مجامله وبداخلها متضايقه من جموده وبروده ...يعني مو عارفه كيف تتعامل معه ... رح تعيش على طبيعتها وما رح تكون متحفظه بشيء علشانه هذي حياتها الطبيعية ما رح تخفيها او تغيرها عشان اي احد!!
ابو خزامى اشر بيده للأمام: توكلنا على الله!
يمشي على مستواهم ويسترق النظر لهم باستغراب ... طول الطريق ما سكتوا وهم يتكلمون بأمور كثيره ....ما يدري هو انطوائي كذا والا الضربه اثرت على رأسه!
دخلوا المزرعه وهو يناظر المكان بتأمل ....التفت على ابو خزامى وهو ينطق بتحسف: صار لنا فترة منشغلين وما اهتمينا فيها يبغالها شغل كثير!!
خزامى وهي تكفكف اكمامها وترفع عبايتها وتربطها على خصرها وتنطق بحماس: ما عليك الحين انا وسعود نرجعها افضل من قبل!!
ختمت كلامها وهي تبتسم له ...ناظرها باستنكار من كلامها ...ما يذكر انه اشتغل بذي الامور ....على اساس أنه يتذكر شيء!!
قطع افكاره وهي تحثه يتحرك حتى يساعدها!!
زم شفته على مضض ...تحرك وهو ينظف حول الشجر والزرع ...ورح ينفجر بأي لحظة!
بعد وقت جلس جنب ابو خزامى تحت الشجره ...تنهد بقرف و بتعب وهو يمسح العرق عن وجهه بطرف أكمامه !
ابو خزامى مد له المويه: اشرب يا ولدي وارتاح يمكن للحين ما استعدت صحتك!!
هز رأسه وأخذ المويه ...مط شفته بسخرية وهو يشوف خزامى مثل النحل تنتقل بين الشجر ....رفع حاجب باستغراب صار لهم وقت وهي للحين تشتغل معقول ما تعبت....معقول عرجها ما يعرقل شغلها....الحين عرف ليه أبوها ما يبدلها بكنوز العالم...عنده هالعامل ما رح يفرط فيه!!
أبو خزامى ينادي بصوته: خزامى يا خزامى تعالي يا يبه ارتاحي!!
بعد وقت تقدمت منهم وجلست وهي تزفر بتعب وتمسح العرق عن وجهها!!
يناظرها والحبوب معدمه وجهها ...وجهها احمر من حرارة الشمس ...ما كانت قبيحه ولا جميلة عاديه واقل من عادي ...بنفس الوقت ما يلوم بشرتها على الاشغال الي تقوم فيها ...ابتسم تلقائيا لما نطقت باعتراض: لا تناظرني كذا!!
سعود وللحين الابتسامه على ثغره: اتأمل زوجتي فيها شيء!!
عبست ملامحها وهي تحسه يتريق عليها...ضحك على ملامحها ...بعدها نطق بجديه: انا اقول يا عمي ليه ما تشوف لك عامل يشتغل فيها أو احد يستأجر المزرعة ...يعني انا اقول انت ما لك حيل عليها ..وشوف خزامى كيف وجهها محترق من حرارة الشمس
سكت وحس إنه جاب العيد وهو يشوف ملامحها الي تلونت ...وقفت خزامى ونطقت بقوة: ما تبغى تشتغل معنا بكيفك بس لا تجلس ترمي كلام ما له معنى ..ما اسمح لك
قاطعها بدفاع: بس انا ما قلت شيء!!
انا ابغى مصلحتك لا تنسين بأقرب فرصة رح نروح للمدينه تكملين دراسه ..كيف عمي يقوم فيها لوحده
ابو خزامى هز رأسه بتفهم: كلامك مضبوط يا ولدي ....
خزامى ضاق صدرها من كلامه وما لها خلق تسمع اي شيء ...استأذنت ورجعت تكمل شغل ...بلعت غصتها وكلمته حستها خنجر بوسط صدرها ..ما له حق يتكلم كذا ...
بعد لحظات حست بحركته خلفها ...اقترب وجلس قرفصاء على مستواها وهو ينطق باعتذار: انا أسف ما قصدت شيء
قاطعته بضيق : انسى الموضوع!!
مسك يدها يوقفها عن شغلها حتى تلتفت عليه ..وبجديه نطق: ابتسمي ما احب اشوفك متضايقه
فكت يدها ورجعت تشتغل وهي تنطق: ما له داعي تكذب!!
جلس على الارض وهو يناظرها تشتغل ولا كأنه احد حولها ....نطق بعتاب: أنا كل ما اقول كلمة رح تفسرينها على كيفك؟!
ما احب الحساسية الزايده!!
أنا أتكلم بعفويه وما قصدت شيء ما ادري ليه عقلك يفسر الامور على كيفه ..واذا انت ما عندك ثقه بنفسك انا وش ذنبي!!
ناظرته وهي تفكر بكلامه ...ما عندها ثقة بنفسها؟!!
اي ثقة رح تحصل عليها بمجتمع تفنن بتحطيم الثقه الي كانت تنبع من داخلها !!
وبنبره فيها غصة وهي تتذكر طفولتها : انا ما اعرف مصطلح الثقه ...انا اثق بس بامي وأبوي بس بعد ما زوجني منك ما عدت اثق فيهم!!
فتح عيونه باستنكار: لذي الدرجة تشوفيني سيء؟!
ابتسمت ابتسامه عريضه وهي تشوف ملامحه المستنكره ...وبنبره ضعيفه نطقت: حنا السيئين .. أبوي دلس عليك بموضوعي
قاطعها بالرغم إنه هالموضوع للحين متضايق منه إلا إنه تجاهله بكيفه..يمكن الي خلاه يتجاهل هالموضوع خزامى تكسر خاطره بقوة ... خلال هالايام يحس إنه قلبها طيب كثير وإنسانه تدخل القلب ...أول ما يشوفها ما يدري تغزوه مشاعر ما لقى لها تفسير ..وبنبره جديه نطق : قلت لك هالموضوع لا تفتحينه!
وأنا ما قلت شيء ...انت الحين زوجتي ويدي على يدك ما يفرقنا اي شيء!!
والشكل عمره ما كان دليل على قيمة الانسان ...وش نبغى بالجمال اذا كان من الداخل بشع؟!
صدقيني كل يوم اكتشف فيك شيء اجمل!!
مطت شفتها بابتسامه حزينه: تدري وش الي يذبحني ... الكذب على الزوجة جائز
سكت للحظات ما يدري اذا كان جالس يجامل فيها او الكلام الي يقوله صحيح!!
مطت شفتها بسخرية وهي ترجع للشغل: شفت انه كلامي صحيح؟!
سكوتك أكبر دليل على هالشيء!!
هز رأسه بالنفي وهو ينطق: سكتت لاني مستغرب من كمية السلبيه الي بداخلك!!
ابتسمت وهي ترد بإحباط: ما هي سلبيه بقدر ما هي واقعيه!!
***
***
**
مرت أيام الزواج وكل يوم تتعلق بسعود اكثر ...وضعت القهوة قدام نورة بابتسامه: تفضلي
نورة وهي تخزها بتدقيق: يقولون رح تروحين للمدينه!!
هزت رأسها بحسن نيه: ايه .. ابوي من زمان وعدني الا يكمل لي دراستي واكون اجمل معلمه ... ولما تزوجت سعود تكفل ياخذني للمدينة ويكمل لي دراستي هناك!
مطت شفتها نورة والحسد والغيرة اكلت قلبها ..الحين خزامى تتزوج هالمزيون وتكمل دراستها وتعيش بالمدينة وهي تندفس هنا...اخخخخ يالقهر ... وتكون بعد احلى معلمة إلا اقرف معلمه وااااع... كتمت قهرها وبمجامله نطقت: تستاهلين كل خير يا قلبي ...دوبنا البارحه انا وامي كنا بسيرتك ...نقول تستاهل خزامى كل خير ...بس ما قلت لي بعد ما تكملين دراسة رح ترجعين هنا؟!
ابتسمت بسعادة وهي تشوف الدنيا بدات تتفتح لها: والله ما أدري ...بالاول اكمل دراسة ونشوف اذا امي وابوي وافقوا ينتقلوا للمدينه رح نستقر هناك واذا رفضوا اكيد رح ارجع هنا ..لاني ما اقدر أبعد عنهم !!
نورة بتحقيق : ما حملت للحين ؟!
توردت خدودها وهي تتذكر كلام امها ما تتكلم عن الحمل لاي انسان اذا حملت خلال الأيام المقبلة وحتى سعود ما تخبره ...وبنفي نطقت: لا ..الحين ابغى اكمل دراسة وبعدها يصير خير!!
نورة تبث سمومها بطريقه بريئة: البارحه ما نمت وانا قلقانه وافكر فيك ...يعني كيف تروحين للمدينه مع رجال جلست معه فترة بسيطه وما نعرف معدنه
قاطعتها بدفاع: بس سعود رجال الكل يمدح باخلاقه وكل اهل القرية يحبونه!
قاطعتها بمكر: وش يضمن لك إنه يمثل علينا؟! تلاقينه يتمسكن حتى يتمكن!!
سكتت خزامى للحظات بعد ما بثت نورة سمومها بداخلها...وبنبره استغراب نطقت: وش مصلحته؟!
وش له عندنا حتى يعمل كذا؟!
ما اتوقع إنه من هذا النوع
قاطعتها نورة: المزرعه ايه المزرعه يمكن عينه على المزرعه ..يتزوجك وياخذك للمدينة ويذبحك وما احد داري عنك ..وبعدها يرجع بابسط طريقه يذبح امك وابوك وبعدها يأخذ المزرعه والبيت بكل بساطه
قاطعتها والفزع واضح عليها: اقول اسكتي وش هالخرابيط الي تتكلمين فيها!!
الظاهر تفكيرك بعمر وامه ضرب عقلك وبدا يشتت!!
نورة مطت شفتها بقهر ما بقى الا خزامى تتشمت فيها انها للحين ما تزوجت ...اخخخ من القهر الي بداخلها.. وما اسوأ من لما تكون العين بصيره واليد قصيرة!!!
***
***
**
من بعد سالفة نورة جلست بالحوش مع أبوها لوحدهم ...وبتردد نطقت:يبه
شرب من القهوة وبعدها نطق: وش عندك
تنهدت صحيح انها تشوف كلام نورة مبالغ فيه ...الا إنها قدرت تزرع بداخلها الخوف ...وبنبره متردده: ما ابغى اكمل دراسه وما ابغى اطلع خارج القرية
ناظرها باستنكار: وش تقولين؟!
وش الي غير رأيك ؟!
سعود قال شيء؟!
هزت رأسها بالنفي: ما قال شيء بالعكس شجعني بس انا ما لي رغبه اكمل
قاطعها وهو يناظرها بقوة: بس ما كان كلامك كذا؟!
لا تقولين خايفه تروحين مع سعود لوحدك؟!
هزت راسها باستسلام: انا مو متعوده اكون بمكان بدونكم ...اخاف يصير شيء وأضيع هناك
ضحك ابوها عليها وعلى تفكيرها الطفولي ...وبجديه نطق: اسمعيني يا خزامى انا رح اعطيك عنوان لو صار معكم شيء او احتجت مساعدة تروحين لهم وما رح يقصرون معك
قاطعته بشك: مين هم
هز رأسها بلا اهتمام: بعدين تعرفينهم ...الحين اهتمي بدراستك ومستقبلك وحنا ننتظرك هنا حتى ترفعين رأسنا!
ناظرته والحيره بعيونها!
وضع يده على كتفها : ثقي بأبوك ..صدقيني عندي نظره اميز فيها الشخص الجيد من السيء....خليك واثقه فيني وما رح تندمين!
مطت شفتها على مضض : نشوف اخر هالسالفه!!
#
##
###
مرت الايام وحان وقت مغادرتها للمدينه.... كل يوم كانت تكتشف بعض الصفات بسعود ... بالرغم من البرود والجمود الي يحيط فيه .. إلا إنه انسان طيب القلب وعنده نخوة ويعتمد عليه ..وزاد إعجابها لما منعها تروح للمزرعه وصار يشتغل بالمزرعة مكانها وهي جلست بالبيت ...
اليوم رح تطلع من القرية حتى تشوف النور ... وتبني مستقبلها وتحقق حلم ابوها وتصير معلمة!
رح تغادر للمدينة مع زوج ولا عمرها بيوم من الايام توقعت يكون من نصيبها .....
قطعت أفكارها وناظرته وهو عابس ملامح وهو جالس على ارضيه الشاحنه ويناظر المكان بانقراف ..تستغرب كثير ردات فعله .. ولا كأنه كان عايش بقرية ....
نطقت بابتسامه: وش فيك راسم هالكشرة ؟!
اضحك اليوم رح نروح للمدينه!!
رد بعبوس: بالاول رح اجهز أوراقي الثبوتيه وبعدها
قاطعته بحماس: متحمسه اشوف المدينة!
ابتسم بدون نفس والشمس صكت راسه من شدة حرارتها...مستغرب من حماسها ...يمكن البنات كذا يكون حماسهم!!
وقفت ونطقت بحماس لما وصلوا الشارع الرئيسي: سعود شوف شوف!!
ما تحرك وهو يحس بالملل ...نعسان ويبغى ينام : اجلسي يا خزامى ترى فريت رأسي ...
ابتسمت وجلست وهي تنطق: اسفه نسيت إنك تحب الهدوء!!!
بعد وقت طويل وصلوا للمكان الي توصل له الشاحنة ...يحس بالاحراج إنه راكب بهذي الطريقه ..ما يعرف وش هالسبب مع انه كان عايش بالقرية..عكس خزامى الي مو خجلانه وفرحانه كثير!!
اقترب منها وهو يحرص عليها: انزلي بشويش!
هزت رأسها ونزلت عن ظهر الشاحنه بشويش ...اشرت له حتى ينزل بعد ما استقرت على الأرض: يلا يلا سعود دورك!!
حس بالاحراج بسببها وبعض الناس تطالعهم ..حس انه من العصر الحجري!!
نزلوا من الشاحنة وتوجهوا لمواقف الباصات...كانت تناظر الباصات باندهاش والإبتسامة شاقه حلقها: سعود شوووف وش كبرهم!!
أي باص رح نطلع فيه!!
المختار قال تطلعون لمنطقة ******...شوف شوف ذاك الباص خلينا نلحق عليه قبل ما يروح!!
يحس بالاحراج زاد عليه ونظرات الاغلب على خزامى وهي تتكلم بذي الطريقه والاندهاش واضح على ملامحها!
اشر لها : تعالي هنا!!
ركبت الباص وجلست جنب الشباك ...ناظرت الناس الي برا ..رجعت ناظرته لما جلس جنبها وهي تنطق: اول مرة اركب باصات كذا!!
الجو بارد هنا ما هو مثل شاحنة سعيد صكت راسي الشمس من حرارتها!!
نطق بصوت منخفض: وطي صوتك !
هزت رأسها بابتسامة : ان شاء الله!!
توسعت ابتسامته باستغراب من جمال روحها ... مسالمه جدا ...عدل جلسته وارخى رأسه والإبتسامة مرسومه على وجهه!
بعد وقت طويل وصلوا ...نزلت من الباص وهي تتكلم بعد ما صكتها الحرارة: حررررررر ...سعود هلينا نرجع على الباص ونعيش فيه..يا زين هالباص ويا زين العيش فيه!!!
هز رأسه بأسف منها ...وما يلومها الي عاشت كل حياتها بذيك القرية المتخلفه!!
