13|عهد من الدماء

27 3 86
                                    


1715/6/13

تحركت تلك العربة الملكية الفاخرة من ميناء نارساك الرئيسي تتبعها عربة أخرى مشابهه لها تماما وكلاهما كانا يحملان شعار عائلة ميلودي.

ازاحت روز الستارة المخملية ذات اللون السماوي الفاتح عن نافذة العربة الصغيرة لتحدق في شوارع نارساك المزدحمة كالعادة ذات البنايات المرتفعة وتصاميم على الطراز الايليساتي العريق دلالة على تمسك شعب هذه المملكة بتراثهم وحبهم له، بالإضافة إلى الشجيرات الصغيرة و الازهار الملونة التي انتشرت على الأرصفة في كل شارع تزيد من جمال و روعة هذا المكان.

كانت ولا زالت هذه المدينة من أجمل مدن ممالك غرينلاند التسعة و أكثرها تطورًا من الناحية العمرانية،
كل شيء في هذا المكان كان فاتنًا و جذابًا لو حدقت بها من بعيد فحسب.

رغم انه لم يمضي وقت طويل مذ غادرت هذه المدينة التي قضت فيها سنوات طويلة الا ان شعورًا بالحنين انتابها و اعتصر قلبها ،
ربما لم يكن شوقها حقًا لنارساك بل للذكريات والأشخاص الذين قابلتهم هنا.

اشاحت بنظرها عن الخارج و حدقت بالاثنان الجالسان أمامها.
كانت اوليڤيا تجلس كذلك بجوار النافذة أمامها مباشرة وقد بدت غير مرتاحة كثيرًا و متوترة و عيناها لم تتزحزح عن النظر عبر النافذة،

اما بالنسبة لسام..
كان الوضع مختلفا كليًا إذ انه كان يجلس بجوار اوليڤيا بكل أريحية مع الحفاظ على مسافة بينهما و تعلو شفتيه ابتسامة صغيرة لا تفهم سببها كما لاحظت انه يختلس النظر لاوليڤيا بين الفينة و الأخرى.

بدى الوضع برمته مريبًا بالنسبة لروز فهي للان لم تستوعب مالذي جعل سام يغير رأيه فجأة و يوافق على عرضها بأن يكون المستشار الامبراطوري الجديد بدل والده لكن هي واثقة ان موافقته متعلقة باوليڤيا فهو لم يتوقف عن السؤال عنها و دائمًا ما يبتسم لها بطريقة ودية ويلقي عليها التحية مناديًا اياها باسمها فقط دون القاب رسمية.

قررت كسر هذا الصمت عندما سئمت منه وقالت موجهة الحديث لهما
-اعتقد اننا لم نستطع انهاء حديثنا في السفينة عن الوضع الحرج الذي نحن به الان.

نظر الاثنان في أن واحد نحوها وفورا كست الجدية ملامحهما.
كان سام اول من رد عليها قائلًا:
-معك حق، الأمور بدأت تخرج عن السيطرة مع وجود اولائك الذين يدعون انهم 'مجرد' معارضين.

تابعت اوليڤيا عنه قائلة بنبرة هادئة حذرة:
-الأحداث الاخيرة تجعلهم يعتقدون أن نظام انفيليون الإمبراطوري قد تزعزع وبدأت سيطرتهم تضعف خصوصًا على النبلاء الذين عارضوا فكرة الوصاية...

توقفت قليلًا تراقب ردة فعل روز وكيف تفاعلت عند سماع هذا الحديث ثم تابعت على نفس الوتيرة:
-انها فرصتك انتِ اولًا و الامراء ثانيًا لتثبتوا لهم العكس و تخرسوا الافواه التي تجرأت و انقصت من امكانياتكم.

Greenland||شَظايا مِن الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن