الفصل الثامن

492 32 1
                                    

الفصل الثامن

بداخل المشفى المتخصص بعد نقل عزة إليها سريعًا بواسطة السيارة التي أتى بها عصام ورافقتهم من وقت خروجهم من منزلهم، إلى التنزه وصالة السينما والكازينو على النيل، حتى وصل الأمر إلى هنا،

كانت تبكي ابتسام بخوف كاد أن يوقف قلبها، في انتظار خروج عزة من غرفة الفحص المكثف لمجموعة من الأطباء المتخصصين اجتمعوا لرعايتها بناءًا على توصية مشددة من رئيسة القسم الدكتورة فاطمة زوجة الدكتور عزيز.

أما الرجلين عصام وعمران زوج عزة كان يقطعان الرواق حولها ذهابًا وإيابًا بهيئاتهم المزرية بقلق بالغ وذلك بعد شجارهم في الكازينو مع إصابات طفيفة قد طالتهم، وقد أن تمكنوا من ضرب الرجلين الآخرين رغم كل ما حدث.

-توقفي يا امرأة عن البكاء بصوت عالي، لقد لفتِ أنظار معظم المارين حولنا.
هتف بها عصام بانزعاج لزوجته، مع عدم مقدرة الأخر على الكلام، فقد قيده إحساس الذنب وتأنيب الضمير، لنسيان وضع عزة الحساس بحملها الصعب.

وسعيه للشجار بحمية الدفاع عن واحدة هي من شجعت بتساهلها مع الرجل حتى يزيد بمغازلتهِ لها، وهو الأحمق،  كانت تعطيه ظهرها رغم جلوسها معه على نفس الطاولة، وكأنه لا يستحق النظرة التي بادلتها للرجل الاَخر حتى ظنها متقبلة ما يفعله ومُشجعة.

توقف ليضرب بكفيه على الحائط الذي توقف خلفه، بندم يذفعه لأذية نفسه وتهشيم رأسه الأحمق، فإن ذهبت هذه الفرصة من عزة لا قدر الله، سوف تزداد صعوبة فرصها في الإنجاب بعد ذلك.

فجسدها الهزيل لن يتحمل الحمل مرة أخرى سوى بعد سنتين على الاقل على وصف الطبيبة التي حذرتهم قبل ذلك باتباع النصائح حتى يتجنبوا الأخطاء السابقة مع الحذر الشديد في كل مراحل حملها، يحدث نفسه برعب شديد لو تحقق السيناريو الأسوء:

-سنتين سنتين ليُضافوا إلى الخمس سنين الفائتة من العذاب بحمل الأطفال والإجهاض بهم ثم السعي خلف الأطبة والعلاجات المتكررة والمُرهقة.
-هون على نفسك يا عمران قليلًا واطمئن.
تفوه بالكلمات عصام، مع لمسة بكفه على كتف الأخر من الخلف.

التف إليه عمران بوجه مكفر يستغفر ويردد بالأدعية المتكررة برجاء ، فتابع له عصام بتأثر:
-دع الأمور على الله واتركها، هو مدبر كل شئ، والقادر على استجابة دعوتك ليُنجيها وينجي الطفل معها.

تمتم يرد بصوت واضح:
-يارب يارب، عزة لن تتحمل هذه المرة لو حدث ما نخشاه، هي صابرة وإيمانها قوي، لكنها رقيقة وتكتئب بسهولة، مع اشتياقها القاتل بحمل الطفل.
-إن شاء الله تحمل طفلها وتحمله انت معها، تفائل بالخير.

اردف بها عصام قبل أن يجفل على مجئ الطبيبة فاطمة نفسها، أسرع عمران نحوها ليتلقفها من وسط الرواق يقول بامتنان:
-جئتِ بنفسك يا دكتورة لرؤيتها، جزاكِ الله على ذلك كل الخير.
ردت بعجالة وهي تسير بخطواتها المسرعة:

ما بين العشق والهوس ( النسخة الفصحى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن