علي قيد الحياة

69 8 39
                                    

## الفصل الأول: على قيد الحياة

.....

مير، الفتاة ذات العيون الواسعة التي تعكس لون السماء، تعيش مع والدتها في منزل صغير يقبع على هضبة خضراء. تتمايل أشجار الصفصاف برقة على إيقاع النسيم، وتحيط بها أزهار البرية الملونة التي تنشر عبيرها في كل مكان. كانت مير تعشق والدتها، امرأة ذات شعر فضي كالقمر وعينين تحملان حكايات الزمن القديم. وجدت مير السلام في استنشاق الهواء النقي والاستماع إلى تغريد العصافير الذي يملأ الصباح بالأمل.

ذات يوم، بينما النجوم تتلألأ في السماء كشهود صامتين، اجتاح العطش حلق مير. أرادت أن تروي ظمأها، فأمسكت بالمصباح القديم الذي كان يعود لجدتها وتسللت خارج غرفتها. كان الظلام يلف الليل، لكن ضوء القمر الفضي كان كافيًا لترى طريقها، وكأنه يرشدها.

بينما كانت مير تتجه نحو المطبخ لتحضر الماء، اعترض سمعها همسات تنبعث من غرفة والدتها. اقتربت بخطى حذرة، قلبها يخفق بقوة، لتكتشف ما يحدث. المشهد الذي واجهته كان غير متوقع. والدتها لم تكن وحدها؛ كان هناك رجل غامض يجلس هناك، يتخفى تحت معطف أسود وقبعة تغطي ملامحه، كأنه ظل من الماضي.

الإضاءة الخافتة لم تمنع مير من ملاحظة بريق عيني الغريب اللامعتين، اللتين كانتا تلمعان كنجمتين في سماء مظلمة. كان يتحدث إلى والدتها بصوت خافت ومليء بالجدية، كأن كل كلمة تحمل وزن العالم.

"هل أنت متأكد من هذه المعلومات؟" سألت والدتها بصوت مرتجف يكاد يخفي خوفها، وكأنها تخشى الإجابة.

"نعم، سيدتي، المعلومات دقيقة وموثوقة." أجاب الشخص الغامض بثقة، صوته يحمل نبرة لا تقبل الشك. "هذا يعني أنه لا يزال على قيد الحياة."

الحيرة غمرت مير. من كان هذا الرجل الذي يتحدث مع والدتها بهذه الثقة؟ وما هي المعلومات التي يعتبرها موثوقة؟ والأهم من ذلك، من هو الشخص الذي لا يزال على قيد الحياة؟

والدتها استمرت في الحديث مع الشخص الغامض، "على قيد الحياة؟" تمتمت باسمه، "على قيد الحياة...!" صوتها كان يحمل مزيجًا من الأمل والخوف، كأنها تتحدث عن أسطورة قديمة.

عندما سمعت مير الاسم، شعرت بقشعريرة تسري في جسدها، كأن الكلمة تحمل معها سرًا عظيمًا. لكنها ظلت صامتة، تستمع إلى كل كلمة تنطق بها والدتها، وكأنها تبحث عن إجابات في صدى الأصوات.

"أين هو؟ هل تمكنت من معرفة مكانه؟" سألت والدتها بأمل خافت، وكأنها تمسك
بخيط رفيع من النور في ظلام دامس.

"لا، لم نحدد مكانه بعد. هناك مكان لم نبحث فيه بعد، لكننا متأكدون أنه لم يمت.

طاقته لا تزال تنبض في العالم. وإذا اختفت، لكان الملك قد علم بذلك." رد

الشخص الغامض بصوت محمل بالوعيد، وكأنه يحمل سر الحياة والموت.

مير وقفت مذهولة، تحاول استيعاب الأسرار التي تحيط بوالدتها. ومن هو هذا

الشخص الغامض؟ ومن هو الشخص الذي لا يزال على قيد الحياة، ولماذا كان صوت

والدتها مرتجفًا عند سماع الخبر؟






Writer: "Athy"







إيش رأيكم بالتعديلات... رأيكم بكل صراحه مشان انزل الجزء الثاني علي التعديلات 😇💙🤍

الطفلة الملعونة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن