الاقتباس 2

134 21 1
                                    

في غرفة نوم الابنة الوسطى للمهندس "هشام حسان الحسني" تقوم بتسريح شعرها المجعد استعدادا للخروج بعد عشر دقائق من الآن وبينما واضعة كل تركيزها على الدبوس الذي تضعه في شعرها لربط بين ضفيرتين صغيرتين طُرق الباب فسمحت لطارق بالدخول الذي كان والدها، والإبتسامة تزين ملامحه النوبية التي ورثتها ابنته عنه، اقترب منها قائلا:
_ايه الجمال ده كله.
ثم أخذ الدبوس من يدها وقال:
_اديني اساعدك بقا.
ابتسمت له وهتفت:
_الجمال ده وراثة من عند حضرتك يا بشمهندس.
ابتسم أكثر، وغمزها بعينيه فهتف قائلا:
_وربنا في احلى من وراثة الجمال الطبيعي النوبي؟
ضحكت بخفة وردت قائلةً:
_الصراحة لا مفيش.
لكن قاطعها دخول مفاجأ بدون استئذان من أخيها الأصغر "تميم":
_لا يا بابا في احلى من وراثة الجمال متاخدش على كلام الكدابة المهزقة دي لي متعرفش مصالحها.
كان "هشام" قد أنهى من مهمته و نظر لابنه على ملامحه علامات الاستفهام، بينما رَسمت مريم على ملامحها علامة الاشمئزاز من تصرف أخيها غير المحترم في نظرها وهي تنظر له عبر المرآة لكن قاطع هذه النظرات التي دامت لثواني فقط سؤال "هشام" لولده:
_احلف بقا، وايه هو الورث ده لي لاحلى من ورث الجمال؟
رد تميم بعد غمزة غمزها لوالدها كعادته فإذ مريم ورثت الجمال تميم ورث الغمز من والده يقوم بهذه الحركة في كل مكان وكل موقف حتى أنه في بعض الأحيان يتعرض لمواقف محرجة عديدة فقال:
_والله يا بابا الفلوس هي احلى ورث الفلوس
و أنهى كلامه بدعاءه المعتاد:
"اللهم ارزقني المال"
________________
ح.بن زينب

الضُّرة مش مُرَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن