الفصل الحادي عشر ... صدمة

18 2 7
                                    

يناير ... يناير ... انقذني من فضلك
لاتتركني أرجوك ، أتوسل إليك...
صوتها ، كلماتها تتردد في ذهني، لاتكف عن
الاستغاثة بي !
كنت جالس على كرسي مقيد من كل الأطراف
اصرخ به أن يتركها لكنه لايبالي لكلامي
يغرز أنيابه في معدتها، يخرج احشائها، يلتهمها امامي،
ينظر لي بعيناه البيضاء الواسعة كانها كرات شمع منيرة مخيفة، وجهه الذي ليس به لحم بتاتًا ،
عظامًا لايكسوها سوا جلد فقط ،مرعب منظره ،مهلك،
تقدم مني وهو يرفعني للأعلى خانقًا إياي
متناسيًا ذلك المقعد الذي يلتصق بي بأحباله ...
ضل يخنقني حتى لفظت انفاسي الاخيرة ووقعت صريعًا على الارض بعد تحطم ذلك المقعد ...
شهقت بقوة وانا اتصبب عرقًا حمدت الله انه مجرد حلم فقط ... مسحت العرق من جبيني واغمضت عيني لوهلة
ثم خرجت بهدوء خارج الغرفة ومنه للخارج
شعرت بوجود أحد ما بجواري
فالتفت بسرعة  ولم ارى شيئًا ...
استلقيت بجسدي على العشب وغطست في نوم عميق ولفحات الهواء تلفحني من كل جانب ...

كنت نائم أجهل الذي يدحجني بنظراته كأنه يفترسني في كل إنش ...
(مجهولة)
كنت اتطلع اليه بلهفة شديدة كم اشتقت اليه بحق
معشوقي وحبيبي الانسي الذي جننت فيه ...
ماذا تفعلين هنا يااميرتنا ؟
كان هذا صوت أخيها الذي ربت على كتفها
كان صوته حازمًا بعض الشيء
حينها أكمل بهدوء : ماذا عساك تفعلين معه ؟
برأيك هل سيحبك هذا المعتوه ؟
التفتتط اليه ونظرت إليه بغضب قائلة بحدة: لاتنهره هكذا ... ليس بمعتوه بل هو يناير خريفي الجميل
قالت آخر كلماتها بهيام شديد
لكزها اخيها بخفة فتنحنحت بحرج
بينما استرسل هو في كلامه فهتف :انظري لي عزيزتي تلك الحمقاء احتجزها  منذ اكثر من خمس سنوات ولم يدق قلبها لي ، أخشى عليكِ مرارة الحب ،غير هذا ماتفعليه خطأ، احفظي قلبك ِ
انه لأمر صعب أن تجعل الآخرين يحبوك غصبًا .
إن لم يكن بارادتهم فبئسما الحب !
هي تعلم إن أخاها يتألم ويتألم كثيرًا
فتلك الانسية التي خطفها لاتطيق رائحته التي تأتيها عبر لفحات الهواء العابرة بقربها ...
لم ترد عليه لكنه لاحظ وجوم وجهها وتعكر صفوها
فاختفى في الحال عائدًا الى حبيبته
بينما بقيت رهامدا بالقرب من يناير  بهدبعد ان غطته بلحاف من صوف احضرته من غرفته فقالت بتعب : ترى هل سيكون الطريق شاق للغاية ... أم إنه أسهل ما يكون لكننا لانحاول ؟!
لانحاول أن ندعوا الله عز وجل  أن يرزقنا من نحب ونهواه
بدلًا من إتخاذ الطرق الأخرى كوننا نظن أنها افضل بالنسبة إلينا ! ...
____________________________________
بينما في مكان ما
قامت بتحطيم كل الأشياء في الغرفة جعلتها رأس على عقب ...
هي غاضبة للغاية فهذا الحقير لايدعها تخرج من الغرفة بتاتًا ...
انتظرت مجيئه بفارغ الصبر فهو لم يأتي من خمسة أيام مالذي يشغله عنها لهذا الحد ، ليست مهتمة لكن فضولها انتابها ...
فتح باب الغرفة بهدوء وهو يتمختر في مشيته بغرور معتاد ، لم يبالي بكل هذه الفوضى فهو معتاد على رؤيتها بهذا الشكل الفوضوي ؟! ...
تقدمت منه بحذر وخوف بديهي اخفته بمهارة لتقف:  قبالته فهتفت بحنق غاضب : حضرة الوزير واخيرًا يشرفنا بأطلالته وقد نسي فئرانه  هنا ...
قاطعها بملل وهدوء : لاتبدأي مجددًا
نظرت الى وجهه بأزدراء وهي ترى بعض قطرات الدماء الجامدة ملتصقة على ذقنه : ترى من الضحية اليوم ؟
هتف بحماس مفتعل : لن تصدقي !؟
إنه بشري لكن للأسف هذه قضمة بسيطة من ذراعه
لحمه لذيذ بحق قال كلماته وهو يتلذذ ويبتلع ريقه
شعرت لوهلة بالقلق
فهتفت بشفتين مرتجفتين : شاهين ماذا فعلت ؟
بدأ يلعب على أعصابها أكثر
اتجه نحو سريرها ثم تمدد عليه واغمض عينيه بهدوء
كادت أن تصرخ بعلو صوتها من شدة بروده
فاتجهت اليه بغضب جامح وهي تمسكه من مقدمة ثوبه : أسمع ياهذا ، ماذا فعلت ، من هذا ؟
فتح شاهين عينيه وهو يحدق في بندقية عينيها
فقال بهمس : لاتقلقي مجرد قضمة من ذراعه
احمرت عيناها فقالت بضعف : من يكون ؟
هتف بنفس رتابة صوته : شقيقك يناير !
يتبع ...
عزف الخريف
مرة اخرى اعتذر عن تقصيري 💚❤️
انتظر رأيكم بفارغ الصبر 🍁
سؤال : هل اشتقتم الى يناير ؟

عزف الخريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن