" بسم الله الرحمن الرحيم "
كان الأمر يحتاج لِبذل الكثير مِن الجُهد والخروج مِن بؤرة الفساد ورؤية أول شُعاع مِن الشمس.
إصتفت مائدة حولها أربعة أشخاص يلتفون كدائرة أمام بعض اللحم ذو الرائحة النفاذة يتسابق بعضهم لينال القطعة الأخيرة التي أخذها ذاك الفتى وهو يركض ضاحكًا وكأنه فاز بـالمِادلية الذهبية غمغم أحد الأربعه قائلًا:« هل تعانون مِن المجاعة أم ماذا لم أستطع ان أكل جيدً!»
نظر أحدهم إليه وإلى الأكل بِستنكار وأجاب:« ماذا! لم يأكل أحدنا بقدرك، انت من تعانى مجاعة العقل قبل البطن، ولِهذ تحديدًا أثقل الطعام رأسك الثمين يا بلال حتى أصبحت لا تُفكر وكُنت ستتسبب فى الإمساكِ بنا اليوم»
إستنكر الفتى بلال قائلًا بضيق:«إن لم تتوقف عن ترهُلاتك بِشأن إنى المُتسبب فى إطلاق صافرة إنذار الجهاز الرئيسى سأطعن رأسك بتلك السكين التى قطعنا بِها هذا اللحم.»
_« بِربك ما فائدتك اذًا ألست مِن المفترض أن تكون اكثر شخصـًا بيننا يستطيع فك الشفرات ماذا دهاك اليوم لا أصدق أننا نجونا حقًا مِن الأمن بعد فشلك فى غلقه!»
هبَ بلال بغضب صائحًا:« وهل يعيش الإنسان دون أخطاء ألسنا جميعًا نُخطئ ما ذنبى إذَا...»
_« فى عَملنا هذا غير مسموح بالأخطاء بتاتًا.»
صرخ بِهم أخر:«توقفا عن الشِجار حالًا، ما مضى قد مَضى ولا نقاش فيه مِن الأن، فالتذهبو جميعًا، ولنتقابل عِند التاسعة، وتذكرو لا نُريد لفت الإنتباه وأنت ياقاسم توقف عن لوم بلال لم يفعلها قاصدًا، لا أصدق أنكم تؤمان ولا تكُفىَ عن الشجار دومًا.
قال أهداهم طبعًا وأكثرهم حِكمة والمدعو مُعتصم:« أدريان مُحق ياقاسم الحديث فيما مضى لا فائدة مِنه سوا مضيعة الوقت، كفاكُما إن سمعكم هارون وشكَ قليلًا أن هناك خطأ حدث اليوم لن يتردد بتصفيتنا فلن يُخاطر ببقاء شيٍء، لا تظنوه كما يبدو لكم، ولا أريد رؤية أحدكم يتسكع رجائًا هيا لنغادر
قال بلال:« وما فائدة العمل وما فائدة المكوث هُنا لدينا المال الكافي لشراء منزل مريح و...»
ولم يُنهي حديثه حتي وجد الخُف يُلقى عليه ليتفاداه وهو يصيح:«هييه ماذا فعلت؟»
قال ادريان:«لأنه ومهما شرحتُ لك لا تفهم علينا تفادي الشُبهات الشرطة كثُرت خطاها هذه الأيام هُم بالأساس يتملكهم الشك بالجماعة ومنهم نحنُ لذا نحنُ نتجنب هذا ولكن الصبر نتائجه مضمونة»
عِند إنتهاء حديثهم ذهب بلفعل كُلًا إلي عمله أو العمل الذي يتواري به خشية من شك العالم وسؤالهم من أين لهؤلاء المتسولين بالمال.
وفى طريق أدريان توقفت أمامه سيارة ولم يرتجل صاحبها ولكن صاح به:« أدريان يافتى التصليحات أشعر أن السيارة صوتها مُزعج قليلًا يقولون بالحي أنك أمهر من يمتهن المكانيكا فلتُرني مهارتك»
قالها بسخرية تظهر جِليًا من نبرة صوته المزعجة.
أغمض أدريان عينة مُتمالكًا نفسه يتسائل لِما مؤخرًا أصبح قليل الصبر هكذا اليست هذه المهنة التي اختاراها هو مُنذ زمن لتضليل عمَ يتشاركه مع الفرقة وهارون، ولكن عليه الصبر الأن لم يبقي شيء سيُفاتح هارون هو والبقية بما يجول بخاطرهم عليه الرحيل والبدأ من جديد هو وفرقته، فرقتة! لِما يفكر بهم من الأساس ربما يفترقون ويذهب كُلًا منهم لحال سبيلة اعتقد هذا ما يطوق له الجميع اما هو لا يعرف حقيقة شعوره اتجاههم بلفعل بالأخير هم جُبرو على وجودهم سويًا لم يختر أحد مِنهم الأخر ليرافقه
خرج صوته متحشرجًا وهو يتجه ليصعد السيارة معه قائلًا:« فلنذهب للورشة ونرا هناك موضوع سيارتك المتهالكة»
أنت تقرأ
لصوص فى مُهمة وطنية
Actionيقولونَ الفُرص تأتى مرة واحدة، وإن كُنتَ حكيم ستخوض التجربة لإستغلالها. أما نحن فكُلما تقدمنا تراجعنا ثانيةً لا نعلم حقيقة إن كانت نُفوسنا جشعة للمال أم نَحنُ عِصبة فاسدة، وما يرددونه علينا أن الفاسدون لايتغيرون، عِندما تولد لتجد نفسك داخل بؤرة فسا...