الجزء الاول

10 0 0
                                    

في مكتب مزدحم بوسط القاهرة، يجلس شريف خلف مكتبه يتصفح الملفات بتركيز. فجأة، يقطع صمت المكان رنين هاتفه المحمول. ينظر شريف إلى الرقم المجهول بتوجس قبل أن يجيب.

شريف: "ألو، مين معايا؟"
الصوت المجهول: "اسمع يا شريف، معاك فرصة واحدة بس تنقذ عيلتك."
شريف (بقلق): "إيه اللي انت بتقوله ده؟ مين أنت؟"
الصوت المجهول: "مش وقت الأسئلة دلوقتي. أنا عارف كل حاجة عنك... عنوان بيتك، مدرسة ولادك، كل حاجة."
شريف (بصوت مرتفع): "إنت عايز إيه مني؟"
الصوت المجهول: "هقولك على حاجة صغيرة تجيبهالي، ولو مجبتهاش في خلال ساعة... هتشوف بيتك بيطير في الهوا."

تتسارع دقات قلب شريف وهو يحاول استيعاب الوضع. ينظر حوله في المكتب، الجميع منهمك في عمله، غافل عن الخطر الداهم.

شريف (بهمس): "طيب، طيب... قولي عايز إيه؟"
الصوت المجهول: "هتلاقي ظرف أبيض تحت كرسيك، جواه العنوان وكل التفاصيل. وافتكر، ساعة واحدة بس."

ينتهي المكالمة بنقرة حادة، وينحني شريف ليجد الظرف المشؤوم. يفتحه بيد مرتعشة ليكتشف ما يطلبه الغامض.

يتنفس شريف بعمق ويمد يده ليأخذ الظرف الأبيض. يفتحه بحذر، وعينيه معلقتين على الورق اللي جواه. يطلع من الظرف ورقة مطوية، وبيده المرتعشة يفتحها ليكتشف المفاجأة.

على الورقة مكتوب:

"شريف،
المطلوب منك بسيط. فيه شنطة سودا في محطة القطار الرئيسية، تحت الكرسي رقم ٤٢. جواها حاجة مهمة ليا. خدها وهتلاقي تعليمات جديدة جواها. ومتنساش، الوقت بيجري."

يتسارع نبض شريف وهو يقرأ الرسالة. يعرف إنه مفيش وقت للتردد. يجمع أغراضه بسرعة ويتجهز للخروج، مصمم ينفذ المطلوب ويحمي عيلته.

لديه **ساعة واحدة** فقط لينفذ المطلوب ويحمي عائلته. الوقت يجري وكل ثانية ثمينة. شريف يعرف إنه لازم يتحرك بسرعة وذكاء ليواجه هذا التحدي الخطير.

شريف بيدوس على البنزين وعينيه على الساعة. الشوارع زحمة، لكنه بيستخدم كل خبرته في القيادة عشان يتفادى الزحام. هو مصمم يوصل في الوقت المحدد، وبيحاول يكون أسرع من الزمن نفسه.

وصل شريف لمحطة القطار والعرق بيتصبب منه. الساعة بتدق، وكل دقيقة بتعدي بتقربه من اللحظة الحاسمة. بيجري بين الناس، عينيه مسمرة على الكراسي، بيدور على الرقم ٤٢. أخيرًا، لقى الكرسي وتحته الشنطة السودا. بيمد إيده بسرعة وياخد الشنطة، قلبه بيدق بعنف وهو بيفتحها ليشوف التعليمات الجديدة اللي هتحدد مصيره ومصير عيلته.

يفتح شريف الشنطة بقلب يدق بالخوف والأمل، ويلاقي جواها ظرف تاني وجهاز تتبع صغير. الظرف فيه ورقة مكتوب عليها:

"شريف،
الوقت بيجري. خد الجهاز ده وروح للعنوان اللي مكتوب هنا. هتلاقي هناك عربية مرسيدس سودا، رقمها XYZ123. الجهاز هيدلك على مكان مخبي في العربية. فتح المكان ده وهتلاقي اللي أنا عايزه. وبعدين اتصل بالرقم ده *#*#1234. وافتكر، مفيش وقت للغلط."

شريف بيحط الجهاز في جيبه وبياخد نفس عميق. الوقت بيجري وهو لازم يتحرك دلوقتي. بيخرج من المحطة وهو شايل الأمل والخوف معاه، مصمم ينهي اللعبة دي على خير.

يمسك شريف الموبايل بيد مرتعشة ويشوف اسم "حبيبتي" بينور على الشاشة. يمسح دمعة من عينه ويحاول يخبي رعشة صوته.

شريف: "ألو، حبيبتي... إزيك؟"
زوجته: "الحمد لله يا شريف، بس حسيت إني عايزة أسمع صوتك. كل حاجة تمام في الشغل؟"
شريف (بيحاول يطمنها): "أيوه، كل حاجة تمام الحمد لله. أنتي والعيال عاملين إيه؟"
زوجته: "كويسين، الولاد بيلعبوا ومستنيينك ترجع. هتتأخر النهاردة؟"
شريف (بيكذب بصعوبة): "لا، مش هتأخر. هرجع بدري إن شاء الله. خلي العشا جاهز."
زوجته: "طيب يا حبيبي، متتأخرش. ومتنساش تجيب الحاجة اللي ولادك طلبوها."
شريف: "متقلقيش، هجيبها. سلامي للولاد وقوليلهم بابا بيحبهم أوي."
زوجته: "حاضر يا شريف، بس خلي بالك من نفسك."
شريف: "إن شاء الله. سلام يا حبيبتي."

يقفل شريف الموبايل ويحطه في جيبه. يبص تاني على الصورة اللي على الشاشة، صورتهم مع بعض، ويحس بالقوة ترجعله. هو لازم يكمل اللي بدأه عشان يرجع ليهم سالم.

مكالمة غيرت حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن