في إحدى الليالي الباردة والممطرة، وفي وقت متأخر من الليل، سارة كانت تجلس على الأريكة مثل كل ليلة، ولكن هذه المرة شعرت بشيء مختلف. كان هناك صوت خافت يتدرج في الهواء، كان يشبه إلى حد ما لحنًا بعيدًا يتأرجح في الرياح الممطرة.
تحركت سارة ببطء نحو النافذة، حيث كان الصوت يتسلل من بين ثنايا الظلام. فتحت النافذة برهة من الدهشة والفضول، لتجد هناك شابًا يقف في الفناء الداخلي، يحمل مظلة صغيرة فوق رأسه، ويعزف على الغيتار بلطف.
لم يكن الشاب يعلم بوجود سارة في الشقة القريبة، ولكنه كان يعزف كأنه يغرد للقمر وحده. سارة بقيت تستمع إلى اللحن الحزين الذي انساب في الهواء كالنهر الهادئ، وشعرت بدفء غريب يملأ قلبها المتجمد منذ وقت طويل.
في تلك اللحظة، شعرت سارة بشيء غير مألوف، إنه شعور بالأمل الذي لم تشعر به من قبل. ربما كان هذا الشاب الغامض، الذي يعزف لوحده في منتصف الليل، يمثل نقطة ضوء في عتمة حياتها المظلمة.
ومع هذه اللمحة البسيطة من الأمل، بدأت سارة تتساءل عن ما قد يحمله لها المستقبل، وهل من الممكن أن تجد أخيرًا السعادة التي طالما سعت إليها داخل قلبها المحطم؟