الكبيرة الأولى: الشرك بالله تعالى

13 8 2
                                    

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
فنبدأ فصلنا بالآية الكريمة، بسم الله الرحمن الرحيم:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسࣲ وَ ٰ⁠حِدَةࣲ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالࣰا كَثِیرࣰا وَنِسَاۤءࣰۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِی تَسَاۤءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَیۡكُمۡ رَقِیبࣰا﴾
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١]

بالطبع -بل ومؤكد- جميعنا يعرف أن من أساسيات الدخول للإسلام عدم الشرك بالله تعالى، وعدم جعل ندٍّ له وهو خالقك، وبالتأكيد معظمنا يعرف هذا.
وأما عن مفهوم الشرك فهو أن تجعل لله ندًّا وهو خالقك، وتجعل له شريكًا في العبادة -حاشا لله واحدٌ أحد-، وتعبد معه غيره من حجرٍ، أو بشرٍ، أو شمسٍ، أو قمر، أو نبي، أو شيخ، أو جني، أو نجم، أو ملك، ولكَ من الأمثلة الكثير.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰۤ إِثۡمًا عَظِیمًا﴾
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٤٨]

وقال: ﴿إِنَّهُۥ مَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَاهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِنۡ أَنصَارࣲ﴾
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٧٢]

وقال: ﴿وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَـٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ یَعِظُهُۥ یَـٰبُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ﴾
[سُورَةُ لُقۡمَانَ: ١٣]
والآيات في ذلك كثيرة.

فمن أشرك بالله ثم مات على شركه؛ فهو من أصحاب النار قطعًا، كما أن من آمن بالله ومات مؤمنًا؛ فهو من أصحاب الجنة وإن عُذب.
وقال النبي ﷺ: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟: الإشراك بالله...» إلى آخره
أخرجه البخاري في الشهادات، ومسلم، والترمذي، وأحمد في مسنده، والبيهقي في السنن.

وقال: «اجتنبوا السبع الموبقات....» فذكر منها الشرك بالله.
أخرجه البخاري في الوصايا، ومسلم.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من بدل دينه فاقتلوه».
صحيح.
أخرجه البخاري في الجهاد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد في مسنده.

والجدير بالذكر أنه منذ نزول الإسلام كان أول شرط هو عدم الشرك بالله، وحتى عند دخول شخص في الإسلام يقول:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

فالجزء الأول من الشهادة نقول: أن لا إله إلا الله، أي لا إله غيره وسواه سبحانه.
والجزء الثاني نقول: وحده لا شريك، أي لا شريكَ لله تعالى في العبادة.
بسم الله الرحمن الرحيم:
﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (١) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (٢) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (٣) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (٤)﴾
[سُورَةُ الإِخۡلَاصِ: ١-٤]
وبالطبع السورة كفيلة بإثبات أن لا شريك لله في الملك، لا إنسي، ولا جني، ولا حتى جماد.
فالحمد لله على نعمة الإسلام، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

دثروا فلسطين الحبيبة بدعواتكم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الكبائرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن