اندَثرت أفكارهُ بالكامل بعدَ ان تحول كل شيء الى ظلام حَالك، لم يَستطع التفكير او التحدث او الاهتمام .
ربما هذا الصمتُ هو ما يحتاجه، تلك الراحةُ هي مَا يبحثُ عنها ، انهُ متعب ، متعب ولم يَعد يحتمل ، كانت حياتهُ دوما تتَمحورُ على الضغط ، ولكن هذا الصمت البَسيط كانَ شيء يطُوق له، شيء يبحث عنهُ بكلِ قواه.
عدمُ القدرة على الحسِ او الشم ، التذوق و النظر لم يكن شيء سيء بنسبة لهُ ، انْ كانَ شعر بهذهِ الطريقة في الماضي كان سيصابُ بالذعر الشديد ، ولكنهُ الان شُعور مُحَبب للغاية الى قلبهِ المُتهالك ، اشبهُ بالنعيم.
الشعورُ بلاشيء ليسَ بِشعور سيء .
لكنهُ شَعرَ بالغضبِ حين بدأ يشعرُ من جديد، لقد سَأم من الشعور بِما حوله، شعرَ بأنه نائم فوق غطاء ناعم و مريح ، شعر بالهواء البارد يَضربُ وجههُ و شعر بالضوء السَاطع يُعْمي عينهُ.
شعرَ بأنهُ قادر على فتحِ عينيه من جديد، لكنهُ كرهَ هذا الشعور و رغم ذلكَ قام بِفتحها بشَكل غريزي بِمُجرد أن استطاع ذلكَ.
شعرَ ان حَواسهُ عادت مُجددا ، حاول تحريكَ جسدهِ و لكنهُ عَجز تماما عن ذلكَ ، لذا اكتفى بأن يُحرك عينيه يمينا ويسارا في مَحاولة لاستكشافِ مَكانه وما حولهُ .
على الفور اخترقَ أنفهُ رائِحةُ المُطهرات القوية ، استَطع ان يُدركَ على الفور انهُ في المَشفى .
غرفة بيضاء قَاتمة ، رائحة قوية ، جو هادئ مُربك ، اجهزة حولهُ في كلِ مَكان .
بدأ في تَذكر ما حَصل و لعنَ كل شيء بِمجرد أن عادت الذكرياتُ لرأسه المتألم، لقد ضربهُ شيدو بقوة ، و دخلَ في نوبة من الاختناق و انعدامِ التنفس ، ثم نزفَ ولا يَتذكر اي شيء بعدَ ذلك .
كرِهَ كل شيء في هَذهِ اللحظة بالذات ، لابد انهُ تم فحصهُ، رُبما الجَميعُ الان يعرف بشأن مرضهِ ، ماذا ستكون ردة فعلهم ، تسأل في نفسهِ بشمئزاز ، شعرَ بضيق في صَدره.
ماذا يقولون عنهُ الان؟ ايتوشي رين احد افضل المُهاجمينَ في ريال مدريد مُصاب بمرض و اصبح في حالة مزرية، هل يسخرون منهُ الان؟ هل يستَحقرونهُ؟ هل يتهامَسونَ مُتضاحكين عليه؟ مُجرد التفكيرِ في ذلكَ جعلهُ مُتعب اكثر.
و ساي... لابدَ انهُ يعلم الان بِذلك، هل أصبح يكرهُ رين اكثر ، هل اشمأز منهُ اكثر ؟ شعرَ بِشعور أسوأ بمجرد أن انعرضت صُورة اخيهِ في مُخيلته، التفكير في نظرات الاستحقار في عين أخيه جعلَ الأمر كالكابوس.
بدأ يتعرقُ اكثر و اكثر ، شعرَ بِكتلة تتجمع في حلقهِ، لم يعد يستطعُ كبحها اكثر من ذلك ، بدأ يسعلُ بِشدة ، شعرَ ان حلقه يحترق ، مُقرف للغاية.
لحظة واحدة حتى دخلَ شخص ما الى الغرفة ، لم يستطع رين النظرَ إليه، كانت رؤيته مُبهمة و غير واضحة اطلاقا ، لكنهُ بمجرد أن سمعَ الصوت عَلم انها امرأة على الفور.
أنت تقرأ
ايتُوشِي المُغَفل - Blue Lock.
Romanceلا يُمكنُ لِحب اخوي نَقي ان يبقى دُونَ شَوائب.. _____ ! عمل نظيف خالي من العلاقات بأنواعها ! - رواية قصيرة تقصد الجانب النفسي من حياة ايتوشي رين ، و كل ما أكتبه مبني على نظرتي الخاصة لرين وربما لا يطابق أحداث العمل تماما.