الفصل الأخير

554 40 7
                                        

مر اسبوع ولم يرى آرسيليا على الإطلاق ، لم يسمع منها ولا من رافاييل .

" مالذي فعلته ؟!"
حدث نفسه شاداً شعره من السخط الذى انتابه .

سحبه من تأنيب ضميره صوت الجرس .

" آرسي !"
قال بإندهاش وهي تقف أمامه عند الباب .

رفعت نظرها له وابتسمت بخفة :
" كيف كنت؟"

" أفتقدكِ."
حدثها شارداً.
رؤيتها أمامه بمثابة حلم له .

قهقت بخفة وأدخلها .

" هل ستشربين شيئاً؟"
قهقت و قالت :
" منجيو انا أعلم كل خندق في منزلك ، أنا لست غريبة ."

" نعم لستِ كذلك ."
قال و جلس أمامها .
تطير السعادة منه لأنها أمامه اخيرا.

"متى ستفك رجلك؟"
لم تذهب معه للطبيب بعدما طردها .

" بعد اسبوع ."
قال شارداً فيها .

" وددت لو كنت موجودة لكني خِفت ألا تريدني ."

" ظللت أتأخر على الموعد على أمل أن تأتي ، أردتكِ معي حقاً."

" أعتذر. "
قالتها و لم يجرؤ هو على الاعتذار .
هو المخطئ لكنها تعتذر .

" يجب أن أخبرك شيئاً."
قالت بهدوء و أخرجت هاتفها تريه صور لوحاته .

" منجيو ، اللوحتان الاخيرتان أنا من اشتراهما ."
نظر لها بهدوء فتابعت :
" لست هنا لأطلب منك العودة ، أنا هنا لأخبرك بعض الأشياء التى تعيق صدري ."

" لوحاتك ، لم يقدرها العامة بأكملهم، لكن بالتأكيد وُجِد بعض الناس الذين قدروك حقاً وانا منهم. "
" لم يهدأ لي بال حتى عرفت السر وراء لوحاتك ."

نظر لها بتساؤل:
" لن اتحدث عن لوحاتك القديمة ، لكن لنبدأ من عند اللوحة التى سبقت الربيع المتجمد ، الشتاء القارص. "
قالت و أخرجت صورة للوحة على هاتفها.

حديقة كبيرة ليس بها ناس ، غطاها الثلج و غربت الشمس في مزيج من اللون الأحمر و البرتقالي .

" أترى هذه الأوان البعيدة؟"
أشارت في إتجاه بعض الأشجار .
" هذه بداية الربيع ،هنا بدأ الربيع يأتي عليك مجدداً ، لا أستطيع فهم إلهامك ، لكن إذا كانت حالتك النفسية ، فأنت هنا تصف ماكنت تشعر به وسط كل الضغوطات التى مررت بها ، ثم كانت لوحة الربيع المتجمد ، الغير معلنة."
" لم تعلن عنها بسبب وفاة والديك ، لكن أنا متأكدة أنها تبدأ من عند تلك الشجرة التي بدأت تتلون ، قلبك كان يعود للحياة ، إستطعت أن ترى الجمال أخيراً ، لذلك أردت أن تُري الناس كيف ينجلي الجليد و تظهر الزهور ."
" حادث والديك أثر على نفسيتك ، فلم تصدر اللوحة ، و بعدها تشتت أفكارك و مشاعرك ، لم تعد تعرف من أنت ولا أي شئ ، وهنا بدأت تحاول العودة الى هوايتك المفضلة وهي الرسم."
أخرجت صورة للوحة ما قبل الأخيرة و تابعت :
" تصور هذه اللوحة الحادث كما تتخيله أنت ، أشلاء والديك و ظلام الطريق ."
" ثم لوحة الفتي الذى قتله تفكيره ، كان هذا أنت ، تود الهروب من عقلك لكنك فشلت ، فقررت الإبتعاد و تركت دليل صغير يدل على مكانك ."
" لم تتوقع أن يبحث عنك احد بالطبع ، لذلك كنت تبيع لوحاتك هنا ، رافاييل يمتلك واحده في غرفته ، ذلك الشاب الذى يحاول بشتى الطرق الاقتراب من البركة الملونة ، كأنك تعني سلامك الداخلي ، كأنك تشير إلى كم إحتياجك له ."

The Frozen Spring / الربِيعُ المُتجمدُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن