من غدت همي وانا مالي ديار الا ديّرها.

2

-

نطقت عبايّر بنفي : لا والله جايز لي مير اني ما أحب اكثر اكل مع الصبح
سلوى بسخريه : الا ودتس بعصاه ترقص بظهرتس قالت ما اكثر هو انتي كلتي شيء عشان تكثرين ؟
رفعت يدها جميلة وهي تدق سلوى بكتفها : وش فيتس على البنيه يا أم سعود خليها على راحتها ، ميلت شفتها أم سعود " سلوى " بعدم أعجاب ولكن تمنع للمشاكل ألتزمت الصمت .
-
بيت فدوى أخت ضاحي " أم مُلهم " ~
ساند نفسه على جدار الغرفه وهو ينتظر مُلهم يطلع له عشان يلحق أبوه لديوانيه الديره تأفف بملل وهو يصوت له : ياولد ! عجل ورانا أشغال
ركض له مُلهم وهو يعدل شعره ويثبت عليه الطاقيه : جيتك يا ولد الحلال وشوله العجله ذي كلها ؟
ثبت عصاه مُهيب على الأرض وهو يمشي للديوانيه : ابوي يحترينا ولو ابطينا شوي خذلك هواش لين السنه الجايه
سحب مُلهم عصاه مُهيب اللي ما تفارقه وبكُل مكان وخطوة يخطيها تكون معاه من صغره وهي مثل ظله : والله يا شايبنا اني ما تخطيت تفشيله لنا وضربه لي بالطاسه حتى شف ، سحب طاقيته على خفيف حتى ما بان جرح بـ أعلى جبينه : ما قصر الشيخ وسمني
ضحك مُهيب من أسلوب مُلهم المتذمر من جرحه : ما زادك الا زينه وفتنه ياولد عمتي
شهق بذهول مُلهم وهو يرمي مُهيب بعصاته : حرمه انا حرمه ؟
مُهيب : حاشاك بس انتِ مو تقول اطيح النسوان بجمالي ؟ قاعد أرفع معنوياتك يا رخمه
دفه مُلهم لناحيه الديوانيه : ادخل وانتِ ساكت بس
أعتدل مُهيب بوقفته وهو يشيك على عمامته الكحلية قبل ما يدخل عندهم وبصوته الجهوري : السلام عليكم
وقفوا له الرجال وهم يردون عليه السلام ويسلمون عليه بحُب وأحترام له ، سحب فنجال قهوه من عند الصبي " اللي يضيفهم بالمجالس " وهو يمدها لابوه ومن مسكها حنى جسده وهو يقبل راسه ويجلس على يمينه بوسط المجلس وبمكانه المعتاد : عسى ما تاخرت عليك يا الشيخ ؟
الشيخ ضاحي : لو تاخرت ثانيه كان شفت وجهه غير ذا مير انك جيت بوقتك .

مُهيب ~
طلع من بعد صلاه العصر وهو متجهه لنياقهم وبالتحديد لنياقه الخاصه ، كان واقف بقُرب الشباك حقتها وهو عاصب شماغه على راسه ورافع ثوبه ورابطه على خصره وبين يدينه عصاه اللي مايتركها مهما كان السبب والظروف ، رفع يدينه وهو  يغطي عينه بكفه من الشمس وينطق للعامل : يا صلاح رح شف العلف كم باقي منه ؟
هز راسه صلاح عدّة مرات بالموافقه وهو ينطلق لناحيه شباك العلف البعيده عن مكان النياق بمساحه بسيطة جداً ، بينما مُهيب اتجهه لدبه الماء وهي يعبيها بـ أحواض النياق وهو يدندن بشيلته المحببه له : تذكر يوم جيت من الحزن متضايق ومكسور
فرشت لك الضلوع وقلت لك ياسيد عشاقي
أبتسم بخفه من وصله صوت مُلهم ومعه محمد " صاحبهم " وهي يكمل عنه : خذ ضلوعي وو ، شهق بصدمه من صاده محمد بحجر : ياورع وشوله تحذفني ؟ سلم محمد على مُهيب وهو يحتضنه بتمثيل : لا تخلي هالخيشه تغني حوم تسبدي بس بصوته اللي روع حتى النياق
تكتف مُلهم بغرور وهو يأشر على محمد بطرف اصبعه : مابرد عليك لان واضح الغيره ذابحتك من صوتي الشجي الجميل يكفي أني مُلهم ولد فدوى .
قاطعهم مُهيب وهي يكمل غناء : خذ ضلوعي وابن فيها يسار الصدر بيت وسور
ومن ثم نشدو كلهم الثلاثه بصوت واحد وعلى نفس وتيره صوت مُهيب وتلحينه :
ترا مافيه قبلك من سكن صدري وخفاقي
ضحك محمد وهو يضرب على صدره لـ فلاح اللي يصفق لهم بـ اعجاب : لا داعي لا داعي
أستغل الفرصه مُلهم وهو يرد حقه : ما يدعمك كل هالتفاعل عشان ولد خالي الجميل ، اما انت حتى شفقه مسكين م تستاهل
ضرب صدره محمد بتمثيل للالم وهو يتلطم بشماغه : جرحك وصل يالعشير وصل لفص قلبي
لف عليهم مُهيب بصدمه : فص قلبك ؟ ياخي اعتزل التعبير مو بس الغناء
ضحك مُلهم على تعابير محمد المتألم بتمثيل من كلامهم : عندنا جمعه مع الربع يوم الخميس تخاوينا مُهيب ؟
زم يدينه مُهيب خلف ظهره بتفكير : بشوف الأوضاع وارد لك
صعد مُلهم على خزان الماء وهو ينطق بحماس : حاول تجي وحشتنا قصايدك ، اخر طلعه بدونك يا عضيدي ماتسوى شيء
نزع محمد حذيانه وهو يرميها على مُلهم : راع مشاعري يالثور وانا طول الوقت اضحك عشان تنسى هالشاعر والحين تنكر جميلي ؟
أبتسم مُهيب بخفه وهو يركب الوايت : ادناك مُهرج ليه كل هالشرهه يا حميد ؟