البارت التاسع

73 8 0
                                    

----------------

بلشت فوت؟

-------------------

الحقيقة التي لا يستطيع أن ينكرها هو أنه لا يطيق أبداً مارسيل جونغ.هذا ما كان يجول بخاطر جان طول الوقت. مجرد التفكير في أن عليهأن يتكلم معه من جديد، ويعمل معه مرة أخرى قلب معدته. لكن لا مفرمن ذلك، فهذا الرجل مارسيل هو الذي يدير التحقيق في قضيةخطف هاي وون ومقتل زوجها جيي هيون. لابد من إخباره بما حدث.واجبه أن يخبره ولا بد أنه سيقوم بمعاينة مكان وقوع الجرمية، وشرائطالفيديو التي التقطتها كاميرات الحراسة داخل بيت جيي .

 ولا بد أن يعرفّ كل شيء عن جيون جونغكوك الذي يعتبر حتى الان الشاهد الرئيسي الذيلديهم إذا أمكن التوصل إليه طبعاً.ما يضايقه أكثر أنه على المستوى العام للدوائر البوليسية في امريكا،فإن جونغ يُعتبر أسطورة، فقد استطاع أن يكشف أسرار جرائم كبيرةّ غامضة من قتل، إلى خطف، إلى سطو على البنوك. تدخل وعالج قضايالرجال أعمال مرموقين، وأصحاب ثروات، وكثيرين ممن في مراكز القوةوالنفوذ والسلطة.برغم ذلك كله، فإن جان لا يطيقه من قريب أو بعيد. عمل معه فيقضيتين سابقتين تركتا لديه آثاراً سيئة. أول مرة كانت عام 2000 حين كان أحد الساسة الفرنسيين يقضي إجازته في سيول ولم يُعثرّ عليه لمدة ثلاثة أيام. تلقت زوجته طلب فدية الا أن السلطات العليا فيفرنسا نصحتها بألا تدفع.

 بعد ذلك عثر جان ورجاله على جثة الرجلملقاة على الشاطئ، وفي نفس اليوم، وبعد ساعات قليلة تم العثورعلى مضيفه بأحد الملاهي قتيلة في شقة بشكل يوحي أنها قدانتحرت. هل من علاقة بني الجريمتين؟ بدأ جان التحقيق مع كل أصدقاءومعارف وجيران الفتاة، وبعد ثمان وأربعين ساعة استطاع أن يربط بنيالحادثيين بعد توفر أدلة قوية على ذلك، وتمكن من تحديد ثلاثة متهمين لميستطع أحد منهم أن يثبت أنه كان بعيداً عن موقع الجريمتين خلال الايام الثلاثة وقت حدوثها.

 قضية محكمة وأدلة دامغة لا يرقى إليها شك. إلا ّ أن جونغ تدخل وأقحم نفسه في القضية وانتزعها منه لا ليعاجلهاويقدم المتهمين للمحاكمة، بل ظل يطيل ويتشعب في تحقيقات كثيرةّ لا داعي لها مما عقد الامر، وأضاع الادلة، وشكك في إجراءات الضبطوالتحقيق، وخرج المتهمين من السجن، ونجوا من العقاب. وأثناء ذلك كانجونغ يتصرف معه ومع معاونيه بكل غرور، وكبرياء، واستهانة، وتحقير.وبعد وقت طويل أعلن أن الادلة غير مقنعة، والقضية غير قابلة للحل،ّ وقيدها ضد مجهولين، وعاد إلى باريس تاركاً جواً من الاستياء والسخطوالازدراء. 

المرة الثانية التي التقى فيها بجونغ كان عام 2003 ،حين جاء إلى سيول رجل فرنسي من أقوى وأكبر رجال الملاحة وأعمال الشحنوالسفن هو وأولاده، وقام بجولة باليخت الفاخر الذي يمتلكه، والذياشتراه حديثاً بمبلغ خمسة وعشرين مليون دولار. خرج به من ميناء سيول في رحلة بحرية قصيرة . ما يزالجان يذكر الموضوع كأنه حدث بالامس. تلقى مكاملة هاتفيه عاجلةوهامة في السادسة صباحاً أربكت زوجته وأوصلتها إلى أقصى درجاتالانفعال والتوتر. أثار الحادث وسائل الاعلام وجعلها تتابع الاحداث دقيقةبدقيقة وتعرض التطورات على كل القنوات التليفزيونية كما أصدرتالجرائد طبعات متتالية وإضافية تحمل عبارات مثيرة بالخطوط العريضةوالمانشيتات الكبيرة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

witnessحيث تعيش القصص. اكتشف الآن