6

265 18 10
                                    

يجلس مع تلك المجموعة كالعادة يضحك مع هذا وذاك ويشاركهم في احاديثهم التافه

" هل تعلمون هناك مطعم جديد قريب من الجامعة وطعامهم لذيذ للغاية دعونا نذهب "

ليتنهد رئوف بملل قائلًا " هيثم الا تفكر فقط في بطنك؟ انتَ تأكل الان "

" هيا ما بكم، سدر هل ستذهب معي " يدير وجهه ناحية الآخر

ليردف سدر مع ابتسامه على وجهه " حسنًا، لنذهب "

رئوف بأنزعاج مع ياسر " لمَ انتَ معه بكل شيء " ليضحكوا بنهاية كلامهم

ويبادلة سدر الضحكة بخفوت كعادته هو لا يجيد الضحك على كل حال

ولكن فجأة تغيرت ملامح وجهه الى جادة عندما رأى الذي يجلس امامهم هو بعيد عنهم قليلًا ولكن استطاع تميزه

ينظر له وهو يبتسم مما جعلَ من سدر يتوتر هو لا يعلم لماذا ولكن يشعر ان الآخر قد يسخر منه بتلكَ الابتسامة لانه يعرف ان هذا ليست شخصيته

ينظر كل منهما للآخر بهدوء الا ان لاحظ رئوف ان سدر ليس معهم

ينظر الى حيث ينظرُ سدر ليتذكر ان هذا الشخص نفسه الذي طلب الحديث الى سدر في ذلك اليوم

استطاع تذكره بسبب هالته الغريبة مع استمرار نظره يشعر انه مخيف مثل هادف

اراد ان يتحدث مع سدر ولكنه فضل ان يترك الآمر لوقت لاحق

.

.

.

" سدر هيا بنا " كان هذا هيثم وهو متحمس ليذهب الى المطعم، سيجعل احدهم يدفع له كالعاده

يسير معهم وقبل ان يتخطوا بوابة الخروج يشعر سدر بيده تسحبه

ليصدم جسده بجسد الآخر ليرفع رأسه محاولًا التعرف على صاحب هذا الجسد

وكما توقع لم يكن غير مُهاب، ينظر له مع تلك الابتسامة المستفزة كالعاده

ليقول رئوف بشيء من التوتر " ماذا تريد؟ "

ينظر له مُهاب بحده ليردف بلطف مزيف " نحن اصدقاء "
توسعت اعين الآخر منذ متى وهم اصدقاء؟

" ولكن سدر لا يملك اصدقاء غيرنا ! " ليبتسم سدر بسخرية هو ايضًا لا يعدهم اصدقاء له.

" نحن كذلك اذهبوا، انا وسدر لدينا شيء لنتكلم به "

يسحب سدر معه وهو يلوح مودعًا لهم من دون اهتمام

" تبدوا وكأنك تنشُ الذباب " لينظر له مُهاب

" اليسوا كذلك؟ " ليشيح سدر عينيه بملل

" هل لا اثير اهتمامك؟ عذرًا ولكن انا سيء بالتمثيل لا استيطع ان امُثل اللطيف الودود، على عكس احدهم، يستحق جائزة الاوسكار "

ينظر للآخر وملامحه فارغه مما جعلَ مُهاب في حيره هل جرحه كلامه؟ كان مزاحًا فقط

لينطق اخيرًا بعد سيرهم لمدة " الى اين نحن ذاهبون؟ "

ليردف مُهاب " لا اعلم "
لينظر له سدر بعدم تصديق

لينطق مجددًا " ما رائيك بمنزلي؟ "

" لا اريد "

" كان هذا سريعًا، انت لم تفكر حتى "

" لا احتاج "

ليتنهد مُهاب " حسنًا اذًا دعنا نذهب لمنزلك "

ليتنهد سدر وبعد مدة وصل الاثنين للمنزل ينظر من حوله وكأن المنزل لهُ وهو يجلس راميًا جسده بأهمال

" منزلك لطيف "

" ليس منزلي ، انا اعيش هنا فقط " ليومأ له مُهاب بهدوء

كان المنزل صغير وبسيط بعض الشيء ولكن حجمه جيد بالنسبة لشخص يعيش بمفردة

دافئ هذا ما شعر به مُهاب نحو المنزل ليسرح بأفكاره ليقطع سدر سرحانهُ وهو يجلس امامه وقد غير ملابسه الى آخرى مريحه وعريضه يطغى اللون الرمادي عليها وهذا ما لاحظه مُهاب في اغلب ملابسه

هل قلت قطع سَرحانه؟ أقصد دخل بدوامه آخرى !

ينظر له وهو يبتسم كيف للملابس ان تبدوا كبيرة عليه هكذا؟ مع شعره الناعم الطويل نسبيًا

من الامام يكاد يغطي عينيه ومن الخلف يصل لاذنيه
لاحظ سدر الذي يتأمله منذ وقت طويل ليقول بشيء من الخجل

" توقف عن النظر هكذا، تكاد عَينِكَ إن تأكلني ! " لينتبه مُهاب لنفسه ليشيح بنظرة اخيرًا

ليردف سدر " حسنًا ماذا تريد ان نتحدث به؟ "

" انتَ لم تُظيفَني حتى ! " نطق بتذمر

" لتُظيف نفسَك، ليس وكأنني من دعوتك "

ليعدل مُهاب من جلسته وهو يردف " حسنًا لقد اردت التحدث معك بموضوع مهم "

____________________

يتبع...

المسرحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن