في ليلة مظلمة بلا قمر في أحد أزقة بغداد القديمة، كان هناك بيت مهجور يُحكى عنه الكثير من القصص المرعبة. يُقال أن أصواتاً غريبة تُسمع من داخله ليلاً، وأن ظلالاً تتحرك خلف النوافذ المكسورة.
كان هناك شاب يُدعى عمر، مغامر وشجاع، قرر أن يكتشف الحقيقة وراء هذه الأقاويل. فأخذ مصباحه ودخل البيت. بمجرد أن وطأت قدمه العتبة، شعر ببرودة تسري في عروقه. الأثاث المغبر واللوحات المقلوبة على الجدران كانت تحكي قصصاً من الماضي.
بينما كان يتجول في الغرف، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة لكن لم يجد أحداً. استمر في التجول حتى وصل إلى غرفة بها مرآة قديمة. نظر فيها ولكنه لم يرى انعكاسه، بل رأى وجهاً آخر، وجهاً شاحباً بعينين جاحظتين تنظران إليه مباشرة.
شعر عمر بالرعب يسري في جسده، وبدأ يسمع همسات غير مفهومة تتعالى حوله. الهمسات تحولت إلى صراخ مدوي، وفجأة، انطفأ المصباح وغمرت الظلمة الغرفة. بدأ يركض نحو الباب وهو يشعر بأن شيئاً ما يتبعه، يشعر بأنفاسه الباردة على رقبته.
وصل إلى الباب ودفعه بكل قوته، وخرج إلى الشارع يلهث، وراءه البيت الصامت الآن، ولكنه كان يعلم أن ما رآه وما شعر به كان حقيقياً، وأن الأسرار التي يخفيها ذلك البيت القديم لا تزال مدفونة في الظلام، تنتظر المغامر
بعد ليلته المرعبة في البيت المهجور، لم يستطع عمر أن ينسى الوجه الذي رآه في المرآة. كانت عيناه تطارده حتى في أحلامه. قرر أن يبحث عن تاريخ البيت ليفهم ما حدث.
بدأ عمر بزيارة المكتبة الوطنية، حيث وجد سجلات قديمة تحكي عن البيت. كان يُعرف بأنه مسكن لعائلة ثرية خلال العهد العثماني. لكن العائلة اختفت في ظروف غامضة، ومنذ ذلك الحين، بدأت الشائعات تنتشر عن البيت وأصبح معروفاً بأنه مسكون.
عزم عمر على العودة إلى البيت ليلاً، مصطحباً معه كاميرا ومسجل صوت لتوثيق ما يحدث. وصل إلى البيت وبدأ بتسجيل كل شيء. لم يمض وقت طويل حتى بدأت الأصوات الغريبة تُسمع مجدداً. كانت هناك همسات تدعوه إلى الأعلى.
تبع الهمسات إلى الطابق العلوي حيث وجد غرفة مغلقة. عند فتحها، وجد داخلها دفتراً قديماً. كان يوميات الابن الأصغر للعائلة، الذي كتب عن حبه لفتاة من الشعب، وعن غضب والده وتهديده لهما. القصة انتهت بكلمات مبهمة عن "ليلة القدر" التي ستغير كل شيء.
شعر عمر بأنه اقترب من الحقيقة، لكنه كان يحتاج إلى مزيد من الأدلة. قرر البحث في الغرف الأخرى، وهناك وجد صورة قديمة للعائلة. كان الابن الأصغر يشبه الوجه الذي رأى انعكاسه في المرآة!
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل عندما بدأت الأحداث تتسارع. الأبواب بدأت تغلق والنوافذ تفتح وتغلق بعنف. وفجأة، ظهرت الفتاة التي كتب عنها الابن في اليوميات. كانت تبدو حزينة ومرتبكة، وبدأت تتحدث إلى عمر، تروي له قصتها وعن اللعنة التي أصابت العائلة بسبب حبهما المحرم.
عمر كان يستمع بدهشة وخوف، وبينما كانت الفتاة تتحدث، بدأت الأشياء تتحرك من تلقاء نفسها في الغرفة. كانت اللعنة تنشط مع اقتراب "ليلة القدر". عمر أدرك أنه يجب عليه مساعدة الروح المعذبة للفتاة لكي تجد الراحة ولكي يتم كسر اللعنة.
وهكذا، بدأت رحلة عمر الجديدة لكشف أسرار البيت وإنقاذ الروح المحبوسة. كان يعلم أن المهمة لن تكون سهلة، لكنه كان مستعداً للمخاطرة من أجل الحقيقة والعدالة.
في تلك الليلة المقمرة، وقف عمر أمام البيت المهجور، يحمل في يده كاميرا ومسجل صوت، وفي قلبه شجاعة لا تلين. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلاً، والهواء يحمل نسمات باردة تنذر بما هو آت.
دخل البيت بخطوات واثقة، متجاهلاً الأبواب التي تئن والنوافذ التي تصفر. بدأ بتسجيل كل ما يرى ويسمع، ومع كل خطوة، كان يشعر بأن الأسرار تتكشف أمامه شيئاً فشيئاً.
وصل إلى الغرفة التي وجد فيها الدفتر والصورة، وهناك، وقف يتأمل الصورة مرة أخرى. كانت العائلة تبدو محترمة ومتماسكة، لكن في عيونهم كان هناك شيء غير مريح، شيء يوحي بأسرار عميقة ومظلمة.
بينما كان يفكر في الصورة، بدأت الأصوات تعلو من جديد. هذه المرة، كانت أكثر وضوحاً. كانت تناديه باسمه، تدعوه إلى الأسفل، إلى القبو. شعر عمر بالتردد للحظة، لكنه تذكر الفتاة الروح وقراره بمساعدتها.
نزل إلى القبو بحذر، وهناك وجد غرفة مخفية خلف رف كتب قديم. داخل الغرفة، كان هناك مذبح صغير وعليه بعض الأشياء الغريبة: شموع مطفأة، أوراق نباتات يابسة، وقطعة قماش مطرزة برموز غامضة.
بدأ عمر بتسجيل كل شيء، وفجأة، شعر بيد تلمس كتفه. التفت بسرعة ليجد الفتاة الروح تقف خلفه. كانت تبدو أكثر وضوحاً هذه المرة، وعيناها تحملان حزناً عميقاً. بدأت تتحدث إليه، تروي له عن الليلة التي تغير فيها كل شيء، عن الطقوس التي أجريت في هذا المكان، وعن اللعنة التي أصابت العائلة.
كان عمر يستمع بانتباه شديد، يحاول فهم كل كلمة. كان يعلم أنه يجب عليه العثور على طريقة لكسر اللعنة، ليس فقط من أجل الروح المعذبة، ولكن أيضاً من أجل السلام الذي يستحقه البيت وأرواح من عاشوا فيه.
.
.
.
.

أنت تقرأ
"ظلال الأنين الأبدي"
Horrorكان هناك شاب شجاع يُدعى كريم،تسلل إلى القصر مسلحًا بمصباحه القديم وقلبه الجريء. بينما كان يتجول في القصر، بدأت الأبواب تغلق بقوة خلفه والرياح تعوي كأنها تنادي اسمه.