PART 𝟎𝟑 ⊹ ۪ . ⌑

266 18 42
                                    

✧ اللقاءات العابرة قد تحمل في طياتها قصصًا تغير مجرى حياتنا، فلا تستهتر بأي فرصة للالتقاء بأرواح قد تحمل مفاتيح تحول حياتك ✧

هرعت غريس إلى الخارج، و كان قلبها ينبض بسرعة كبيرة، فكانت تشعر بالقلق والتوتر يسريان في عروقها كالنهر الجاري. بصرها يبحث بشراسة عن المصدر الذي دفعها للاندفاع بهذه السرعة، وعندما وصلت وجدت فتاة رقيقة في مقتبل العمر مستلقية على الأرض، وجسدها مليء بالكدمات الدامية كالورود التي تفتحت بين الأشواك, وإنصدمت من هول المشهد فقد كان جسدها منهك و ملابسها مزقت، كانت فى وضع لا يحسد عليه,.. غريس لم تتردد للحظة واحدة في التصرف، بل اندفعت نحو الفتاة متجاهلةً أي خطر قد يواجهها،
سحبت غريس الفتاة معها إلى المسكن، كانت تعيش لحظاتٍ من الصدمة والتأثر العميق، شعرت بالتوتر والقلق لأنها لم تكن تعرف كيفية التعامل مع الوضع، ولكن في الوقت ذاته كانت تشعر بالرغبة الشديدة في مساعدتها وتقديم الدعم لها في هذه اللحظة الصعبة. و كانت تتساءل عن حياة هذه الفتاة وعن الصعوبات التي واجهتها، و من أوصلها لهذه الحالة الكارثية

عندما كانت غريـــس أو بالأحرى إيفا تسحب تلك المنسدحة لعدم قدرتها على حملها سمعتها تهمس بصوت خافت بالكادِ يُسمع:

" ارجـــوكِ لا تُخبري أحدا بأمري ...أرجــــوك!..ارجـوك!"

لم تستوعب إيفا ما نبست به فقد كان غريبا بحق فهي بالتأكيد سوف تتصل بالاسعاف حتى اكملت تلك البنت  حديثها بنفس النبرة:

"لا..لاتخبري أحد عني ارجوك!!...إنهم سيقتلونني!!... ،نعم سأموت إن فعلتِ!! "

استوعبت أخيرا إيفا ما ترمز اليه تلك الفتاة فوعدتها بأنها لن تخبر أحدا حاليا و كل هذا حدث في نفس الوقت الذي كانت فيه إيفا تقوم بسحبها.
بعد ادخالها وضعتها فوق السّرير في غرفتها و عالجت جروحها و ضمدت الكدمات على جسدها لتتركها ترْقدُ بسلام دون إزعاجها حيث أنها غطّت في سباتٍ عمــــيق...لكن ماذا عن إيفا الأن ماذا ستفعل؟
ظلت غريس شاردةً فيها و في معاليمِ وجهها الأُنثَوية اللطيفة و مدى ظررها ذاك .كان يدور في ذهنها العديد من الأسئلة تودّ طرحها عليها ،ما السّبب الذي جعلها في تلك الحالة؟ و أي مشكلة قد ورطت نفسها فتاة بجمالها؟، و لماذا لاتودّ إعلام الشّرطة أو الاسعاف ،و أخيرا ما كانت تقصد بقولها "سيقتلوني ،سأموت؟؟" كلّ هذه أسئلةكانت تدور في ذهنها في تلك اللحظة .و بقيت في تلك الحالة حتى اليوم الموالي..

في الصباح الباكر حيث يتجدد اليوم و من خلاله تكتشف أسرار الحياة.. إستيقظت الغريبة على وقع الضوء الفاتن المتسلل من خلال نافذة الغرفة، تاركا أثرا بسيطا من الدفء يلامس بشرتها المتعبة،  رفعت عينيها ببطء لتجد إيفا، المضيفة الكريمة، قد وضعت بعناية وجبة الإفطار على طاولة السرير، مبديّةً بذلك حرصها الدائم على راحة الضيوف. هذه اللفتة الصغيرة لم تكن مجرد عملية تقليدية لتقديم الطعام، بل كانت رسالة واضحة من إيفا تعبر عن إهتمامها العميق براحة ورضا ضيوفها، حيث أدركت بشكل حسّاس أن الغريبة قد تحتاج إلى بعض الوقت لتستعيد قواها وتنهض من الفراش.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐒𝐨𝐮𝐧𝐝 𝐨𝐟 𝐬𝐢𝐥𝐞𝐧𝐜𝐞 || صَوْتُ اَلصّمْتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن