4. الصَبيُ التَعيسٌ

198 24 40
                                    


انتشرَ صمت حَادق في أنحاءِ الغرفة الباردة، جو مقرف وغير مريح.

يجلس رين هُناك ولا يَتحدثُ، ماذا يفترضٌ أن يقولَ على أي حال؟ لا شيء، هو حتى لا يعرفُ مَاذا يقول او كيفَ يَتحدث او ما هي رَدةُ الفعل التي يجيب اتِخاذُها، انهُ غارق تماما.

فقط يَجلسُ هُناك على السريرِ الابيض بِوجه خالي من اي تعبير ، يَشعرُ وكأن أفكارهُ سَتنفجر من رأسهِ وتطيرُ في جميع أنحاء الغرفة، ولكنهُ غير قادر على البكاء او الصراخ، فقط لا شيء.

لا يسمع ولا يرا، يتمنى فقط ان تكونَ هذهِ مجردَ كذبة، ساي يحاول تَحطيمه مُجددا ليترك كرة القدم و يَستسلم...انها مُجرد مزحة غير مضحكة جارحة و لعينة، مزحة قادرة على طعنِ شخص ما و تركهِ ينزفُ حتى الموت.

ولكن لا، انها الحقيقة هذهِ المرة، على ايتوشي رين اعتزالُ كرة القدم و الاستسلام للأبد...

يُحَاولُ الكذبَ على نفسهِ كما كان يَفعلُ طَوال حياتهِ ولكن فجأة كل تلكَ الكَذبات التي استمرَ في العيش عليها و تصديقها و استنزافها تلاشت أمام عينيهِ، مجردُ اوهام عاشَ على امَلِ تحقيقيها لَكنهُ فشل.

كلُ ما حَولهُ يَبهت ببطئ و عالمهُ يتلاشى، رُبما لأن حياة ايتوشي رين مُجرد لا شيء دونَ الهدف الذي عاش يكرسُ حَياتهُ من أجلهِ و دمرَ نفسهُ في سَبيله.

ما الذي يعيشُ من أجله الان؟

شعرَ فجأة بِكم كانت حياتهُ عديمةَ المعنى، لقد ضيعَ كل شيء من أجل التفوق على ساي، قايدَ صحَتهُ و عَقلهُ و كيانهُ مُقابلَ النصر ولكنهُ خسرَ كل شيء ولم يَحصل على ذلكَ النصر حتى.

أدركَ كم كانَ مُغفل و لكنهُ أدركَ بِشكل مُتأخر، لا يستطيع العودة للماضي او إصلاح اي شيء، انتهى الأمرُ ولا يوجد طريقة للعودة هذهِ المرة.

بدأ يدركُ ما حولهُ مُجددا بعدَ أن غرق في تلكَ الأفكار التي سحبتهُ لاعماقها لتغرقه، ولكنه استيقظ و بدأ يسمع الأصوات من حولهِ بعدَ أن اختفى كلُ شيء للحظات.

غرفةُ المَشفى الباردة القاتمة، صَوتُ المُغذي المتصل بذراعهِ، انهُ وحده، لم يدرك او يشعر حتى بخروج ساي من الغرفة، كانَ غارق تماما لدرجة ان ما حوله اختفى.

ولكنهُ شيئا فشيئا استعادَ حواسهُ التي اختفت، و انفاسهُ التي تقطعت، وأدركَ انه الان لا شيء، تمنى لو يعودُ لعدمِ الاحساس بأس شيء، مُجرد نسيان العالم من حولهُ.

امسكَ بِمفارش السرير بقوة مما حول مَفاصلهُ للون الابيض، شعرَ بسائل ساخن يتدفقُ من عينيهِ، وينسكب على الاغطية على شكل قطرات صغيرة، لقد بكى ولم يَستطع التوقفَ عن البكاء، مُجرد شعور قاتم ومُقرف من عَدمِ الاستقرار الداخلي والخارجي، شعرَ بِاكتافه تَرتجف و انفاسهُ تتفاقم، كان كل شيء مؤلم بَشكل مثير للشمئزاز.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ايتُوشِي المُغَفل - Blue Lock. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن