Chapter - 1

3.6K 126 78
                                    

١٢ أكتوبر | سيول
٤:٢٢ مساءاً

-

انا مُراهِق لن يقوم أبداً بجعل التعبير عن الغضب كَرَدة فعل، فالغضب مُرهقاً، و حتى لم أُظهره عندما قرر أبي نقلنا إلى بلد أخرى مختلفة، تاركين كل شيء خلفنا، دون أن يُكَلف نَفسه عن سؤالي انا وأخي عن رأينا.

كان ينبغي على واحداً منا أن يختار الغضب، كَي نُعبر عن مدى خَيبَتنا، فكان مينهو (أخي الأكبر) جيداً في ذلك. في حين، قررت مُمارسة النجاه. حسناً، لأن الدخول في جدال مع عائلتي يكون مجازفة.

أتذكر كيف كان مينهو غاضباً ذلك اليوم، و كيف خرج من المنزل بغضب تاركاً أمي وسط حديثها الموبخ له. بينما كنت أشاهد من أعلى الدرج بقلق،

و علمت أن أمر الإنتقال إلزامي. و كُل تعبير أضعه على وجهي كالإبتسام أو الرضا، كان زائِفاً و هذا جعل والداي يوقفان جدالتهم مع مينهو أو على الأقل يتجاهلون عصبيته و تذمراته.

بإعتقادهم إني داعماً لقرار إنتقالنا إنبَسَطا و كثيراً، فأبقيت إحباطي و حَنقي لفكرة ترك أصدقائي و مدرستي لنفسي و دَاخلي.

أشاهد أنا و أخي والدينا متحمسان لـ'حياتنا الجديدة' كما يقولان.

مرت السيارة فوق مطب، يسبب ارتداد جسدي فوق المقعد، سبب نمو عقدة بين حاجباي بإمتعاض. ضحكة أمي ترددت عبر جزئيات الهواء، أسمعها حتى وانا أضع سماعاتي الايربودز. من المؤكد أنها تضحك على شيء غريب قاله أبي.

"يا أم اللآلئ ! هذه السيارة تستطيع الصمود أمام المطبات !" هتف أبي، يبالغ و جداً. أمي ضحكت مجدداً، و كأنها سمعت أكثر مزحة مضحكة في العالم.

"إنها حقاً كذلك." أمي نبست مُتفقة مع أبي. شعرتُ بمينهو يقلب مقلتاه. عدتُ للنظر خارج النافذة، أشاهد المباني تمر بسرعة. يدي أسفل خدي بملل.

"يبدوان و كأننا لم نحصل على هوندا من قبل." مينهو غمغم بسخرية، فأخرجت بفتت. كنت أعلم أنا و أخي أن أبي يحاول تلطيف الأجواء، خاصة أنه يُلاحظ وجهنا أنا و مينهو.

خمس دقائق إضافية ثم توقفت السيارة أمام منزل متوسط الحجم. كان بنفس حجم منزلنا القديم بعض الشيء.

"ها نحن يا عائلة لي !" أبي صاح ببهجة، انا تأففتُ، اخلع سماعاتي التي نفذ شاحنها فجأة الان.

خرجت من السيارة مُبصراً للمنزل، الحديقة، والحي كله. الشارع كان هادئا، ممتلئ بالاشجار البرتقالية. أنه فصل الخريف، والخريف بدا جميلا هنا ايضا.

توجهت بتلكؤ و ملل لمؤخرة السيارة، أُخرج أغراضي؛ حقيبة ظهري، حقيبة سفر و حقيبة أخرى، صندوقين باللون الأصفر.

"هل أحببته ؟" أبي سأل، أتى بجانبي مُخرجا باقية الحقائب، يتركها على الأرض بجانب عجلة السيارة الخلفية.

Fear | hyunlix حيث تعيش القصص. اكتشف الآن