اقتباس رقم 1

603 28 15
                                    


على سطح مسكن كبير من اربع طوابق مُطل على البحر إذْ يوجد به غرفة متوسطة المساحة، يجلس داخلها شابين في عقدهما الثاني؛ احدهما يحمل بين يديه علبة مصنوعة من الورق تحوي أكلة كورية "النودلز"، بينما الآخر ينظر إليه مشمئزا ويود لو ينهض الآن يضربه ضربا مبرحا كضرب والدته له عندما علمت أنه هو من أكل حلويات العيد قبل أكثر من خمسة عشر سنة، فهتف قائلا:
_"بقولك ايه بلاش قرف و خد من وشي الاكل الزفت ده اللي قاعد تطفحه في كل وقت"

رد عليه الآخر بغيظ من كلامه على طعامه المفصل:

_"ما تحترم نفسك وتحترم نعمة ربنا، وبعدين انت مالك انا عاجبني الأكلة وانا لي قاعد أكل مش انت يعني."
رد الاخر بهدوء معتاد:
_"اولًا مالك يبقى ابو مرات ابويا، ثانيًا بقا ريحة الأكلة دي وحشة اوي مقرفة والله."

استغفر الاخر ربه وجلس مليا يأكل متجاهلا له، لكن في داخله شيء يقول له بأنه صاحبه لا يحب هذا الاكل والرائحة مزعجة فيجب أن يخرج احتراما لمشاعره فإن كان مكانه فبكل تأكيد سيخرج ويكمل اكله في الخارج، نهض من مكانه اخيرا متجها إلى الباب الخروج وهو يهتف بصوت عالٍ غاضب:

_"اهو يا بشمهندس انا خارج ولع بيها، بس حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي لي تعمله فيا وفي نعمة ربنا"

ضحك الاخر ببرود وهتف بصوت عالٍ لكي يسمعه من الخارج:
_"لا يا عزيزي دي مش نعمة دي نقمة بريحتها والله ريحة الفسيخ ولا هي"

فجأة دخل شاب آخر من نفس العمر سأل مستفسرًا:
_"متقليش طردت صاحب عمرك في السقعة دي ياكل في الشارع عشان ريحة الأكلة والخناقة المعتادة بس؟"

اجابه مبتسما واضعا رجلا على رجل:
_"اه طردته بس بطريقة حضارية بس هو من سلالة السنفور الغضبان فعشان كدا يمكن سمعت زعيق"

رد الاخر بغير تصديق:
_"يا ظالم يا ابن الظالمين، طب مش إنتَ لي مش عاجبك الريحة ابقى أخرج إنتَ"

رد عليه قائلا:
_"أنا عايز افهم إنتَ بدافع عنه ليه دلوقتي، عشان هو صاحبك من تانية ابتدائي وانا من تالتة ولا عشان دارسين انتو ايطالي وانا دارس فرنساوي ولا ايه حكايتكم"

ابتسم الاخر بغرور وقال:
_"عشان الاخيرة دي"

ح.بن زينب

الضُّرة مش مُرَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن