الحلقة العاشرة (هي نظرة)

752 53 14
                                    

"استني... نـ... نداء..."

التفتت له نداء وزم رائد جفونه بتركيز مترقبًا ما يفعله رامي...

دنا منها رامي، فقالت باضطراب:
"نعم!!"

الحلقة العاشرة
#رواية_سدفة
بقلم آيه شاكر

أشار للأسورة حول معصمها وقال بتردد:
"هو... هو الأنسيال ده بتاعك؟!"

رفعت ذراعها لتُطالع معصمها، وقالت بتلعثم:
"أ... لـ... أيوه... ليه بتسأل؟!"

تنحنح وقال:
"أصل..."

صمت هنيهه ومسح ذقنه ثم أردف:
"لا أبدًا مفيش أصل كنت عايز أجيب لوئام وهيام شبهه... اتفضلي ادخلي"

قال أخر كلمتين وهو يشير لباب البيت فرمقته نداء باستغراب واستدارت لتدخل للبيت وهي تقلب شفتيها متعجبة....

وقف «رامي» يُحدق بالفراغ في حيرة ويتذكر ما حدث ذلك اليوم مبررًا أنه ربما تكون أسورة مشابهة أو ربما وجدتها «نداء» ولم تلحظ تلك الفتاة وجودها من الأساس! وربما هي نفسها تلك الطفلة الصغيرة!! أطلق ضحكة كالزفرة وهو يردد:
"حاجه تحير"

"هي إيه دي اللي تحير؟"
انتفض رامي حين ربت رائد على كتفه بعد أن باغته بسؤاله! قطب رائد جبينه وأردف:
"فيه ايه؟! كنت بتقولها ايه؟"

ابتسم «رامي» وغمز بعينه وهو يقول متخابثًا:
"غيران ولا إيه؟!"

زفر «رائد» متنهدًا وقال بنظرة حادة يشوبها الصرامة:
"رامي... متتكلمش بالطريقه دي لو سمحت.... إنت عارف إن مفيش حاجه"

نظر «رامي» لعمق عيني «رائد» وقال بجدية مؤكدًا:
"لأ فيه... ولو خبيت على الدنيا كلها مش هتعرف تخبي عليا لأني بعرف أقرأ نظراتك يا رائد"

تذبذبت نظرات «رائد» وكاد أن يرد لولا هتاف والده:
"هاتوا الشنط يا ولاد إنتوا بتعملوا ايه عندكم؟!"

طالع «رامي» أخيه المرتبك ونظراته المشتته وهو يردد بابتسامة ويرمقه بـ فطنه:
"حاضر جايين يا بابا"

زفر «رائد» الهواء من فمه، فقد أصبح كتابًا مفتوحًا يقرأه أخوه وذلك يربكه...

وحملا الحقائب للداخل دون أن ينبس أي منهما بكلمة أخرى.

ظل «رامي» شارد الذهن ينسج خيالات وأفكار بشأن الأسورة وتتسع ابتسامته ببلاهة حين يتخيل أن «نداء» هي نفسها تلك الفتاة الصغيرة...

ظل ينظر للأسورة بين حين وأخر بطرف خفي ونداء تلاحظ نظراته تلك!

يريد أن يحكي لـ رائد عله يساعده ولكن حتى وإن فعل فلن يتعرف رائد عليها! هو وحده من يستطيع معرفة حقيقة الأمر، أفاق من شروده على صوت والده:
"بصوا يا جماعه البيت واسع زي ما انتوا شايفين يعني هيسعنا كلنا ان شاء الله"

رواية سدفة بقلم آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن