كان يجب عليها أن تعلم، حينما تخطو نحو الغرف الرمادية، أن حياتها لن تعود كم كانت __________________________________
الجو مشحون بالكآبة، والجدران الشاحبة تعكس نور الشموع المرتعشة، وكأنها تراقبها بشك وتهديد. شعرت ريفال ببرودة تسللت إلى عمق عظامها، على الرغم من حر القاعة الممتلئة بالناس.الأمير كان يحدق فيها بنظرات جعلتها ترغب في الهروب، نظراته ليست غضبًا فقط؛ بل كانت مزيجًا من استحواذ شرس وكراهية خفية. شعرت وكأنها فريسة عالقة في كمين لا مفر منه.
وقبل أن يكمل الكاهن كلماته المرتبة بعناية لبدء المراسم، تقدم الأمير بخطوات ثقيلة كأنها طعنات على أرض القاعة، وصوته البارد كأنما خرج من هاوية مظلمة:
كيف سيتزوج الملك امرأةً شاركت الأمير فراشه؟ أليس من الحكمة أن أكون أنا من يتزوجها؟
أطبقت القاعة بصمت ثقيل، كأن الجميع توقف عن التنفس. ريفال كانت في صدمة عميقة، حدقت بأخيها لتجد وجهه قد احمر غضبًا كجحيم ملتهب. الكلمات تتسارع في عقلها، لكنها لم تستطع أن تنطق بحرف، فيما استمر الأمير:
فتاة نبيلة تخطت حدود الشرف... أمامها خياران فقط: إما الموت أو أن تصبح جاريتي.
نبرة صوته الأخيرة كانت كفيلة بإشعال قلوب الحاضرين بالرهبة، فحتى الملك، الذي وقف كتمثال شاحب، لم يجرؤ على التحدث.
ريفال شعرت بأنها تسقط في هاوية لا قرار لها. قلبها ينبض بسرعة كأنما يحاول الفرار من صدرها. فكرة أن تصبح جارية لهذا الرجل المتغطرس كانت أشد وطأة من الموت نفسه، لكنها مع ذلك تجرأت وأجابت:
أختار الموت على أن أنحني أمام غرورك.
كانت القاعة بأكملها في حالة من الصدمة، فكيف لشخص أن يتحدى الأمير الحاكم بهذه الوقاحة؟ حتى أديّو، الذي لم يكن أفضل منها، قال بتوسل متوتر:
أرجوك، اقبل بأن تصبح جاريته بدلاً من أن تُعدم... إنها أختي، لم تقصد الإساءة.
ريفال نظرت إلى أديّو بغضب مكتوم؛ هل هذا هو الأخ الذي وعدها بالحماية؟ شعرت بخيبة أمل تزلزل كيانها.
الأمير، الذي وقف يبتسم ابتسامة تنذر بالخراب، أمر الحراس بأخذها. كل خطوة نحو المجهول كانت كسكين تطعنها، نظراتها الأخيرة كانت للملك، الذي اكتسى وجهه بحزن صامت جعلها تشك أنه يخفي أمورًا أكبر مما تدرك..
لم تشعر ريفال بنفسها عندما رُجمت في غرفة، على الأقل كانت غرفة لم يدخلها أحد منذ قرون عديدة. كان الظلام رهيبًا ولم يكن هناك ضوء سوى ضوء القمر الخافت المنبعث من النافذة الصغيرة. وبالطبع، هذا هو الحال مع الغرفة التي لم تكن بها أي خادمة أخرى. رأت حظها. هل هناك شيء خاطئ؟ قد يحدث ذلك. نعم.دخل الأمير بكل غطرسته ونرجسيته، ولم يكن هناك من يفوقه.
ما رأيك في وعدي؟ قلت لك سأخذ حقي من وجهك الجميل، وها أنا قد حولتك من فتاة شريفة إلى جارية وضيع.
إذا أعجبتك غرفتك الجديدة، نعتذر. لن نجد غرفًا أقذر من هذه. أنت الجارية الأولى للأمير. هل رأيت كم أصبحت مميزًا؟ أنت الجارية الأولى.

أنت تقرأ
الأمير الحاكم
Random[الجزء الأول من سلسله حياة الملوك ] عندما تعرضت ريفال غارسيا للخيانه من طرف شقيقتها و الرجل الذي كان الجميع يخبرها انه شخص المثالي لى فتاه ثريه مثالها كان عليها الصمود لكنها ذهبت إلي لإنقاذ طفل غرق ولم تحسب أنها كانت ستذهب إلى الموت ، لذا ذهبت إل...