1

845 20 0
                                    

-

قبل ثلاثين سنه .
بعد أنتهى أيام العزا القاسيه على قلوبهم والمتعبة عليهم كـ ابناء لشيخ الديره أقفل البيت الكبير
المتواضع أبوابه معلن أنتهى معاناه العزا و نهايه اليوم أيضا ، تقدم أكبر أبناء الشيخ " ضاحي " لمجلس والدهم الذي يضم أخوته الأصغر منه رفع نظره لأختهم الوحيده " فدوى " وبقسوه : انقلي للبيت لا ارى خشتس بمجلس الرياجيل!
وقفت بعد ما رفعت جلابيتها الطويله عليها وطلعت هاربه من تسلط أخوها الأكبر بعكس الأخ الأخر .
جلس بمنتصف المجلس وهو يردف بكل بجاحه وغرور : أسمع هرجي زين يالقيط من توفى أبوي الشيخ ماعد لك مكانن عندنا أخذ أغراضك وتيسر قبل
الفجر وان صادفت حدن من أهل الديره قل
مالي بها الديره مكان ، وقف بعد ما رمى شون " عصى " ابوه بوجه أخوه : والحين تيسر دامني بصير
انا شيخ الديره مالك لزمه هان
وقف أخوه الأصغر واللي كان أكثر حكمه وعلم منه : ما عاش من يطردني من ديره ابوي الشيخ رحمه الله عليه حتى لو انه انت يا ضاحي وعلى حسب اللي أعرفه ويعرفونه أهل الديره ، مال الديره شيخً غيري
من هرج ابونا الشيخ وأقواله !
التفت ضاحي بجهه اخوه وهو ثاير عليه : يعني تذلني ان ابوي أختارك تكون شيخ الديره والله ان تبطي
وان تموت ولا تاخذ مكاني يالقيط ، انا اللي استحقها ولد النسب مو انت يا هادي ياولد الباديه !
حرك راسه هادي بفهم : سو اللي ودك به اما طلعه من الديره ذي مانيب طالع منها يا أخوي الكبير . وبحسره : يالعضيد ، طلع من مجلس الرياجيل البعيد عن بيتهم متوجه
لغرفته بداخل البيت فتح باب الصاله وكان
بـ انتظاره أخته فدوى ، اتجه لها وهو مبتسم بوجهها : حيي الله الوجه الزين قبل راسها عدّه قبلات وهو
يهمس بـ اذنها : لا تاخذين بهرج ضاحي تراه من
الحزن على ابونا ما يدري وش يرطن به ، تصبحين على خير ابسري ارقد ورانا قومه من صبح ربي
فتح باب غرفته وبالتدريج بدت أبتسامته تتلاشى من معايره ضاحي له وتسلطه !
رمى بشته بطرف الفراش وهو يتنهد بهم من تغير ضاحي الملحوظ ، رفع يده لقلبه وهو يحس
بـ أن شيء بيصير لا محاله رفع يده لشعره الكثيف وبدا يحركه بدون هدف .... دخل للحمام يتوضى يصلي
ركعتين قبل ما ينام وهو يردد على لسانه الآيه القرانيه واللي خففت عليه كثير ( رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
ۖ )
فتح عينه بفزع من الأصوات العاليه بالخارج ومن بينهم صوت ضاحي اللي يردد : حسبي الله عليك من ولد يالقيط ! ، عقد حاجبه بصدمه وش سوا وهو
راقد ؟ الوكاد انه أنجن لبس ثوبه المرمي على الأرض بسرعه وطلع بيشوف وش صاير قبل اذان
الفجر بنص ساعه فتح باب البيت وهو يقول : يالله انك تستر ولا تفجعنا مع ذا الصبحيه
بدا يخف الضجيج من ظهر لهم هادي بملامحه الجامده واللي تفرض الأحترام على الكل أردف ضاحي وهو يأشر على هادي : شفه هذا المجرم اللي ذبح
راعي الخيول الله يسود وجهه زي ما شوهه سمعه ابوي الشيخ رحمه الله عليه
طلع شخص من بين الناس وهو يأمرهم يمسكون
هادي وبصوته الغليظ : ودوه للخيمه لين نصدر الحكم عليه " ملاحظه بعصرهم بكل ديره فيها حاكم يحكم على المجرمين وهذا الحاكم يتكفل بكل
القضايا ويسوي اللي يلزم عليه "
جروه للخيمه وهو ما زال تحت الصدمه وعرف ان السالفه كلها مدبره من تحت ضاحي رمى نفسه
على الأرض وهو يتنهد بهَم ، ما همته الحاله اللي وصل عليه اللي قاهره وش الحقد ذا اللي يحمله ضاحي
بقلبه عليه ، فز من سمع صوت الأذان يصدع بكل الديره رفع عيونه يدور على ماء يتوضى به بس كانت الخيمه خاليه من كل شيء .... رفع اكمام ثوبه وبدا يتيمّم وعقبها صل الفجر ... جلس على الأرض يقرا اذكار الصباح ويدعي كعاده تعودها من صغره رفع راسه من سمع صوت ضاحي الساخر : والله ذا مكانك يالقيط كيف الأحوال عندك عساه عاجبتك بس  ؟
كان الصمت رد على حكي ضاحي ، ابتسم بخبث بعد تفكير لفتره : اجل اسمع تبيني اطلعك من هان  تنازل لي عشان أصير شيخ الديره وانت تطلع منها وش رايك  ؟
هادي جلس يردد وراه وهو يفكر وش يتخذ حريته ولا الموت و تخريب سمعته وسمعه ابوه : طلعني من هان  ولك اللي ودك به ، إلا سمعه ابوي ما تخرب !
ضاحي ابتسم بـ انتصار عليه ، وطلع برا عند أخو المقتول وأتفق معاه يطلعون هادي براءه
بعد ربع ساعه تقريباً طلعوه من الخيمه قدام الكل وفكوا الحصار عنه التفت صوب اهل الديره وبصوته الهادي : يا جماعه الخير ابيكم تسرون معي يمّ
مجلس ابوي الشيخ رحمه الله عليه
وصله ردودهم المختلفه بين " ابشر طال عمرك ، تم ، كثر الله خيرك" ومن ذا الحكي  .

من غدت همي وانا مالي ديار الا ديّرها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن