بحلول الوقت الذي ينزع فيه مارك حزام الأمان عن هانسول ويحمله معه نحو المصعد، كان كلاهما مرهقان كثيرًا. من الواضح أن هانسول يبذل قصارى جهده ليبقى مستيقظًا، يحاول همهمة أغنيته المفضلة في أذن مارك مباشرةً حتى وصولهما إلى المنزل.
لم يتوقف إلا عندما أنزله مارك بعدما تمكن من فتح باب الشقة، ركض للداخل قبل أن يناديه مارك، "اخلع حذائك ولا تجري في الداخل، قد تتعثر وتسقط."
"آسف أبي." قال هانسول وعاد للمدخل حتى يخلع حذاءه.
بعد أن تفقد حقيبة هانسول ليتأكد من عدم وجود أي واجباتٍ منزلية لم يجد سوى صندوق غداءه به بعض بقايا الطعام ليتخلص منها، شعر أنه والدٌ جدير بالمسؤولية بالفعل. لذا شغل التلفاز ليلهي هانسول قليلًا حتى يحضر العشاء.
لم يكن طباخًا ماهرًا أبدًا. بالكاد تمكن من إجادة تحضير الراميون عندما بلغ الثامنة عشرة و فجأة وجد نفسه أصبح مسؤولًا عن طفل وهو بالكاد يستطيع تحمل مسؤولية نفسه. لحسن حظه أن مينجو صديقته تعمل طاهية و علمته بضع الأساسيات البسيطة حتى لا يسمم ابنه.
"تعالَ لتغسل يديك من فضلك.'' نادى مارك وهو يغسل يديه، سمع صوت خطوات هانسول الصغيرة تقترب منه. أخرج مارك الكرسي الصغير بقدمه حتى يقف هانسول عليه، وضع كمية كبيرة من الصابون على يديه و لم يتوقف حتى أمسك مارك بيده ليوقفه.
و أخيرًا جلسا سويًا على طاولة الطعام، هانسول أمام مارك و يحرك رأسه يمينًا و يسارًا مستمتعًا بطعامه. مارك يشاهده بابتسامة فخورة، انتظر حتى مضغ هانسول طعامه و ابتلعه قبل أن يسأله، "كيف كان يومك هانسوليي؟"
"هممم.." همهم هانسول وهو يمضغ قطعة من اللحم. "جيد. قمنا بحل بعض التدريبات هذا الصباح و-و قرأنا قصة قبل الغداء-اوه! الآنسة بيون كان مريضة."
"أجل، كانت كذلك." اومأ مارك، "لكنها تشعر بتحسن الآن-"
"هذا لأنها قبلت أحدًا." قال هانسول فجأة و عاد لتناول طعامه حتى مع أن مارك تفاجئ وأسقط عيدان طعامه.
"ماذا-" تحدث مارك، شعر بالطعام عالقًا في حلقه. "أين-أين سمعت هذا؟"
هز هانسول كتفيه وهو يحاول فصل الخضار عن الأرز في طبقه. "أحدهم قال هذا. في المدرسة."
"لا تلعب بطعامك."
"أنت لا تلعب بطعامك."
"من علمكَ هذا؟"
"آري نونا."
"بالطبع إنها هي." تنهد مارك مجددًا ووضع يديه على وجهه.
عم الصمت للحظات قبل أن يربت هانسول على يده. "لا تحزن. ربما الآنسة بيون ستقبلك أنت أيضًا أبي."
ضيّق مارك عينيه نحوه، "هل علمتك آري نونا هذا أيضًا؟"
"أجل." اعترف هانسول على الفور. "و أخبرتني أن أخبر الآنسة بيون أنك أعزب."
