..-. .- - .
كان هناك صبيٌ صغير يحدق بالسماء المجروحة ، لونها الذهبي الجميل ممزوجٌ بلون برتقالي يرتد امامًا واسفلًا. عيونه البندقية مليئة بالفضول البريء ، شعره الأسود القصير يتراقص مع رياح الفجر الباردة ، مرسلة رعشاتٍ لجسده الصغير الرقيق.
سامعًا خطوةً وراءه ارتد وجه الصغير لمن كان وراء كتفه ، ابتسامة ضخمة شقت وجهه لجزئين قبل ان يهلهل فرحًا مع اتساعة بؤبؤ عينيه الضخمتين"أيس! لقد استيقظت!".
تقابلت أعينهم ببعضها البعض للحظة قبل ان يبتسم الفتى المنمش بلطف ناحية الأصغر مقتربًا منه جالسًا بجواره ساحبًا خده حتى مع انين الاصغر "غبي ، لماذا لم تنم؟".
تردد انين الاصغر وهو يسحب خده من قبضة أخيه الاكبر ، فاركًا خده بكفه نظر الاصغر ناحية المنمش قبل ان تسقط عينيه للعشب الذي تحرك بجوارهم بهدوء مع الرياح "لم أستطع النوم ، كنت متحمسًا..".
لم يستطع الاكبر إلا بأن يرفع حاجبًا ناحية الصغير وهو يميل رأسه على كف يده قائلًا بسخرية "هل انت جاد؟ يالك من غريب ، لوفي ، انت الوحيد الذي اعرفه متحمسًا بأن..يذهب هناك!".
وما كان من لوفي إلا أن يضحك بجانب أيس، الذي لم يجد في نفسه القدرة على الضحك. ثم وضع لوفي يديه بين قدميه، وقربهما إلى كاحليه، وقال بابتسامة ضخمة "أنا لست غريبًا! إنها المرة الأولى التي نخرج من هنا معًا! حسنًا، بدون سابو، ولكن! إنها أول مغامرة!"لكن عبثية كلام لوفي لم تسعد ايس ، ألتفتت عيناه لسماء قبل ان يتمتم ساكنًا "احدٌ منا سيموت ، كيف لك ان تكون متحمسًا؟".
وسط الصمت الذي حل بينهما، كانت الرياح الهادئة تدق طبولًا في آذانهم، بينما بدأ شعاع الشمس الأحمر يظهر ببطء، كالجرح النازف. وفي هذا الوقت، لم تتزعزع ابتسامة لوفي، بل رفع إبهامه للأعلى مؤكدًا: "لن يموت أحد! ولن اموت! سننجو معًا، يا أيس!"لم ينطق ايس بكلمة طوال الفجر ، نظرةٌ داكنة كل ما تعرف عليه لوفي ، لكن اي نكتة قالها لم تصل اذان شقيقه الاكبر.
... .- -.-. .-. .. ..-. .. -.-. .
تذكر لوفي كلمات إيس منذ أن كان في السابعة من عمره، فلم يتذكر الكثير سوى اللحم والحفلات في ذهنه، لكن بسبب غموض لم يستطع فهمه من عقله الصغير والغير ناضج، كان كل ما يملأ تفكيره عندما يملأ الصمت قريتهم الصغيرة، هو صوت إيس الغاضب واللطيف في آن واحد، وهو يشرح له عن عالمهم الذي كرهه من صميم قلبه ومن كل ما كان في داخله.
"لوفي، لن أعيد كلامي مجددًا، لذا قم بتشغيل أول خلية من عقلك، ولو لمرة واحدة، لأنني، ومجددًا، لن أعيد ما قلته!"
"إيس، أنا لست غبيًا!"
"لم أقل ذلك، ولكن حسنًا، أيها الغبي! انصت، ولو لمرة في حياتك التافهة!"
"أولًا، عالمنا الصغير ينقسم إلى أربعة أجزاء، الأزرق الشرقي والشمالي والجنوبي والغربي... أوي! لوفي! استمع!"
"اه! لا تضربني، إيس!"
"إذاً، فلتستمع! أحم... على أية حال، كما كنت أقول... ينقسم عالمنا إلى أربعة أجزاء، كل جزء يُحكم من قبل آلهة وه..."
"ماهي الآلهة؟"
"لا تقاطعني! تسك... الآلهة هم بشر قد ارتفعوا لسماء، حاملين على أكتافهم لقب الأقوياء والمحاربين الذين نجوا من القدر والتحديات المرسلة إليهم، فمثلاً يمكن لنا أنا وأنت أن نصبح آلهة لأننا نملك قوة الآلهة داخلنا."
"لكن في الوقت نفسه، في العشرين عامًا، ليس هناك سوى إنسان واحد يجب أن يصبح آلهة من كل جزء من الأرض، لذا علينا نحن الفواكه الغير ناضجة أن نتقاتل مع بعضنا حتى الموت، والفائز الذي ينجو يمكن أن يصبح آلهة، ولكن ذلك إذا فاز في مقامرة السماء."
"يمكنك أن تسميها تحديًا، ولكنها في الحقيقة ليست إلا مقامرة، نسبتنا بالخسارة لمرتفعة خاصة لأطفال مثلنا. طوال حياتنا حتى نبلغ العشرين، سنمر بنوع من التعذيب، سواء نفسيًا أو جسديًا، لكي تتأكد السماء من أننا سنستحق أن نكون آلهة، ولكن إذا مت، فأنت ستخسر التحدي، وهناك عقاب."
"إن خسرت، فروحك ستتجول بلا هدف ولا فكرة في العالم، ستمر بألم طوال حياتك حتى ينتهي الزمن. هذا هو عقاب الخسارة وتخيب آمال السماء."
"هل فهمت، لوفي؟ سأتفهم إن كنت خائفًا، فحتى ان-"
"هذا مذهل! إذاً، أنها لمغامرة طويلة الأمد؟!"
"اه..."
"..."
"نعم، أعتقد ذلك."
.. -. -. --- -.-. . -. -.-. .END OF PROLOGUE
-
ملَاحظة الكاتبة:
1- 'ديزيديريوس' هو اسم روماني للشعور بالرغبة واليأس ويمكن ايضا أن يعبر عن حمل مشاعرٍ متمحورة حول شعور بالإستحالة وفقدان الأمل.
2- جميع الأطفال المتطوعين للأولوهية يبلغون العاشرة من عمرهم حاليًا لأنهم جميعًا ولدوا بعد ارتفاع الفائز السابق لسماء.
3- عاش ايس وحيدًا في قرية في الأزرق الشرقي بعد أن هجره والداه خوفًا من ان يموتى كتحدي من السماء لأيس ، حتى إلتقى بلوفي متروكًا في جانب القرية ولم يبلغ حتى عامًا.
أنت تقرأ
Desiderius || ديزيديريوس
Fanfic- في أرضٍ تتربع عليها الآلهة، تعيش البشرية تحت قوانين غامضة وفروض قاسية، تحت أعين القمر الساطع. كل عقد، يتجمعون في ليلة من الظلام لاختبارهم، لاختيار منهم النادرين الذي يحملون بذور الآلهة في ارواحهم. يُقال إن من ينجح في الاختبار سيُمنح الخلود والقوة...