مِن بابِ الرّيان

١🌙

السّلام علَى خلَائلِي فِي الصيَام
مِن الصُّبح وقبلَ الأنَام
.
.
🏺

رغبتُ أن أتركَ بصمَة رائحتهَا كالمِسك التِي تخرجُ مِن أفوَاه الصّائمين، أن يكونَ رمضَان هذَا العَام وعاءً يحوينَا نحنُ حبّات التّمر ويضمنَا فِي حلقَة مُستديرَة مُتراصِّين كمَا أحِب دومًا.

ربمَا ستكونُ جلسَة خفيفَة أقَل دسامَة مِن مائدَة الإفطَار، لكنّني أسعَى لمَلئها بأطباقٍ مِن التفكُّر والتَّساؤل، وأن تسكبُوا علَي مِن أبارِيق معرفتكُم مثلمَا سأقدِّم لكُم حلوَى روحانِية تغذِّي الرُّوح.

لنجعلهَا وليمَة تُمهِّد لنَا الطَّريق المؤدِّي لبابِ الريّان.

القنادِيل المتوهِّجة التِي تطفُو فوقنَا أينمَا سرنَا، مُضيئة الشوارِع والحارَات، الضجّة التِي يصنعهَا أهلُ المنطقَة وهُم يتدافعُون لشراءِ عجائنِ القطايِف المُستديرة وصوتُ ذلكَ العَم وهُو ينادِي فِي الشّارع يبيعُ الفوانِيس الصغيرَة.
صوتُ المُصلين وهُم يصلُّون التراوِيح مِن المساجدِ القريبَة، ورائحَة البخُور والتّمر المغمّس فِي القرفَة تجتَاح الغُرف والصّالة. أصواتُ الخَرز وهِي تتصادمُ ببعضِها فِي حلقاتِ المسابِيح، وترتِيل القارِئ المُحبب للمسامِع عبرَ التلفَاز ينشرُ السَّكينة فِي نفوسِ أهلِ المنزِل وهُم يجتمعونَ فوقَ أريكَة صغِيرة وسائدهَا رُسِمَت عليهَا نجومٌ وأهِلّة.
السّهر برفقةِ الأهلِ والأحبَاب علَى برامجِ قِصص الأنبيَاء والصّحابة حتّى موعدِ السحُور، والشجَار علَى مَن يأخذُ القطعَة الأخِيرة المُتبقية مِن القطايِف وجعلِ كؤوسُ عصيرِ قمرِ الدِّين والتّمر الهندِي متساوِية.