00

394 28 59
                                    

كانَ الطَنينُ ثَقيلٌ ، وَ كأنَّهُ سَيَخرِم دِماغهُ ثَقبًا يُريَحهُ مِن هَذِهِ الحَياة ، وَكانَ يَودُ هَذا ولا يَود بِذات الوَقت ، قَدْ نَفثَ أنفاسًا ثَقيلة جَرَحَت رَئيتهِ عِندها، شَعرَ بِالتَعب ، الضَعف، وَ الخَيبة مِن ذاتِه.

كانَ مُجَرَّدُ بَشرِيٌ بِالنهاية، حِدودٌ سَتُغلقُ طَرِيقهُ بِسهولِة، تَمنى، تَمنى كَثيرًا لو كانَ يَمتلِكُ جَسدًا لا يُقهَر، وَ عضلاتٌ لا تَتَعب ،رَغبَ بِها كَثيرًا حَتى تَجَذَّرت داخِل دماغِه كَـ فكِرة مُمْكِنة ؟

لَم يَكُن يَشعُر بِمكان مُقلَة عَينهُ اليُمنى، كانَت مُخدرة تَمامًا ، وَ لَم يَسْتَطع أنْ يَفْتَحها ، وَكانَت خُصلات شَعرِه الشَقراء تُغَطِي عَلى عَينه، فَلَم يَبدُ إيَ شَيء واضِح لِشَخصٍ ما ، رُغم تَلطُخ خصلاتِه بِدماءه، فَكانَ واضِحًا ما يُخفي.

وَلَكِن ظُلْمَة هَذِهِ اللِيلة قَدْ أخفتها جَيدًا، سَيتعامَل مَعَ هَذا لاحِقًا، كانَ هُناك شَيءٌ أهمَ مِنه عِندَ هَذِهِ اللَحظة .

كانَ مِينهُو أمامهُ غائِر التَفكِير عاجزٌ عَن الحَراك، قَدْ حَملِهُ بِالفعل لِبُقعة آمِنة، زِقاقٌ مُظلِم لا يَحوي سِواهُم، وَ ظلامًا غَشمَّ عَلى المَكانِ ما بَدَ كُل شَيء كَظِلالٍ ضَبابية شَوشَت رؤيَته،

قَدْ أقْتَرَبَ مِن شَرِيكه بِتأني يُلقي بِأنظارِه الساكِنة عَليه، لَم يَستَطع أن يَلمِح إي شَيء لِهَذا أستعانَ بِضوء هاتِفه وَ وجههَ ناحية الآخَر الَذي أغلقَ مُقلَتيهِ فَورًا .

أسْتَطاع أن يَلمح الشَق بِجانِبه الإيمن ، كانَ عميقًا وَ نازِفًا، وَ هوَ ما يَتسَبَّب بِعَجز الآخَر عَن الحَركة لِهَذِهِ الدَرجة، وَكانَ هُناك جُرحًا آخَر أعلى حاجِبه الإيسر ، شَقًا آخَر لا يَزالُ يَنزِف ما جَعلَ الأشْقَر يَزفرُ أنفاسِه بِتثاقُل .

كانَ كِلاهِما مُصابٌ بِشكلٍ كَبير، أكثر مَن إيِ مَرة ، وَلَم يَكُن يَسْتَطيع آخذ مِينهُو لِمَشفى ، كانَ خائِفًا مِن أن يَكونَ الأمرَ عَسيرًا وَ لا يُوجِد الكَثير مِن الوَقت لِلتَفكِير بِالكَثير ،

قَدْ مَضغَ رِيقًا وَ حاوِل التَحدث ، إلا أنَ ما خَرجَ مِنه كانَ صَوتًا مُنكَسِرًا قَدْ جَذبَ إهتمام الآخَر، فَتحمْحَم بِخفة إلا إنها جَرحَت بَلعومِه، وَلَكِنهُ لَم يَكترث وَ لَم يوقِف حَديثه.

" لا تَنم، ابدًا . لِحين عَودتي "

نَطق بِنَبرة ثابِتة وَ صَفع خَد الآخَر بِخفةٍ جَعلَت الآخَر يؤمِى بِصَمت، وَلَكِن بَدل أن يَختفي الأشْقَر مِن إنظارِه كانَ يَعبث بِجَيب بِنطالِه حَتى أخرجَ مَصاصة بِطَعم التُفاح، قَدْ أزالَ غِلافها وَ حَشرها بِفَم مِينهُو الَذي تَفاجئ وَلَم يُسْعِفه جَسدِه لإبداء رَدةَ فعِلٍ مُناسِبة .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

راكِدٌ ~ هيوْنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن