ليلى

54 7 14
                                    

إنه الليل، عدوها اللدود ورفيق وحدتها.. تتقلب على فراشها الناعم وكأنها ترقد على جمر، لا ترغب بأن تغفو حتى بعد مناوبة يوم كامل، بالرغم من أن جسدها يئن بتعب إلا أنها تدرك ما ان تغمض عيناها حتى تتسلل تلك الكوابيس اللعينة لتعذبها دون رحمة، وبالرغم من إدراكها أنها مجرد احلام بشعة ستصحو منها لا محال إلا أن عقلها يرفض التصديق حابسا إياها في ذكريات سوداء اخذت من عمرها سنوات لتمحيها ونجحت في ذلك وبقيت الكوابيس مجرد ندبة صغيرة لجرح غائر اجتاح روحها قبل جسدها.
نهضت من الفراش تزفر بعمق قبل أن تحمل وسادتها وتتجه إلى المكان الوحيد الذي يمكنها فيه النوم براحة، فتحت باب الغرفة المجاورة لغرفتها لترتسم على الفور بسمة رقيقة على شفتيها ما أن لمحت عيناها ذلك الجسد الصغير الغارق وسط كومة وردية من الأغطية ذات الرسومات الملونة وكالعادة القدمان الصغيرتان خارج الغطاء والوجه الملائكي مخبأ بين خصلات سوداء ناعمة كنعومة كل ما يخص هذه الطفلة.
أغلقت الباب واتجهت على الفور إلى الفراش الكبير لتستلقي بجوار ابنة أخيها الحبيبة، وبصورة تلقائية جذبتها لتنام على صدرها وظلت تداعب شعرها إلى أن غرقت معها في نوم هانيء واحلام وردية تتذكر فيها طفولتها وتتمنى حينها أن لا تصحو مطلقا.
إلا أن لا سبيل إلى تحقيق أمنياتها التي نصفها صوت رنين هاتفها لتغمض عيناها ما أن فتحتهما على ضوء النهار، واستمر رنين هاتفها المزعج لتبحث عنه بيدها إلى أن وجدته على الطاولة فالتقطته مجيبة بنعاس دون أن تعلم هوية المتصل:
- نعم! ألا يمكن للمرء النوم عقب مناوبة ثقيلة على القلب برفقة أطباء..
- دكتورة ليلى!
شهقت برعب وهي تسمع نبرة الصوت الهادئة التي تعلم تماما صاحبها لتشعر وكأن دلوا ساخنا سقط على رأسها.. هل للتو كادت أن تشتم زملائها وأمام من! استاذها ومديرها بالعمل!
أغمضت عيناها بشدة تعض على شفتيها عندما صدح صوته ولكن هذه المرة بنبرة أكثر حزما بالرغم من هدوئها:
- دكتورة ليلى انت معي؟
- نعم، نعم دكتور فريد.
أجبرت صوتها على الهمس بتلجلج ليخبرها: - اعلم أن اليوم اجازتكم ولكن دكتور سراج الدين رشدان سيكون حاضرا اليوم من أجل التعرف على فريقه من الأطباء لذا يجب أن تكوني متواجدة الساعة الواحدة والنصف بغرفة الاجتماعات رقم خمسة.
أنهى المكالمة دون أن يسمع ردها لتنظر إلى الهاتف وهي تشتم بسرها إلا أنها هتفت برعب ما أن طالعت ساعة الهاتف:
- اللعنة! إنها الثانية عشر!
سارعت بالخروج من غرفة الصغيرة لتصطدم بوالدها أمام الباب لتهتف وهي تتجاوزها سريعا:
- لدي اجتماع عاجل ويجب أن أخرج، اعذرني ابي.
تبعها إلى غرفتها يشاهدها تبحث بخزانتها عن ثياب ليتسائل:
- أليس اليوم اجازتك؟
- نعم ولكن ثمة أمر طارىء، سيأتي طبيب جديد وسيكون متواجدا اثناء مناوباتي في الطواريء لذا يجب أن أذهب للتعرف عليه، لدينا اجتماع.
- حسنا، سأحضر لك الافطار ولا اريد اي اعتراض يكفي انك لم تنالي قسطا وافرا من النوم.
قال لتلتفت نحوه وتحتضنه هامسة ببسمة:
- لا استطع رفض تناول الإفطار من يد اجمل طاهي بالكون، لن اتأخر.
بعد مرور دقائق هتفت بغيظ:
- هل هاتفكما أيضا.
ردت نور على المكالمة الجماعية تتسائل:
- ماذا تفعلين يا ليلى، ما هذا الصوت؟
- إنه صوت الماء، انا استحم.
أجابت تغمض عيناها وهي تغسل شعرها بالماء البارد بينما تمتمت عذراء وهي ترتدي بنطالها:
- انت يا فتاة لا تستحين! ماذا إن كنت أتحدث بمكبر الصوت أمام أحد اخوتي.
- على أساس أنك الآن لا ترتدين ثيابك.
قالت ليلى لتهتف عذراء وهي تغلق سحاب البنطال وتتجه بحثا عن كنزة مناسبة لبنطال الجينز الضيق:
- كيف علمتي؟
- بالتأكيد ليس لدي قرون استشعار، كنتي تتحدثي إلى البنطال عندنا فتحتي المكالمة، قطعا مؤخرتك تزداد حجما بسبب الوجبات السريعة التي تتناوليها لذلك البنطال لم يتسع لها.
أجابت ليلى وهي تغلق المياه لترتدي مئزر الاستحمام لتقول نور ووجنتاها تحمران غير قادرة على مشاركتهما أحاديثهما الغير مهذبة لأنها تجلس بغرفة الطواريء فلم تستطع سوى الهمس وهي ترى استاذها يتقدم نحوها:
- لا تتأخرن، سأغلق الآن لأن الاستاذ فريد ينظر نحوي وكأنني قتلت والده.. حظا موفقا يا صغيرات..

عذراء ليلى ونور ثلاث صديقات تتشابك اقدارهن مع عائلة محفوفة بالاسرار.
المسودة هذي لفكرة رواية عاطفية وبنفس الوقت فيها كثير من الغموص والمفاجآت.
سأكون سعيدة جدا بمعرفة رأيكم حولها وإذا أعجبتكم ممكن انزل بعض المسودات التشويقية لقصة كل من نور وعذراء




لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مسوداتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن