-23

46 9 7
                                    

ودعت أونها بعد مغادرتي السيارة باتجاه الفنذق وأنا أدعي ألا يكون هناك شجار آخر بيني وبين هوشي أو يوري فحقا لست بمزاج جيد للخوض في أي شجار معهم

أنا أعرف حقا أني أخطأت بخروجي دون علمهم ولربما يظنون أني قد اختطفت أو شيء من هذا القبيل لذا فلهم كامل الحق بالغضب علي ومعاتبتي لكني لا أرجو ذلك على الأقل حتى أتخطى ألم رأسي

كل خطوة أتقدمها كنت أتخيل صراخهم ومحاضرتهم حول إخطائي وتصرفي من تلقاء نفسي فقد حفظت كلامهم الذي أسمعه كل مرة يحدث شيء ما

كنت أكبح رغبتي في البكاء التي ظهرت من العدم وأعتقد أن ذلك بسبب ما سمعته عن سفنتين من أولئك المتفرجين، كانت هذه الرغبة تزداد كلما اقتربت من غرفتي إلى أن توقفت أشاهد هوشي الذي يمشي ذهابا وإيابا داخل حجرتي


كان قد أدرك حضوري فقد رفع عيناه يناظرني بعدم تصديق ويبدو أني جعلته يقلق عندما لم يجدني، هذا ظاهر على ملامحه المتوترة وطريقة تصرفه التي تصرخ أنه ينتظر ظهور شخص ما وهذا الشخص هو أنا

لم أدرك متى إرتميت بين دراعيه أشهق باكية بينما هو يكاد يفقذ عقله فقط ليعرف ما بالي لكن أعتقد أني كنت أنانية حتى لا أطمئنه أنني بخير وأنني فقط أحتاج للتخفيف عن نفسي المتعبة بالبكاء داخل حضنه

"أنا بخير فقط ابقى هكذا لبعض الوقت"

تحدث بعد أن هدأت قليلا وقلت وتيرة بكائي، لم أكن أعلم أن هوشي يملك حضنا دافئا ومريحًا حتى الآن فقد بدأت تختفي كل أفكاري السوداوية الواحدة تلو الأخرى، وفقط لو يعلم كم كنت شاكرة لتفهمه وتحمله لي كل مرة أفتعل شيئا فآتي مطأطاة رأسي نحوه ليستقبلني بحضن دافئ مرفق بهدوء مريح

هوشي كان دائما هناك رغم أني المخطئة لكنه يتغاضى عن كل شيء ويهتم بي حتى أصبح بخير وهذا كان أكثر من كافي بالنسبة لي

"إذا ما الأمر الذي جعل فتاة سفنتين تتسلل خارجا لتعود باكية"

ابتسمت للقب الذي ذكره هوشي بينما يربت على ضهري وأستطيع القول أنه يبتسم أيضا، ثم بادرت الحديث قائلة

"كنت أشاهد سباق الفجر رفقة صديقة بعد أن فشلت في النوم بسبب ألم رأسي لكن حدث شيء خاطئ بالنسبة لمجرد سباق"

"ماذا حدث"

رفعت رأسي أناظره بعد أن أشار نحو السرير كي نجلس، ملامحه كانت قلقة ونوعا ما مشوشة، لذا ودون إضاعة أي ثانية بدأت بسرد ما حصل منذ مغادرة للفنذق وحتى عودتي له

Race LineWhere stories live. Discover now