في زقاق قديم ببغداد، حيث تتمايل النخيل باكية على أرواح ضائعة، كانت هناك بيت قديم يقال إن الأشباح تسكنه. الناس يتهامسون بالقصص عن ظلال تتحرك خلف النوافذ المغبرة، وأنين يتردد في الليل يخترق صمت الظلام.
كان هناك شاب اسمه قاسم، معروف بشجاعته وقلبه الجريء، قرر أن يكتشف السر وراء هذه الظلال. في ليلة مقمرة، تسلل قاسم إلى البيت، متحديًا الخوف الذي يعتصر قلوب الآخرين. الأبواب تئن تحت يده، والأرض تصدر صوت الخطى القديمة.
بينما كان يتجول في الرواق المظلم، رأى ظلًا يتحرك بسرعة. تبعه قاسم حتى وصل إلى غرفة مليئة بالكتب والمخطوطات. وهناك، وجد روح عالم من الزمن الغابر، محبوسة بين الجدران، تبحث عن الخلاص.
العالم، الذي كان يُدعى الحكيم جابر، أخبر قاسم أنه كان يبحث عن سر الخلود، لكنه وقع في فخ الأنين الأبدي. ولكي يتحرر، يجب على قاسم أن يحل لغز الظلال ويجد الكتاب السحري الذي يحتوي على التعويذة القديمة.
قاسم، بعزم وإصرار، بدأ رحلته في البيت المسكون، يتحدى الأرواح الغاضبة والألغاز المحيرة. وبعد ليلة طويلة من البحث والمواجهة، وجد الكتاب المخفي تحت أرضية الغرفة السرية.
بقراءة التعويذة، تحرر الحكيم جابر من قيوده، وانقشعت ظلال الأنين الأبدي، لتعود الروح إلى البيت ويسود السلام.
وبينما كانت الشمس ترسل أولى خيوطها الذهبية لتداعب أسطح بغداد، استيقظ قاسم على صوت الأذان يملأ الأجواء. كان قلبه مليء بالفخر والسعادة، لكنه أدرك أن مهمته لم تنتهِ بعد.
في الليلة التالية، عاد قاسم إلى البيت القديم، حيث وجد الحكيم جابر ينتظره. "لقد أعدت السلام إلى هذا المكان، لكن هناك المزيد من الأرواح التي تحتاج إلى مساعدتك"، قال الحكيم بصوت يملؤه الأمل.
قاسم، الذي أصبح الآن حامي الأرواح، قضى الأيام التالية يجوب البيت، يستمع إلى قصص الأرواح ويساعدها على الرحيل بسلام. ومع كل روح تجد الراحة، كانت الظلال تتلاشى واحدة تلو الأخرى، حتى لم يبقَ إلا ظل واحد.
هذا الظل كان مختلفًا، فقد كان يحمل طاقة قوية وغامضة. قاسم تتبعه حتى وصل إلى غرفة مغلقة منذ زمن بعيد. بمجرد أن فتح الباب، وجد نفسه أمام مرآة عتيقة تعكس ضوء القمر. وفي تلك اللحظة، أدرك أن الظل الأخير كان انعكاسًا لروحه الخاصة، التي كانت تبحث عن السلام.
قاسم وقف أمام المرآة، وبينما كان ينظر إلى انعكاسه، شعر بكل الأحزان والآلام التي عاشها الأرواح في البيت. وبقلب مفعم بالشجاعة والرحمة، قرأ تعويذة السلام، ليس فقط لأرواح البيت، بل لروحه أيضًا.
ومع تلاوة الكلمات الأخيرة، انفتحت الأبواب والنوافذ، وتبددت الظلال، وعم النور المكان. قاسم، الذي أصبح الآن جزءًا من تاريخ البيت، ترك إرثًا من الشجاعة والأمل يتناقله أهل بغداد من جيل إلى جيل.
وهكذا، أصبحت "ظلال الأنين الأبدي" ليست مجرد قصة رعب، بل حكاية عن الشجاعة والتضحية والسلام الذي يمكن أن يجده الإنسان حتى في أعمق الظلام.
![](https://img.wattpad.com/cover/365484344-288-k92975.jpg)
أنت تقرأ
"ظلال الأنين الأبدي"
Horrorكان هناك شاب شجاع يُدعى كريم،تسلل إلى القصر مسلحًا بمصباحه القديم وقلبه الجريء. بينما كان يتجول في القصر، بدأت الأبواب تغلق بقوة خلفه والرياح تعوي كأنها تنادي اسمه.