نطق بحرص : رح نقطع الشارع انتبهي!!
هزت رأسها وعيونها ضاعت بالمدينة وهي تناظر التطور بعدم تصديق ...
بعد ما قطعوا الشارع ...يتجاهل الصداع الي يداهمه من لما نزل من الباص ....وقف بعد نا لفت انتباهه مبنى الاتصالات... دخل عليه من قبل يجدد اشتراك جواله...لحظه جواله
رجع له الصداع اقوى من جديد ...وضع يده على راسه من قوة الصداع ...
يحس الدنيا تلف فيه .. تحرك يتابع طريقه ...ما يعرف كيف تدعثر ....وخلال لحظات اختل توازنه وسقط على الأرض!!
صرخت من اعماقها وهي تشوف زوجها على الارض ودمه ينزل بغزاره من رأسه ..
**
**
**
جالسه بالمستشفى على أعصابها ...مر وقت طويل وللحين ما احد رد لها خبر!!
احتضت راسها بيدينها وهي تبكي بصمت ...تخاف يصيبه شيء وتكون السبب !!
ناظرت احد الكوادر الطبية الي اول ما وصلوا الطوارئ اهتم بحالته وكأنه يعرفه ...اقتربت منه وهي تسأل باهتمام: لو سمحت
ناظرها وهو يتكلم بالجوال بنظرات وش تبغين بدون ما يتكلم!!
نطقت : وش صار عليه!
تحرك بدون ما يرد عليها لما نطق واحد ثاني من الكوادر الطبيه: دكتور عبدالله يبغونك بالداخل!
قفل الجوال وتوجه للداخل بسرعه!!
انقهرت من تكبره وش ينقصه لو رد عليها!!
بعد وقت وقف بعض من الرجال قدام الغرفه والخوف باين عليهم ....
توقعت يكون فيه مريض ثاني بالداخل !!
رجعت تكورت على نفسها وهي تنتظر اي احد يريح قلبها!!
تحس نفسها غريبه وين تروح الحين وما معها فلس واحد !!!
**
**
ابو فيصل عقد حواجبه باستغراب: وهذي الحرمة وش علاقتها حتى تكون معه!
الدكتور عبدالله بترفع: والله ما ادري جاءت معه بالاسعاف ومتأثره عليه!!
يمكن كان يتصدق عليها وخافت ينقطع باب رزقها!!
فيصل يناظرها وهي متكورة على نفسها: باين إنها طراره!!
اروح اكلمها واشوف مين تكون ؟!
ابو فيصل هز رأسه بالرفض: اتركها ...خلينا بالاول نطمئن عليه وبعدها نفهم سالفتها!!
الدكتور عبدالله رفع حاجب: والأهم تضبطوه ..مو كل فترة يطلع بحجة يغير جو ...ودراسته تاركها على هذا الحال رح يتخرج بعد ٤٠سنة!!
ابو فيصل هز راسه: يصير خير
فيصل تكتف وهو ينطق بانتقاد: تدري المشكلة ابوي للحين يشوفه طفل ابو ٥ سنوات وما هو قادر يستوعب إنه هالولد كبر
قاطعه ابو فيصل بتبرير: مو كذا السالفه انت تعرف إني احزن عليه
قاطعه عبدالله: مشاعرك لزوم تتركها على جنب ... كذا انت تخربه بزياده ...
ابو فيصل هز راسه : يصير خير يصير خير!!
فيصل اشر بعيونه: شوفها راحت وما عرفنا قصتها!!..بس شوف معها اغراض
قاطعه ابو فيصل بلامبالاة: اتركها عنك يا ولدي!!!
**
**
بعد وقت طلعت من المصلى وتركت اغراضها فيه... واقتربت من المكان ...ما في احد متواجد ... اقتربت من احد الممرضات وسألت بخوف: المريض الي كان هنا الي وقع على راسه؟!
ردت بمهنيه: تحسن وضعه ونقلوه للطابق الثاني غرفة ٢١٢
قاطعتها وهي مو فاهمه شيء: وين؟! أنا ما اعرف شيء هنا..دليني على المكان ربنا يجزيك الخير
قاطعتها بلامبالاة: والله براسي الف شغله ومو فاضي اجلس استعلامات!
تركتها وراحت بكل برود ...حست خزامى بقلبها انكسرت اشياء كثيره ...وش ينقصها لو ساعدتها؟!!
ناظرت المكان بضياع وتحركت تسأل من حولها عن مكان الغرفه ..وبعد عناء وقفت عند باب الغرفه ..تنهدت بتعب واقتربت من الباب وفتحته بشويش...
انصدمت لما شافت عنده نفس الرجال الي كانوا تحت ...ما تدري وش يبغون من زوجها!!
فيصل تفاجىء من وجودها وبنبره سريعه نطق حتى يعرف سالفتها: تفضلي تبغين شيء؟!
نطقت بتردد وهي تدخل: انا جيت اطمئن على زوجي!!
ابو فيصل حس انه سمع غلط: وش تقولين؟!
ناظرتهم بخوف من ملامحهم الغاضبه: هذا زوجي انتم وش تبغون منه!!
عبدالله قبل ما يرد ..ناظره لما صحي وفتح عيونه والتعب واضح عليه!!!
اقترب منه باهتمام: كيفك الحين ؟!تحس بشيء؟!
يحس النظر عنده مشوش ..مو قادر يركز .... رأسه رح ينفجر من الوجع ...عبس ملامحه وهو يناظر الشخص الي يكلمه ...وبهمس نطقت حتى يتأكد: عبدالله ؟!!
عبدالله هز راسه: ايه عبدالله..وش يوجعك؟!
نطق بألم: راسي رح ينفجر من الوجع ؟!!
فيصل اقترب منه بفرح: الحين رح يخمد الوجع بسبب الطيحه!!
نطق بتعب: فيصل
سكت لما نطق ابو فيصل والشرر يطلع من عيونه: مين هذي!!
ناظر مكان ما اشر .. صغر عيونه وهو يحس الرؤية ما هي واضحه كثير....عبس ملامحه وهز رأسه بالنفي: ما اعرفها؟!
مين هذي ؟!
عبدالله باقتراح: لو نتكلم بالموضوع بعدين حتى
ابو فيصل بغضب نطق وهو يستجوبه: تقول إنها زوجتك؟!!
فتح عيونه باستنكار من كلامه: زوجتي!!!!
وش هالكلام ؟!
أنا ما اعرفها اول مره اشوفها وتقول زوجتي...ترى والله ما هو وقت المقالب!
فيصل بجديه: والله ما نمزح ...
التفت على خزامى وهو يحثها تتكلم: قولي مره ثانيه وش بينك وبينه!!
بلعت غصتها وهي تحس بخنجر انغرس بقلبها من الموقف الي حطت نفسها فيها ...نظراتهم المتعاليه تذكرها باهل القرية ...ما تدري سعود يمزح والا وش سالفته؟!
واذا كان من قرية ******* وش يعرفه بذول؟!!
وبصوت مخنوق نطقت لما شافت كل النظرات تحثها تتكلم: هذا زوجي
قاطعها بغضب متجاهل تعبه: الله اكبر عليك يالكذابه!!
زواج مرة وحدة ؟!
والله ما أعرفها
!قاطعه ابو فيصل وهو يؤشر له: اسكت اسكت
التفت عليها: معك إثبات او دفتر العائلة يثبت إنك متزوجه منه!!
حست وكانه شيء شطرها من النصف ...ما معها ولا إثبات ولا شيء يثبت حقها..كل اوراقهم مع المختار اتفقوا يلتقوا معه بالمحكمة على الساعة ١١ حتى يكملوا اجراءات اثبات العقد ...وبنبرة ضعيفه والعبرة كاتميتها بصعوبه: اليوم كنا رايحين نثبت عقد الزواج بالمحكمة قبل ما يطيح على الارض
قاطعها عبدالله بقوة: ما شاءالله ؟!
وش اسم هذا الزواج؟!!!
زواج عرفي والا زواج مسيار والا وش بالضبط؟!!
انت ما عندك كرامه جالسة ترمين نفسك على رجال ما تعرفينه!!
ترى هالأشكال مرت علي كثير ترمي بلاهاعلى عيال الناس...اذا ما عندك أهل يضفونك أنا اعرف كيف اتصرف معك ...رح اتصل بالشرطه
انخطفت ملامحها من كلامه ...حسسها وكأنها ما تسوى نعال ...ساقطة وحقيرة وبدون اخلاق..وترمي بلاها على سعود ... كيف ترمي بلاها عليه وهو زوجها على سنة الله ورسوله !
والي يقهرها سعود ينكر معرفته فيها ولا كأنه يعرفها!!
معقول كان مخطط ينتقم منها لأنه أبوها خدعه وما خبره عن عرجها!!
بس هي ما لها ذنب حتى يعاملها بذي الطريقه!!
لحظة كلام نورة بدأ يرجع بعقلها ...حذرتها تروح لوحدها معه ...هذا هو رماها من اول ما وصلوا وانكر معرفته فيها!!
رجعت خطوة للخلف لما وقف قدامها عبدالله وهو ينطق بقوة: تنقلعي باحترامك والا اطلب لك الشرطه؟!
شدت على شفتها السفليه من الداخل بقوة .. حتى تمنع سقوط دموعها ...حاولت يكون صوتها طبيعي وهي تنطق بس صوتها خانها وهي تناظر سعود يحلف لهم انه ما يعرفها: قول إنك تعمل مقلب علي؟!!
ضرب يدينه ببعض بقهر : يا ربي عفوك هذي مين سلطها علي؟!!
يا عمي اطلعي من راسي..احد قال لها هنا في إشاره جاية تشحد عندها!!
قاطعته بنبره باكيه: وين اروووح؟!
ليه تضحك علي وتجيبني هنا؟!!
زاد عليه الصداع ضغط على رأسه بقوة وهو ينطق برجاء: طلعوها من عندي ...ذبحني الصداع!!
عبدالله ما يبغى حالته الصحية تزيد سوء: قلت لكم خلي الموضوع لبعدين نتكلم فيه!!
اشر لها بفوقيه: اذا سمحت برا قبل ما اطلب لك الأمن!
رجعت خطوة للخلف والتفت على سعود بتحسف ما توقعته نذل وينتقم منها بذي الطريقة!!
تحركت خارج الغرفه ...غمضت عيونها لما انضرب الباب خلفها بقوة!!!
شدت على شفتها بقوة وهي تسمعه يبرر لهم بصوت مرتفع : يعني ما ناظرت وجهها قبل ما تقول إني زوجها؟!
وقسم بالله تسد النفس وفوق هذا عرجاء!!
عرجااااء!!
تحركت بعيد عن الغرفه ما تبغى تسمع اكثر من كذا !!
ذبحها بكلامه من الوريد للوريد .. خلاها ما تسوى نعال قدامهم!!
حطت يدها على صدرها وهي تحس بالاختناق ...توجهت للمصلى ....جلست وهي تحس خارت روحها ....للحين مو مستوعبه ليه عمل فيها كذا ؟؟!!
فتحت حقيبة اليد وهي تطلع ورقه مكتوب عليها عنوان ...للحين تذكر كلام ابوها قبل ما تطلع الصبح" ما ادري وش رح تكون حياتك بالمدينة وانا بالقرية بعيد عنك..بس اذا ضاقت عليك الدنيا هناك خذي هذا العنوان الي قلت لك عنه من قبل ... روحي له"
ضمت الورقة بقوة وكأنه أبوها كان يدري رح يصير معها كذا ؟!
كيف تروح للعنوان وما معها فلوس ..الفلوس مع سعود ؟!!
تحس سكرت الدنيا بوجهها وين تروح!!؟