لازالت تتذكر ذلك اليوم .....اليوم الذي جعلته وشما على قلبها و نقشا على ذاكرتها ....
حين كانت تراقب نجوما أحاطت ببدر انعكست صورته على مقلتيها ...جاعلة منه أكثر بريقا و تألقا ....في السابع من حيزران .....تحديدا ...في ذكرى مولدها السادس عشر ...أي بلوغها سن الرشد في المجتمع....جالسة في شرفة منعزلة مبتعدة عن صخب تلك الحفلة ...و ابتسامة سعيدة ارتسمت على محياها تنتظر قدومه بفارغ الصبر ...
تلك الفتاة المدللة التي لم ترغب بشيء إلا حصلت عليه .... لكن مع كل ذلك لم يفسد الترف طباعهالطالما عرفت بهدؤها و ذكائها و حذرها ...حذرها الذي اختفى بعد أن قرع قلبها تلك الطبول له ...
لم تكن مغفلة لتقع في حبه من أول رمقة ...لكن كلماته اللعوبة و تصرفاته المدروسة....
جعلتها تقع في تلك الحفرة تدريجيا ...لا تجد حبلا تستعين به...ربما لأنها كانت أضعف من أن تصنع واحدا بنفسها ....لقد كانت حمقاء في ذلك الوقت ...و لا مفر من تلك الوصمة...
تسمع صوت أقدام تقرع الأرض خلفها ...لقد جاء أخيرا ...نعم ربما لهوسها الشديد به فقد حفظت وقع خطواته ...
تستدير و هي ترسم ذلك التعبير الذي فاق الشمس إشراقا على ملامحها ....تعيد شعرها الطويل الحريري خلف أذنها ....تناظر بمقلتيها صاحب العيون الزمردية التي لاحظت إختلافها عن المعتاد ...
"إذا ...ماهي هديتي ....رينيت ؟" سألت مخاطبة إياه بنبرة جعلتها طبيعية قدر المستطاع ...لملاحظتها الجو المظلم من حوله ....
تقدمه إليها جعلها تنتفض قليلا ...تتراجع للوراء ببطئ .....تبتلع مافي جوفها بتوتر قد بدى على وجهها...تقطب عن حاجبيها ترمقه بحذر و هو يستخرج خنجرا ذهبيا مرصعا بالجواهر من جيبه ...لقد كانت شديدة الإعجاب بالأسلحة و لاسيما الخناجر منها ...مما جعلها تحدق فيه بعيون قد بدت لمعتها رغم ظلمة المكان...
"هل أعجبتك هديتك؟"سائلا بنبرة جافة لم تسمعها مذ عرفته ...جعلت من جسدها يرتعد بخفة...هل هذا مقلب من نوع ما....
"ربما يجب عليك إستخدامها في نفسك الآن كونها آخر هدية لك و لا يوجد شخص آخر غيري لاستخدامها عليه ...و بالتأكيد لن تفعلي ...جميلتي كلارس" لا يوجد شيء من المزاح في هذا الوضع من خلال نبرته ...هو جاد تماما ...تنبئها بما يحدث حاليا كان نابعا من ذكائها ...ليست كأي شخص في العالم لتجد وقتا لدخول صدمة خيانة خطيبها ....
ربما كان هذا هو سبب هدوء المكان ....قلة الحراس بل و حتى هؤلاء القلة لم ترى منهم أحدا قبلا ...و الأشخاص المتفرقون الذين ينتظرون بصبر شيئا سيحدث ...
ملامحها المبتهجة منذ هنيهة ...تحولت لأخرى مكسورة و مجروحة ....تتسلل تلك العبرات من عينيها بصمت ....هي لاتزال إنسانا بعد كل شيء .....
"أنت لا تخطط لقتلي فحسب بل تخطط لاغتيال الدوقية بالكامل " بنبرة مهتزة كادت لا تسمع لولا الصمت المدوي في المكان ....عيونها التي ملأتها تلك الدموع ...تحمل جبلا من مشاعر مزجت فيه ...تسحق كل من طبقة أسنانها الأخرى
ناظرها الآخر بسخرية مكملا تقدمه إليها ....في حين تصلبت الأخرى في مكانها منزلة رأسها تعانق مقلتاها الدامعة الأرض وهي تمزق شفتيها بأنيابها ....تضغط قبضتها بقوة و هي تحاول السيطرة على ذلك السائل المتدفق من عينيها ....
"انت نصف محقة....فكما تعرفين ...أنا لا أقدم على معركة خاسرة ..." أردف و قد وصل إليها يرفع وجهها المتجه أرضا صوبه ينظر إلى عيونها غارقا في بحر دموعها ....عيونها التي لطالما حملت حبا و شوقا ...تبدل خلال ثوان معدودات إلى حقد و غضب قد مر عليه قرون .... فضيتاها التي لطالما حملت دفئا ....قد جعلت قشعريرة تنتشر في جسده بسبب المشاعر التي تحملها....
ينظر بإعجاب إلى رغبة القتل المنعكسة في مقلتيها الشفافة ......لكنه لا يملك الوقت لذلك الإعجاب بجمالها....تلك الفتاة التي لم يجذبه نحوها سوى رؤيتها لقمة سائغة ...تحقق طموحاته ....لم يكن عليه إلا إيقاعها في شباكه ...و انتظار الفرصة لحصاد جهده....
اقترب منها موجها ذلك الخنجر نحوها ....
جامدة في مكانها ...تفكر بسرعة فائقة جعلتها تثبت مكانها لبرهة...هل قال للتو....معركة خاسرة ....الدوقية...الملك...ولي العهد في الداخل...إنه ...ينوي احتلال المملكة ...
يدفع خنجره نحوها ...مستهدفا رقبتها تماما ...تأكل عيونه الأخرى التي استسلمت لمصيرها ...وماهي إلا ثانية و أحس بجسده يهوي أرضا ...بفعل قفز الأخرى من تلك الشرفة ...تقلب جسدها عكس إتجاه الجاذبية...في حين حركت قدمها تثنيها في خط مستقيم ..قاصدة إصابة نقطة في رأسه على طول حاجبه الأيسر ....جاعلة من توازنه مختلا ....
هل جنت... إنه الطابق الثالث بالفعل ....لا يمكنها البقاء حية حتى .....
قد تكون وجهة نظره ...طريقة نظرته إليها التي كانت سببا في فرارها منه..و التي لم تتناسب مع القوة التي أخفتها عنه ... مطلقاً ...___________________________________________________________________________
رواية جديدة بعدما جلست ساعة أتأمل و نزلوا الأفكار على راسي
و ماراح أركز عليها الا بعدما أتقدم في الرواية الأولى
باي أتمنى دعمكمصورة لبطلة الرواية
عيون فضية و شعر كثيف بتعرج خيوط الشمس قد كان طويلا للغاية مماثلا تلك المقلتان
بشرة بيضاء شاحبة كانت قد بلغت نعومة شديدة حد الشفافية ...
هذا جعل منها ...أجمل فتاة بالمملكة...
أنت تقرأ
-سَيِّدَةُ اَلْأَرْوَاحْ-
Romanceتنهض بجذعها العلوي بصعوبة ...بعد أن افترش جسدها في تلك الأرضية الباردة...ملابسها الرثة تلك تبين حالتها...تناظر الفئران تركض... الحشرات تزحف تخرج من كل حدب وصوب ....تحاول لملمة بقايا الطعام حولها في ذلك المكان المظلم ...هل تبكي بسبب المذلة التي تعي...