تَمهِيد: مَا بَعدَ الحَدَث
"إِنَّهُ الخَرِيف"،
تمتَمَت أمَامَ شاهِدَةِ القبرِ مُحَدِقَةً بِها بقلبٍ مِن نارٍ "مرَّ نِصفُ عامٍ الآن.. وقد مرَّت بِلا نتِيجة"، هبَّت فجأَةً رِياحٌ شدَيدَة فتَطايَرَت خُصلاتُ شعرِها الفَحمِيٍّ وقَد حُلَّ رِباطُ شَعرِهَا، أمسَكَت بيَدِها اليُمنى الشَّريطَةَ الحَمراءَ التي كانَت تجمعُ خُصلاتِها القَصيِرةِ لِتُنظُرَ إليها بِأَسَى، انتَبَهَت إلى باقَةِ الوُرودِ البَيضاءَ التِي تحمِلُها بيُسرَاهَا وعادَت بِوعيِها نحوَ الواقِع. وَضَعتِ الشَّريطَةَ فِي جَيبِ مِعطَفِها القَصِيرِ وانحَنَت نحوَ الشَّاهِدِ تجلِسُ القُرفُصَاءَ لِتَضَعَ البَاقَةَ بِجانِبِ الباقاتِ الأُخرَيات، ضَمَّت يدَيها إلى صَدرِها وأغمضَت عينَيهَا وهِيَ تدعُو بالسِّلامِ لصاحِبِ الشَّاهِدِ من أعماقِ قَلبِها.شَعَرَت بيدٍ حانِيَةٍ تُوضَعُ على كَتِفِها وسمِعَت صوتًا حنُونًا لا يخلُو مِنَ الحُزنِ يَقُول "تَوَقَّعتُ أن أجِدَكِ هُنا آنِسَتِي، إنَّ السَّيِّدَ يبحًثُ عنكِ في كُلِّ مكان" ابتَسَمَت عندَ تعرُّفِها لصاحِبِ الصَّوتِ لِتَرُدَّ بِخُفُوت "وهل أخبَرتَهُ بأنِّي سَأكون هُنَا؟" رَفَعَ يدَهُ المُكتَسِيَةَ بِقُفازٍ أبيضَ اللَّونِ عنها ليشبِكها معَ الأُخرَى خلفَ ظَهرِهِ بَعدَ أنِ استَقامَ قائلًا "كلّا لم أفعَل، لِأَنَّنِي أعلَمُ بأَنَّ الآنِسَةَ سَتَغضَب وتَفِرُّ هارِبَة" لَمَعَت عيناها وهِيَ تسمَعُ ردَّهُ؛ كيفَ لا وهُوَ الذي كانَ يُشرِفُ عليها ويُراقِبُها ويرعَاها مُنذُ نُعومَةِ أظفارِها، ضَحِكَت قَليلًا واستقامَت بعدَ أن نَفَضَتِ الغُبارَ وما عَلِقَ مِن تُرابٍ عن بِنطالِها الأَسوَدَ "هذا يُعيدُ لِي الذِّكريات" أردَفَت فَجأَةً والتَفَتَت نَحوَ مُرَبِّيها بعينَينِ حادَتَينِ تَبرُقانِ بالعَزِيمَةِ لِشَيءٍ مَا وتابَعَت "على كُلٍّ دعنا الآنَ نعودُ إلى ذلِكَ القَصرِ اللَّعينِ قبلَ أن يَقلِبَ أخَي ووالِدَتَهُ العَجُوزَ الدُّنيَا رَأسًا على عَقِب" صمتَت هنيهة وأنهَت حديثَها قائلة "وأيضًا هذِهِ المرَّةُ الأخَيرَةِ التي آتِي فيها لِزيارَةِ والِدي" نَظَرَت إليهِ وهُوَ يُشاهِدُها عن كَثَبٍ بصمتٍ ولكنَّهُ تابَعَ الابتِسامَ بذاتِ المَلامِحِ.
أخيرًا اتَّخذَت مِيكاسَا خُطوةً نَحوَ السَّيارَةِ التي سَتُقِلُّها إلى قَصرِ العائلةِ، ثُمَّ اتَّبَعَ كبيرُ خَدَمِ عائِلَتِها خُطواتَهُ خَلفهَا وهُوَ يُراقِبُها ويُفَكِّرُ في مدَى تَغَّيُّرِها المُفاجِئ مُنذُ تِلكَ الحادِثَةِ وتَأثِيرِهَ عَليهَا لِأَنَّ والِدَها تَرَكَ وراءَهُ شيئًا جبَّارًا مُعلَّقًا بِحياتِها ومِن ثُمَّ تِلكَ النَّظرَةُ الغريبةُ التِي رَسَمَتها أمامَه.
"السَّيدَة الشَّابَّة حتمًا هُنالِكَ شيءٌ كَبيرٌ آخرَ تُخفِيه لها النِّيَّةُ في فِعلِه".
༺═──────────────═༻
The Marriage By Agreement.
الزَّواجُ بالاتِّفَاق.التَّصنِيف: للبالِغين، رُومنسِي، جَرِيمَة، تَحقِيق، كُومِدي، نفسِي، خيال علمي
التَّصنِيف العُمري: +18
الشَّخصِيات الرَّئيسِيَّة:
- مِيكاسَا مِيلَر.
- إيرين وِيليامز.مُلاحظة: انطِلاقَة الرِّوايَة الرَّسميَّة في مُنتَصَف يُوليُو 2024.
أنت تقرأ
الزَّواجُ بالاتِّفَاق.
Fanfiction"مَا فَوقَ التَّوَقُّعَات". تَارِيخُ الإِصدَار: الثَّانِي والعِشرُونَ مِن أَبرِيل عامَ ٢٠٢٤ تَاريخُ الإِنتِهَاء: ---- الحالَة: مُستَمِرَّة.